عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. الجاكومي صاح !
حقيقة المثير للدهشة الهجوم الشرس على الجاكومي على إثر تصريحاته وأنه يعتزم تجنيد خمسين ألف شاب في إريتريا

حقيقة المثير للدهشة الهجوم الشرس على الجاكومي على إثر تصريحاته وأنه يعتزم تجنيد خمسين ألف شاب في إريتريا ، قامت الدنيا ولم تقعد كأنه أتى بما لم تأت به الأوائل ، وهو مجرد ” إعتزام ” ، بمعنى ليس هنالك فعل على أرض الواقع حتى الآن ، في المقابل هنالك ثلاثة مليشيات تدربت في إريتريا فعليا ونزلت الميدان تحت مسمى أطلق عليه جيش ( الانورطة ) ولا ( الآونطة ) ما متأكد لكن الأخيرة اقرب للواقع هي جيش موسى محمد احمد ، جيش الناظر . سيد محمد الأمين ترك وجيش الأمين داؤود والأخير صرح قبل استعراض هذه الجيوش في مؤتمر صحفي شهير بالقاهرة شخصيا كنت حضورا فقال : إريتريا في الوضع الماثل في السودان إذا أرادت الاستيلاء على كسلا لا يأخذ معها الأمر أكثر من ثلاثة ساعات ، وكل ذلك لم نسمع ربع الجلبة التي سببها تصريح الجاكومي ، وبالطبع عراب الاغتصابات والإنتهاكات في ولاية الجزيرة درع السودان بقيادة أو عاقلة كيكل يكاد يكون الجيش نمرة أثنين إذا لم يكن نمرة واحد في الدولة ، بل تمدد حتى أصبح الآن يمارس صلاحيات تنفيذية مثل إشرافه على مشروع الجزيرة وفتح المكاتب في المدن والأرياف وعقد الاتفاقيات حتى أقاصي الشمال ، ولا عزاء لمن ارتكبت في حقهن الجرائم ، بجانب عدد من الحركات المتناسلة اولاد فلان وأولاد علان حتى اهلنا ناس النيل الابيض كانوا لما يتشاكلوا بتفالقوا بالشمام ظهرت لهم حركة أيضا باسم اسود بحر ابيض وكان المفروض يسموها تماسيح بحر ابيض رغم أن تماسيح بحر ابيض نفسها مسالمة ولم تكن شرسة مثل تماسيح الازرق الهادر .
لكن اقول لكم الهجوم على الجاكومي وأسبابه : السبب الأول تزامن هذا التصريح مع تمسك حركات سلام جوبا بنصيبها من الوزارات وكثيرون بعتقدوا بأن الجاكومي بنفذ في أجندة البرهان الذي رمى كرت هذه الحركات ويريد التخلص منها ولذلك أطلق عليهم يد الجاكومي ليكون ( ديك عدة ) ، لكن اعتقد الكلام دا غير صحيح لأن البرهان دائما يغض الطرف عن أي زوبعة تطيل أمد الأزمة ما دام ستبقيه هو في كرسي الرجل ( نمبر ون ) ، والنقطة الثانية الجاكومي أقرب شخص لهذه الحركات التي تشعر بالخطر وهو صديق مقرب لمناوي ، والنقطة الأهم لعدم واقعية التصريح الذي أطلقه الجاكومي بتدريب خمسين ألف شاب من الشمال ، الجاكومي اختار الملعب الخطأ أولا لأن الشمال يدين بالولاء المطلق ل ( الكاهن ) ، النقطة الثانية الشمال كله بما فيه ولاية نهر النيل لا تخلو منطقة من قائد في الجيش النظامي بمعنى لا يستطيع الجاكومي يبيع ( المويه في حارة السقايين ) والنقطة الأهم الجاكومي من مدرسة فكرية ما لها شأن في حمل السلاح هي مدرسة الاتحاديين الذين لم يشهد لهم أحد بأن شاركوا في انقلاب وأكبر مزمة لهم على مدى تاريخ السودان هي ضحايا ” عنبر جودة ” في عهد حكومة الزعيم الازهري ماتوا ب ( الكتمة ) ، بالمناسبة هنالك واحدة قيادية محسوبة على الاتحاديين فهمت البرهان قبل أن يصرح ويقول : ” المجد للبندقية ” وأدركت بأن هذا الرجل لن تنل منه شيئا إلا بمنطق القوة فطرحت فكرة “كتيبة الاتحاديين” لمناصرة الجيش وإذا نجحت في مسعاها كان اليوم أصبحت في وزارة ( جامبو) ذلك إذا إن لم تكن في محل كامل إدريس .
وللناس الذين ذاكرتهم ضعيفة البرهان اعد المسرح للانفراد بالسلطة بحاضنتين اثنتين الحاضنة الاولى وصاحبة الحظ الأوفر حاملو السلاح أهل المجد الحقيقي والحاضنة الثانية عبارة عن جوقة من المدنيين وهم عبارة عن إدارات أهلية وطرق صوفية ، وهؤلاء تخلص منهم عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر مباشرة ، وتبقت مجموعات تمردت على أحزابها الأصلية حملوا لافتات وتحلقوا حول مائدة البرهان لافتات باسم أحزاب اتحادية وأخرى باسم أحزاب الأمة وغيرها من اسماء الأحزاب التقدمية ، والشاهد في الأمر هذه الأحزاب لا تستطيع تعقد اجتماع في صالون ناهيك من ندوة في مكان عام ، لكن عليها أن تنعق مع الناعقون ( بل بس ، وحرب الكرامة والحصة وطن ) لأن ميدان الحكم الحقيقي معروف مين أصحابه لا احد يقترب من وكلاء الوزارات والمدراء العامين والشركات الحكومية التي تدير عجلة الاقتصاد ، وحتى المليشيات صاحبة الوزن السياسي هي من تدير المشهد على الأرض ولا بأس بأن تهتف جيش واحد جيش واحد .
على اي حال ممكن نقدم عرض مغري للشقيق الرفيع الجاكومي الا وهو ملعب جاهز محتاج قائد فيه روح المبادرة ولاية عدد سكانها حوالي اثنين مليون نسمة أي أكثر من سكان ولايتي نهر النيل والشمالية مجتمعة والخمسين الف ممكن تجمعهم من اول عشرة قرى والأهم من ذلك مسلحين جاهزين ، فقط محتاجة قائد وهي مقومات دولة ارض زايد شعب وموارد إذا استطعت نفذت إليها إذا لم تظفر بالكرسي نمرة واحد على الأقل تطلع ب ” دويلة ” لكن شرط تخلي طموحك أكبر من وزارات اسماك البحر الطرية ، وهدي الملعب وخلي لسانك زرب تشرب لبن النوق جُمادة ولب ويلا دقي يا مزيكا !!!