اعمدة

أشرف عبدالعزيز .. يكتب .. في وداع عوض بابكر: رجل القضية والوفاء

يكن مفاجئاً أن يزورني للتو في القاهرة، بعد أن سمع بمرضي ووصولي إليها. هو

 

 

 

 

 

 

     لم يكن مفاجئاً أن يزورني للتو في القاهرة، بعد أن سمع بمرضي ووصولي إليها. هو، الذي كان يئن من المرض ذاته، لم يقطع وصله قط، كعادته التي لم تحِد، يتفقد إخوانه ومعارفه، مهما تباعدت بهم وبه الطرق. كانت تلك الزيارة آخر لقاء جمعنا، ناقشنا فيها العديد من القضايا، وتواعدنا أن نواصل المسير، لكنها أقدار الله، ماضية لا محالة.

 

 

 

 

 

رحم الله الوفي الخلوق عوض بابكر. نشهد الله أنه كان رجلاً كرس كل حياته من أجل قضيته التي آمن بها. لم يكن مجرد شخص عابر في هذه الحياة، بل كان قامة شامخة من العطاء والتفاني. إن رحيله ليس خسارة لأحبائه ومعارفه فحسب، بل هو فقدٌ كبير لقضيته التي وهبها روحه وفكره.
تَجَسَّدت في عوض بابكر أسمى معاني الوفاء والإخلاص، ليس فقط تجاه أصدقائه وإخوانه، بل تجاه مبادئه وقيمه التي لم يتزحزح عنها قيد أنملة. كانت حياته شهادة حية على إيمانه العميق بما يناضل من أجله، تاركاً إرثاً من الإلهام لكل من عرفه أو سمع عنه.
رحم الله عوض بابكر، وأسكنه فسيح جناته. سيبقى ذكره خالداً في القلوب، وستظل قضيته حية في الذاكرة، نستلهم منها العزيمة والإصرار على المضي قدماً في طريق الحق والوفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى