قبل حديث رئيس المؤتمر الوطني المحلول بروف غندور حقيقة كنت أفكر في كتابة عمود صحفي تحت ” عنوان ” حرب السودان ومأزق الخطاب الاعلامي ” والفكرة تتلخص في إن الممسكين بزمام الأمور في بلادنا وخاصة أمراء من قادة الجيش ورطوا أنفسهم في خطاب مصاحب للحرب التي أندلعت في ١٥ ابريل الماضي وأصبح لجم المدافع والبنادق أسهل بكثير لهم من الخطاب الاعلامي المصاحب للحرب، وهذا ليس مجرد خطاب كراهية أو تفرقة عنصرية وغيرها فحسب ولا خطاب حماسي للتحشيد لمزيد من الاستنفار ، بل خطاب يمكن لاستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة وظل هذا الخطاب يسد أي نفاج فيه أمل لايقاف هذه الحرب ، وانساقت كل فئات المجتمع إلا ما رحم ربي وراء هذا الخطاب الأرعن يقولون لك كل الشعب مع هذه الحرب ومشارك فيها والشعب محاصر بالمدافع والقاذفات والجوع والمرض والتشريد فكيف يكون له رأي؟! ، المهم في الأمر بسبب هذا الخطاب الكريه أصبح أمراء الحرب أنفسهم أول ضحايا هذا الخطاب وأصبحوا مثل العقرب التي يأكلها بنوها بعد انجابهم بأعداد كبيرة، والنماذج كثيرة ومنها على سبيل المثال عندما خرج قائد الجيش البرهان بدايات هذه الحرب وقال بالحرف الواحد ” هذه حرب عبثية ” عبارة اصبحت ايقونة لدى دعاة لا للحرب وانا واحد منهم وتراجع البرهان تحت ضغط مأزق الخطاب الاعلامي وأصبح يأتيه التهديد من الناشطات و ” القونات ” وتراجع عن هذه العبارة وتحولت الحرب العبثية الى حرب كرامة رغم أنها أي الحرب تطورت من العبثية وأصبحت نموذج شاز للقذارة، وكذلك خرج الكباشي وقال بأن الحرب لا تنتهي الا بالحوار وواجه ذات الخطاب وأختفى حتى ظن البعض بأنه تمت تصفيته ثم ظهر متراجعا تحت ضغط هذا الخطاب رغم ٱنه ذهب لحوار ” المنامة ” متخفيا وقد يكون ناكر له حتى الآن تحت هذا الضغط والغريبة ياسر العطا الذي كان يعتبر ” موسى ” الديمقراطية والمدنية أصبح فرعون حرب كبير وأصبح رأس الرمح في هذا الخطاب الذي يعمق جراح الحرب ويكاد يتحدى حتى إرادة الله في ايقافها وهو كان بالامس يزور المدنيين اواخر الليل بسجن سوبا ويبدي أسفه على انقلاب ٢٥ أكتوبر ويصف قيادات الحرية والتغيير بأنهم أنزه من أنجبته حواء السودان، ولكن ثبت صدق أهلنا في البادية وهم يمارسون الطب البلدي وفي أعتقادهم بأن الانسان عندنا يشم الدم أي يبدأ في قتل الناس وما زال السلاح في يده تتفتح رغبته في مزيد من الدماء وهكذا لأنه يغيب عنه الميل للسلام والأمن ، والحل الوحيد في هذه الحالة بأن عقلاء المجتمع يعملوا على هجره بالحيل حتى يقع في الحبال وتوثق أرجله وأياديه وبعد يهدأ ويتعالج نفسيا يقدم للعدالة.. المهم في الأمر كل انسان سوي مقتنع بأن هذه الحرب لا تحقق غاية لأي طرف ولن يكن فيها منتصر والمتضرر الاول منها المواطن والمحاربين في الميدان أنفسهم .وما دام الحوار لايقاف الحرب أمر حتمي وأن كل المبررات لاستمرارها يمكن تحل عبر الحوار لماذا لا تقف الآن وليس غدا.. هذه هي قناعتنا الراسخة ونحن نتبنى لا للحرب صدقا وعدلا ولن نتزحزح عنها.. ورغم أنها أي لا للحرب أصبحت جريمة في أبجديات خطاب الحرب الذي أصبح مأزق..
إذن لماذا غندور وهو من الفاسدين أي على رأس حزب المؤتمر الوطني المحلول الذي افسد حياتنا وحياة كل السودانيين والدول المجاورة الشاهد في الأمر ظهرت اخبار لبروف غندور الخبر الاول يظهر فيه وكأنه يسخر من قادة حكومة الحرية والتغيير وكأنه أنتصر في هذه الحرب على الذين هددوه بالقتل والذين سجنوه ويقول لهم هانذا متسيد الموقف، وعكس ذلك تماما ظهر تسجيل فيديو يقول فيه الحرب لا تنتهي الا بالحوار بل نهاية الدعم السريع وإن تحققت حسب رغبة الداعمين لهذه الحرب سيظهر عشرات الدعم السريع فالمخرج في حوار مباشر ومعلن.. وذهب البعض لتحليل هذا الحديث بأن الحوار اصلا تم والتفاهمات تمت.. لكن اصبح اخراج نتائجه بايقاف هذه الحرب يواجه بالخطاب العالي وهو المأزق المصاحب لهذه الحرب، ولذلك نتوقع أن يواجه حديث غندور بهجمة اعلامية شرسة من المنغمسين في خطاب ” بل بس ” .. والعلاج لهذه الحالة يجب تكثيف جرعات غندورية ومواصلة المزيد منها بدلا من الحيل والحبال لأن الحبال لو ما صدقت الهياج سيقضي على يابس البلد بعد أن قضى على أخضرها.. #لا_للحرب