حوارات

( ترياق نيوز ) تورد سلسلة حلقات توثيقية حول حياة الإمام الراحل / الصادق المهدي تحت عنوان (الرجل اللي خلف الإمام ) بشرى الصادق في أول بوح له للإعلام الحلقة ( 7 ) والأخيرة يكشف خلالها ملابسات إصابته ب كورونا وسفره للإمارات وآخر اهتمامات الامام وما كتب من مقالات وآخر الوصايا .. لجنة التحقيق وما خرجت به ، ومن هم الرجال الذين أوصى بهم الإمام لإدارة شئون الحزب وكذلك شئون الأنصار ، وحقيقة العلاقة بين أبناء الامام ” أولاد سارة وأولاد حفية ” .. ووصية خاصة على محمد زكي ..

في الحلقة السابعة والأخيرة من سلسلة الحوار التوثيقي تحت عنوان ( الرجل اللي خلف الإمام ) مع الحبيب / بشرى الصادق حول حقائق ومواقف عن الامام الراحل / الصادق المهدي عليه رحمة الله

 

 

 

في آخر لقاء.. كتب الإمام الصادق المهدي عليه الرحمة وصيته ثم صمت إلى الأبد”

مقالات ذات صلة

 

 

 

 

 

 

 

. “من منزله إلى الغيبوبة: الساعات الأخيرة في حياة الصادق المهدي”

 

 

 

 

 

 

. “هل اغتيل الإمام؟ أسرار لجنة تقصي الحقائق من داخل بيت الأمة”

 

 

 

 

 

. “وصية لم تُوقّع.. وأخرى دُفنت مع الحبيب!”

 

 

. “كورونا أم مؤامرة؟ الرواية الكاملة من ابنه المرافق”

 

 

 

. “من هم أبناء الحبيب الروحيون؟ شهادات من داخل البيت” وصية خاصة على محمد زكي

 

 

 

 

 

. “بيت الإمام.. حيث من أين أتى التمييز بين أولاد سارة وأولاد حفية!” ولماذا أعتبر بشرى السؤال مستفزا ؟

 

 

 

 

. “من أرض الرفاعيين إلى الحبشة . رجال صدقوا ما عاهدوا الحبيب عليه”

 

 

 

 

 

. “اللقاء الأخير.. فاكهة، شاي، ووداع صامت”

 

 

 

 

. “الحبيب يكتب عن الموت ثم يرحل!” وكيف نعى نفسه ؟

 

 

 

 

. “بين التطبيع والتركيع.. المقال الأخير للإمام الصادق المهدي”

 

 

 

 

. “حنين الطبيبة.. وابن الإمام المرافق.. وقرار لا يُنسى”

 

 

 

 

“حين قال لا للسفر.. فحمل كتبه ووصاياه وذهب”

 

 

 

 

. “أبواب الحبيب المفتوحة.. والزوّار بلا حواجز” هل هنالك ” مندس ” لنقل عدوى كرونا ؟

 

 

 

. “هل ترك الإمام خليفة؟ شهادات نادرة تنشر لأول مرة”

 

 

 

 

. “من هم الرجال الذين أوصى بهم الإمام؟”

 

 

 

 

. “ما لم يُنشر من وصايا الإمام بخط يده!”

 

 

 

حوار – ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة

 

 

 

   في الحلقة السابعة والأخيرة من سلسلة الحوار التوثيقي تحت عنوان ( الرجل اللي خلف الإمام ) مع الحبيب / بشرى الصادق حول حقائق ومواقف عن الامام الراحل / الصادق المهدي عليه رحمة الله يواصل بشرى الحديث عن مرض الحبيب وملابساته وسفره للامارات حتى توفى هنالك الى رحمة مولاه ، وما هيىوصاياه الأخيرة والقضايا التي كان مهموما بها ، والى ماذا توصلت لجنة التحقيق حول مرضه ، ثم يتواصل الحديث حول العلاقة بين أبناء الامام نفسه والدائرة المحيطة بهذه الأسرة ، ولماذا أوصى الأمام لإدارة شئون الحزب وكذلك شئون الأنصار . فإلى ما أدلى به :

 

 

 

 

 

 

إصابة الامام الصادق المهدي بن الكورونا ونقله للمستشفى :

 

 

 

 

   يواصل السيد بشرى المهدي قائلا : وفي شهر أكتوبر من نفس العام، 2020م كانت هناك مجموعة اسمها “ربّات الكتاب”، تتكون من بنات وأولاد الحبيب.
كان يُعطيهم كتبًا من مؤلفاته، وهم يقرؤونها، ثم يأتون لمناقشته حول الكتاب، ويوجهون له الأسئلة وهو يجيب.
وكانت هذه اللقاءات كأنها منتدى ثقافي دوري، في كل مرة يحددون كتابًا جديدًا للنقاش.

في إحدى هذه اللقاءات، ظهرت عليه أعراض نزلة برد أو زكام.
وفي اليوم التالي، كان هناك اجتماع تنسيقي لحزب الأمة في المنزل، وبعد الاجتماع اشتدت عليه النزلة، وكان ذلك يوم الأربعاء.
وعندما ذهبنا للاطمئنان عليه، قال إنه في الليلة السابقة لم يستطع النوم جيدًا، وطلب أن ينام قليلًا.

وفي يوم الخميس، ازدادت عليه الحالة، وظهرت عليه حمى ورشح.
وفي ذلك الوقت، كانت كورونا منتشرة بشدة.
فطلبنا، نحن أبناءه، إجراء فحص لكل من في المنزل، عبر مريم، لأننا لم نكن قد تلقينا التطعيم بعد.

 

 

 

 

 

 

 

وبالفعل، جاء فريق طبي، وفحصونا جميعًا، وظهرت النتائج مساء الخميس، وكانت إيجابية للجميع،
باستثناء رباح، لأنها أُصيبت سابقًا،
وكذلك مريم وحنين (زوجتي)، كانت نتيجتهما سلبية.
أما بقية الأسرة، بما فيهم الأطفال، فكانت النتائج إيجابية — أي مصابون بكورونا.

في يوم الجمعة، بدأ الحبيب يتحسن قليلًا، وكتب مقالًا بعنوان “الحبل الرابط بين التطبيع والتركيع”،
انتقد فيه التطبيع مع إسرائيل بشدة، وقال:

 “إذا كانت إسرائيل دولة طبيعية، فالتطبيع معها يكون طبيعيًا، لكنها دولة غير طبيعية قامت على فرية”

 

 

 

 

 

وكان هذا آخر مقال كتبه الإمام قبل وفاته.

 

 

 

 

 

في يوم السبت، ازدادت عليه الأعراض،
وفي المساء بعد المغرب، أصبح نَفَسه ضيقًا جدًا،
ومع ذلك، لم يكن قد نُقل إلى المستشفى حتى ذلك الوقت.
وهذا كان في تاريخ 27 أكتوبر 2020م تقريبًا.

اللحظات الأخيرة في حياة الإمام الصادق المهدي – رواية بشرى الصادق

 

 

 

 

  كان عندنا جهاز تنفس موجود في المنزل، فقامت حنين زوجتي بتركيبه له.
وفي ذلك اليوم، تحدث الإمام حديثًا مطولًا عن إسرائيل، ولماذا لا نرغب في التطبيع معها.
كما تحدّث عن هشاشة الوضع الأمني في السودان، والتكالب الإقليمي عليه،
وتحدث أيضًا عن الوضع الثقافي ورغبة إسرائيل في تقسيم السودان.
وهذا الحديث مسجّل.

وتحدث كذلك عن أن الإسرائيليين يتخلصون من الأشخاص الذين يعارضونهم.
وفي تلك اللحظات، تحدثت معي حنين على انفراد، وقالت لي إن وضع النفس عند الحبيب غير مريح،
وإن نسبة الأوكسجين ضعيفة، وتخشى أن تكون هناك جلطة في الرئة أو شيء مشابه.

فقالت إنه ضروري جدًا أن نذهب إلى المستشفى لعمل صورة أشعة للتأكد من سلامة الرئة.
لكنه رفض، وقال إنه يفضل أن يبقى في المنزل، وأضاف: “أنا كويس”.
لكنني أصررت عليه، وقلت له: “نعمل صورة ونرجع”.
وكان كل إخوتي وأخواتي موجودين، ومع إصرارنا الجماعي، وافق على الذهاب للمستشفى.

جهز نفسه ولبس، وأخذ إحدى الحقائب، وضع فيها بعض الكتب،
ومن ضمن ما حمله معه كانت وصايا:
وصية الإمام عبدالرحمن، ووصية الإمام الصديق — وقد وجدتهما بعد وفاته.

ذهبنا إلى مستشفى علياء، ورقد في جناح هناك،
لكن ما زالت نسبة الأوكسجين منخفضة.
وكانت هناك مجموعة من الأطباء، منهم اللواء د. عزمي (نائب مدير مستشفى علياء)،
والدكتور طارق الهادي كجّاب، وآخرون. وكان الهادي كجّاب رئيس طوارئ الكورونا حينها.

 

 

 

 

 

في يوم الأحد، أرسل الإماراتيون طائرة إسعاف جوية ومعها أدوية للكورونا.
وكانت مريم هي التي تتواصل مع الإماراتيين، وهم معروفون بمبادراتهم واستجابتهم لمثل هذه الحالات.

في البداية، كان رأي الحبيب ألا داعي للسفر، وأنا كذلك كنت أعتقد ذلك.
لكن البعض رأى ضرورة السفر للعلاج بالخارج.
وقيل لنا: “ما عندنا شيء نقدر نعمله أكثر من الذي قمنا به”.
فبدأنا نفكر في السفر، وطرحت خيارات مثل أوروبا، قطر، مصر، لكن أوروبا تحتاج إلى تأشيرات.

وأثناء النقاش، أرسلت الإمارات مجددًا طائرة يوم الاثنين،
فأصبح هذا هو الخيار الوحيد المتاح في وقته، وقلنا: “نذهب هناك، ولو أردنا الانتقال لبلد آخر يمكننا من هناك”.

وبالفعل، سافرنا يوم 3 نوفمبر، وكان برفقتي مريم وحنين.
أنا كنت مصابًا بكورونا، لكن دون أعراض مؤثرة،
أما مريم وحنين فكانت نتيجتهما سلبية.

عند وصولنا، تم حجز الحبيب في غرفة العناية الوسيطة.
وكان السؤال من سيرافقه؟ في البداية قالوا: حنين، لأنها طبيبة،
لكن لأنها غير مصابة لم يسمحوا لها، فأصبحتُ أنا المرافق له،
بينما مريم وحنين تم عزلهما في منطقة أخرى.

بدأت الإجراءات الطبية، وكانت حالته تتأرجح بين التحسن والتدهور.
في تلك الفترة كتب مقالًا بعنوان “فقه السعادة والمراضة والممات”،
وفي نهاية المقال نعى نفسه، إذ كتب:

 “أفضل الناس في هذا الزمان يُترحَّم عليه ويُشيِّعوه، شيّعنا حقّاني إلى الحق”.

 

 

 

 

 

 

 

عندما قرأت المقال تأثرت بشدة، وقلت له: “الناس أصلًا متأثرة، وهذا الكلام سيزيد من ألمهم”.
فقال لي: “أرسله إلى رباح لكي تنشره”.
أنا اقترحت أن نحذف كلمة “الممات” من العنوان، وأن نؤخّر الفقرة الأخيرة التي فيها النعي.
وافقني على مضض.
وبالفعل، قمت بمسح الكلمة وأخّرت فقرة النعي، ولم أرسلها للنشر.
والمقال ما زال عندي بخط يده.

بعد أيام، تقريبًا يوم 7 نوفمبر، سقط ترامب في الانتخابات الأمريكية،
وفاز جو بايدن، فقام الحبيب بتهنئة الشعب الأمريكي والإنسانية جمعاء،
وقال عن ترامب إنه متهور وغير حكيم.

لكن صحته ما زالت تتأرجح، وكورونا أصابته وهو أصلًا لم يكن في أحسن حالاته الصحية.
وفي 10 نوفمبر، دخل في غيبوبة.
وكان آخر يوم تحدّث فيه معنا هو 8 نوفمبر، حيث طلب مني بعض الأشياء،
وأكل فاكهة، وشرب شاي، وتحدثنا كثيرًا جدًا.

وفي 9 نوفمبر، زارته مريم وحنين، وكان هذا اليوم الأخير الذي كان فيه صاحيًا.
وفيه مسح على رأسي مودّعًا.

ثم في 10 نوفمبر، دخل في غيبوبة،
وظلّ في تلك الحالة حتى انتقل إلى رحمة الله يوم 26 نوفمبر 2020م.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان.

التحقيق في ملابسات وفاة الإمام الصادق المهدي – لجنة تقصّي الحقائق

ثم بعد ذلك، أُثيرت قضية تقول بأن الحبيب الإمام الصادق المهدي قد تم استهدافه وتم اغتياله،
وأصبح هذا الحديث متداولًا بكثرة.
ونتيجة لذلك، قام حزب الأمة بتكوين لجنة لتقصي الحقائق.

وكانت هذه اللجنة برئاستي أنا، باعتباري المرافق له حتى آخر لحظات حياته،
وعضوية مجموعة من إخوتنا، منهم أخونا محمد زكي عضو في اللجنة،
وآخرون من القانونيين مثل عمر الجبلابي، آدم النضيف، وأختنا أميرة،
وهم من القانونيين داخل الحزب.

هذه اللجنة استعانت بكل من كان على علاقة بالحبيب أو قابله في تلك الفترة.
وقد استمر عمل اللجنة لمدة شهرين من الاجتماعات المتواصلة،
وتم استجواب كل من له علاقة بالحبيب،
بداية من رئيس الحزب المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر،
مرورًا بزملائه في الحزب، وفي هيئة شؤون الأنصار،
وكذلك زملاؤه السياسيون،
وأعضاء اللجنة الطبية التي أشرفت على علاجه، بما فيهم
الدكتور طارق الهادي كجّاب، وغيرهم.
وجميعهم استجابوا دون تحفظ.

بالطبع، البيت كان مفتوحًا، لكن كانت هناك ضوابط للدخول،
من هو الزائر؟ ولماذا أتى؟ ومتى؟
لكن رغم ذلك، الحبيب كثيرًا ما كان يتجاوز هذه الضوابط.
فكان البعض يتصل به مباشرة،
ويطلب هو بنفسه أن يُفتح له الباب، فيُفتح له فورًا.

أنا شخصيًا قد أكون أكثر من يعرف الزوار الذين كانوا يأتون للحبيب،
لكن لا أستطيع حفظ كل الأسماء،
وكان هناك من يأتي بدون علمي رغم أنني مسؤول عن التأمين.

كان هناك زوار سودانيون وأجانب،
وكان الحبيب يفتح بابه لكل شخص،
حتى إذا ذهب إلى مناسبة وقابله شخص وطلب رقمه،
يعطيه إياه، وقد يأتيه لاحقًا لمقابلته.

ولذلك، كان من الصعب جدًا أن تُرمى التُّهم جزافًا.
وعندما سُئلت: هل تتهم أحدًا؟
قلت: نعم، ربما من بين هذا الكم الهائل من الزوار
يكون هناك شخص مدسوس، هذا وارد،
لكن تحديده ضربٌ من المستحيل.

 

 

 

 

 

 

أما عن موضوع الإمارات، فأنا كنت أنام على سريره حتى لحظة وفاته،

 

 

 

 

 

ولم يحدث أي شيء مثير للشكوك.
وزوجتي حنين، وهي طبيبة،
كانت تطّلع على كل الأدوية والإجراءات العلاجية.

كما أن هناك لجنة طبية في مستشفى خليفة،
كانت تجتمع يوميًا لتقرر ما يجب فعله.

وعندما انتقل الحبيب الصادق المهدي إلى رحمة الله،
كان عمره بالضبط 84 عامًا،
قضى حياته في عطاء متواصل في الداخل والخارج،
ولا يمكن حصر هذا العطاء بسهولة.

آخر وصايا الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله

يقول بشرى الصادق المهدي:

في آخر يوم له، وهو في طريقه إلى مستشفى علياء، كتب ورقة،
تضمنت أسماء أشخاص قال: “هؤلاء يكونوا مسؤولين عن حزب الأمة”،
وكذلك ذكر أسماء ضمن كيان الأنصار، بعضهم داخل المؤسسات وآخرون خارجها.
الورقة تضمنت لجنة مكونة من أكثر من عشرين شخصًا،
منها اللجنة التي تنوب عن رئيس الحزب في حالة غيابه.

وعندما أصروا عليه ألا يكتب “في حالة الوفاة”،
كتب بدلاً منها “في حالة المرض”،
وفي هيئة شؤون الأنصار، كتب:
اللجنة التي تنوب عن الإمام في حال غيابه.

هذه الورقة لم تُوقَّع منه، ولذلك لم تعتبر رسمية،
وظلت عند رباح ولم تُنشر في وقتها، لكنها معروفة بخط يده.

أما في الإمارات، فلم يكتب شيئًا، رغم رغبته في كتابة وصية،
إلا أن صحته لم تسعفه حتى ليمسك القلم والدفتر،
وقد كتب فقط: “بسم الله الرحمن الرحيم” ثم لم يستطع الاستمرار،
وقد منعته أنا شخصيًا من الكتابة لأن حالته الصحية لا تسمح بذلك.

 

 

 

 

 

لكنه أوصى شفهيًا ببعض الوصايا، وهناك وصايا خاصة كذلك.

ولكن توجد وصية مكتوبة منذ العام 2016م،
وقد سلمها لابن عمنا الدكتور عثمان البشرى الفاضل المهدي،
وهو رئيس فرعية حزب الأمة القومي بجمهورية مصر العربية.
والدته هي عائشة مزمل علي دينار،
وعلي دينار هذا تربطه صلة قرابة بوالدتنا مقبولة،
فهو ابن عمها المباشر،
ومقبولة هي بنت السلطان نورين محمد الفضل،
وهم من سلاطين الفور،
وهي والدة الإمام عبدالرحمن المهدي.

أولاد سارة وأولاد حفيّة:

يقول بشرى الصادق المهدي:

بيتنا مثل بيوت الناس العاديين،
بيت سوداني بسيط،
صحيح أنه فيه رمزية تاريخية وقيادية،
لكن علاقتنا كإخوة لا يوجد فيها أي فرز أو تمييز.

حتى عندما كنا صغارًا، كنا نعتبر هذا السؤال مستفزًا:
“دا ولد سارة ولا ولد حفيّة؟”

أمهاتنا نفسهن بنات خالات:

أمي “السارة” عليها الرحمة، و

أمي “حفيّة”،
وأمهاتهن:

السارة أمها عائشة عبدالرحمن المهدي،

وحفيّة أمها شامة عبدالرحمن المهدي،
وشامة وعائشة هما شقيقتا الإمام الصديق،
وأمهن هي خديجة بنت الخليفة شريف.

نحن نشأنا كلنا مرتبطين بالحبيب،
وتربينا في بيت واحد،
حتى إن بعضنا انتقل إلى ود نوباوي ثم عدنا وتجمعنا مرة أخرى في بيت واحد.

وظللنا مع بعض كإخوة، والرابط بيننا قوي جدًا،
ولا توجد أي تفرقة

 

 

 

 

 

 

 

لكن هذا الحديث عن “أولاد سارة وأولاد حفيّة” بدأ يظهر
بعد أن كبرنا وظهرت التباينات السياسية،
وأعتقد أن هذا شيء طبيعي،
لأن كل واحد منا له رأي مختلف،
ومستوى معرفته وخلفيته ومصادر معلوماته ليست واحدة.

لذلك، فكل شخص منّا له وجهة نظره الخاصة،
والخلاف ليس على أساس أنه “ود سارة” أو “ود حفيّة”.

مثلًا: عبدالرحمن له توجه سياسي يختلف عنا،
ونحن نختلف معه فيه،
لكن هذا الرأي يخصه وحده.

وفي مرة قال شيئًا وكأنه مفوض من الحبيب،
وهنا كان موقفنا واضحًا،
وقلنا إن الحبيب لم يُفوض أحدًا في هذه الأشياء،
ولا يحق لأحد أن يدّعي تمثيله.

 

 

 

 

 

والأهم من ذلك:

 

 

 

 

 

لا أحد يجب أن يتغول على مؤسسات الكيان،
إلا إذا تم اختياره بإرادة الجماهير.

إحتمال أن البعض شعر أن هناك تكتلًا لأولاد سارة وآخر لأولاد حفيّة،
لكن هذا ليس لأنهم أولاد فلانة أو فلان،
بل فقط لأن هناك آراء سياسية متباينة.

آخر وصايا الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله

يرويها بشرى الصادق المهدي

في آخر يوم، وهو في طريقه إلى مستشفى علياء، كتب الحبيب الصادق المهدي ورقة.
في هذه الورقة، كتب أسماء أشخاص قال إنهم يكونون مسؤولين عن حزب الأمة،
وكذلك ذكر أسماء في كيان الأنصار، بعضهم داخل المؤسسات وبعضهم خارجها.
كانت الورقة تتضمن لجنة من أكثر من عشرين شخصًا،
منها اللجنة التي تنوب عن رئيس الحزب في حالة غيابه.

 

 

 

 

 

 

وعندما أصرّ عليه بعضهم ألا يكتب “في حالة الوفاة”،
كتب بدلًا منها: “في حالة المرض”،
وفي هيئة شؤون الأنصار كتب: “اللجنة التي تنوب عن الإمام في حالة غيابه”.

هذه الورقة لم تذهب إلى الإمام،
لأنها عندما تمت كتابتها لم يُوقّع عليها،
وظلت عند رباح، ولم تُنشر في وقتها،
لكنها معروفة بخط يده.

أما في الإمارات، فلم يكتب شيئًا، رغم أنه كان يريد أن يكتب ورقة،
لكن صحته لم تسعفه حتى ليمسك الدفتر والقلم،
وكل ما استطاع كتابته: “بسم الله الرحمن الرحيم”، ثم لم يقدر أن يُكمل.
وقد منعته أنا (بشرى) من الاستمرار في الكتابة، لأن وضعه الصحي لم يسمح.

 

 

 

 

 

 

 

ومع ذلك، أوصى شفهيًا، وكانت له وصايا خاصة أيضًا.

لكن هناك وصية مكتوبة منذ العام 2016م،
سلّمها لابن عمنا الدكتور عثمان البشرى الفاضل المهدي،
وهو رئيس فرعية حزب الأمة القومي بجمهورية مصر العربية.

والدته هي عائشة مزمل علي دينار،
وعلي دينار هذا تربطه صلة دم بأمّنا مقبولة،
إذ إنه ابن عمها المباشر.
ومقبولة هي بنت السلطان نورين محمد الفضل،
وهم من سلاطين الفور، وهي والدة الإمام عبدالرحمن المهدي.

 

 

 

 

أولاد سارة وأولاد حفيّة :

 

 

 

 

 

يقول بشرى:

بيتنا مثل بيوت الناس العاديين،
هو بيت سوداني بسيط،
صحيح أن فيه ميزات تاريخية وقيادية محددة،
لكن علاقتنا كإخوة لم يكن فيها أي فرز أو تمييز.

بالعكس، حتى كنا صغارًا كنا نعتبر سؤال مثل:
“ود سارة ولا ود حفيّة؟”
سؤالًا مستفزًا بحد ذاته.

أمهاتنا نفسهن بنات خالات:

أمي السارة (رحمها الله)،

وأمي حفيّة،
وأمهاتهن:

السارة أمها عائشة عبدالرحمن المهدي،

وحفيّة أمها شامة عبدالرحمن المهدي.

وشامة وعائشة هما شقيقتا الإمام الصديق،
وأمهم هي خديجة بنت الخليفة شريف.

نحن نشأنا كأسرة واحدة،
والرابط الأساس كان مع الحبيب الإمام،
تربّينا في بيت واحد.

صحيح أن جزءًا منا انتقل إلى ود نوباوي،
ثم عدنا وتجمعنا مرة أخرى،
لكننا كإخوة ظلّ الرابط بيننا قويًا جدًا،
ولا توجد أي تفرقة بيننا.

لكن هذا الحديث عن “أولاد سارة وأولاد حفيّة”
بدأ يظهر بعد أن كبرنا،
وأصبح لكلٍ منا رأي سياسي مختلف.

والرأي السياسي، بالطبع، فيه تباينات،
وأنا أعتقد أن هذا شيء طبيعي.

بالتأكيد، أرضياتنا المعرفية ليست واحدة،
ونظرتنا للأشياء ومصادر معلوماتنا مختلفة،
ولذلك، كل واحد منا لديه رأي ووجهة نظر.

لكن الخلاف ليس بسبب النسب أو الانتماء العائلي،
بل هو خلاف في الآراء والمواقف.

مثلًا: عبدالرحمن لديه مسار سياسي خاص،
ونحن نختلف معه فيه،
لكن هذا رأيه الشخصي.

في مرة من المرات، جاء وقال رأيًا وكأنه مفوض من الحبيب،
وهنا اصطدمنا معه، لأن رأي الحبيب كان واضحًا،
ولم يتدخل في مثل هذه الأمور.

لذلك، لا أحد منا يستطيع أن يقول: أنا أمثّل الإمام،
ولا يجوز التغوّل على مؤسسات الكيان،
إلا إذا تم اختياره من قِبل الناس بإرادتهم الحرة.

ربما شعر البعض أن هناك تكتلًا لأبناء سارة في اتجاه،
وأبناء حفيّة في اتجاه،
لكن هذا ليس بسبب النسب،
بل فقط بسبب الاختلاف في المواقف

شخصيات في بيت الإمام

يقول بشرى الصادق المهدي:

نحن في البيت – عمومًا – علاقاتنا مع كل الموجودين فيه علاقة إخوة حقيقية، إخوة في الله، وفي كل الشؤون الدنيوية.

 

 

 

وكما قال الله عز وجل:

 

 

 

 

 

“إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ” [آل عمران: 68]
والشخص الذي يمشي معك، ويصدقك، ويضحي من أجلك، ويشتت شمله ليجمعك — هذا هو الأخ الحق.

لذلك نحن نعتز بهذه الأخوة.
ومن بين الإخوة المقربين إبراهيم علي ومحمد زكي، وهما أبناء الحبيب بنوة الروح والعقيدة،
والبنوة ليست بالضرورة أن تكون من الصلب.

العم إبراهيم علي: علاقته وزمالته مع الحبيب قديمة جدًا، منذ العهد الديمقراطي،
حيث كان مدير مكتبه واستمر معه لسنوات طويلة.
نحن نعتبره عمًّا، ونتعامل معه بمحبة وتقدير،
وخاصة لما قام به من دور كبير في خدمة الإمام.

الأخ محمد زكي: هو سكرتير الحبيب الخاص،
ويحب الحبيب حبًا عظيمًا، والحبيب كذلك يحبه جدًا.
وقد أوصاني الحبيب به قائلًا:

 “محمد زكي دا اعتبروه أخوك.”
هو إنسان صادق في محبته وتفانيه،
ويقول دائمًا:
“أنا ما أنصاري ولا حزب أمة، لكن بحب الحبيب جدًا.”

ومن النساء اللائي لهن فضل كبير علينا:

أمي عرجون: من أهلنا البرتي، كانت مربية عظيمة،
ربتنا من الصغر، وتوفيت – رحمها الله – وهي أم بكل ما تعني الكلمة.

أمنا عزيزة: من أهلنا الأمهرا، قامت بدور الأمومة كاملًا،
لأن أمهاتنا كنّ مشغولات في كثير من الأحيان بالاعتقالات أو المهام الوطنية.
نسأل الله أن يجزيهن عنا خير الجزاء، فقد قدمن جهدًا عظيمًا في تربيتنا.

 

 

 

 

ومن الإخوة المخلصين كذلك:

 

 

 

 

 

 

 

محمد عبدالله: من شباب الأنصار الذين هاجروا مع الحبيب إلى الحبشة،
في فترات الجهاد والنفي، وهو محب ومتفانٍ في خدمته.

إبراهيم النفيدي: من أهلنا في رفاعة،
منذ عام 2015م ترك كل شيء، وتفرغ لخدمة الحبيب.
وكانت علاقته به وثيقة جدًا، بل يعتبر من أبناء الحبيب روحًا وولاءً.
وهو من أبكار الأنصار، وعائلته من البيوت الأنصارية المعروفة في رفاعة.

 

 

 

 

 

 

إبراهيم كان مرافقًا دائمًا للإمام في الغربة وحتى عودته،
كما كان من ضمن حراسه الخاصين،
وسكرتيرًا يستعين به الإمام في أمور كثيرة وخاصة.
ويحمل معه كثيرًا من أسرار الحبيب،
لأن العلاقة بين الإمام والناس كانت أبوية صادقة،
وكان الناس يتعاملون معه كأب روحي حقيقي،
وهو كذلك – بحق – كان أبًا لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى