حوارات

سلسلة حلقات توثيقية حول حياة الإمام الراحل / الصادق المهدي تحت عنوان (الرجل اللي خلف الإمام ) بشرى الصادق في أول بوح له للإعلام الحلقة (3) تتابعون فيها تحركات الامام الصادق المهدي لتكوين قوى نداء السودان وملابسات منعه من دخول مصر ومعلومة نادي مدريد بأن جهة ما تخطط لإغتياله

 

 

 

    القاهرة ـ ترياق نيوز ـ حوار : عبدالباقي جبارة

 

 

 

 

     في هذه الحلقة الثالثة ضمن سلسلة حلقات توثيقية عن الامام الراحل الصادق المهدي تحت عنوان (الرجل اللي خلف الامام ) والتي تسردها (ترياق نيوز ) مع الحبيب / بشرى الصادق المهدي , في هذه الحلقة الثالثة يسرد السيد بشرى تفاصيل تحركات الامام الراحل الصادق المهدي له الرحمة ما بين القاهرة , باريس وأديس ابابا لتكوين قوى نداء السودان , والمعلومات التي وصلته من نادي مدريد بأن جهة ما تستهدفه في حياته , وكذلك تفاصيل منعه من دخول مصر ، الأسباب والملابسات وحتى عودته للسودان في 19 ديسمبر 2018م , الى تفاصيل الحلقة الثالثة في المساحة التالية :

الامام / الصادق المهدي

 

 

 

 

معلومة نادي مدريد. .. الامام يواجه تهديد لحياته في اديس ابابا :

 

 

بشرى الصادق المهدي

 

 

 

كما ذكرت الحبيب بعد ما خرج من المعتقل سافر الى القاهرة ومنها الى باريس وألتقى الحركات المسلحة وعمل إعلان باريس , ومنها ذهب الى الامارات وكان يجب أن يذهب الى أديس ابابا ليلتقي الاحزاب السياسية لكي يعمل موضوع اعلان نداء السودان , وفي ذاك الوقت كانت هنالك منظمة تسمى نادي مدريد والحبيب عضو فيها , وهي تتكون من رؤساء وزراء سابقين منتخبين في بلدانهم , منظمة مدريد أرسلت (إيميل) لمكتب الامام قالت فيه بأن هنالك جهة مستهدفة الامام لكنها لم تسم هذه الجهة وكان الاستهداف لحياته .

 

 

 

 

 

 

 

الامام الصادق المهدي وتكوين نداء السودان في أديس ابابا :

وبعد تلقينا هذا ال(إميل) هو كان في الامارات وتواصلنا معه وأنا قلت له سألتقي بك في أديس ابابا , حيث أخذت إذن من الجيش لمدة عشرة ايام حتى اتحاشى قيود الاستخبارات وذهبت الى أديس ابابا , حيث حضرت مع الوالد تكوين نداء السودان ومنذ ذلك الوقت أصبحت مرافق له باستمرار , مكثنا خمسة ايام في اديس ابابا رفقة الوالد وانا كنت قلق من معلومة نادي مدريد حول استهداف الوالد ، لكن لم يحدث شئ , والاطراف التي كانت حضورا في نداء السودان هي الحركة الشعبية , الجبهة الثورية بمكوناتها , الاحزاب السياسية , ومنظمات المجتمع المدني وفي ذاك الوقت كان على رأسها المرحوم أمين مكي مدني . بعد تكوين نداء السودان تحركنا للقاهرة واصبحنا مستقرين فيها , واصبحت ملازم للوالد ولم ارجع السودان حتى رجعنا في العودة المعروفة للامام في العام 2017م .

 

 

 

 

 

 

ملاباسات منع الامام الصادق من الدخول ل مصر :

 

 

 

 

 

الامام / الصادق المهدي

 

 

كان هنالك اجتماع في العاصمة الالمانية برلين ويضم هذا الاجتماع احزاب نداء السودان , ويهدف إلى تفاهمات محددة تتعلق بالملف الوطني , وفي ذاك الوقت السلطات المصرية أرسلت ثلاثة شخصيات لمقابلة الامام ليقولوا له بأن اجتماع برلين غير مهم وغير مفيد ولا داعي لحضوره , وفي اعتقادي الإخوة في مصر ضاقوا زرعا بوجود الحبيب , لأنه ليس لديه تحفظ في قول أي شئ , غير الآخرين الذين يراعوا ما تريده الجهات المصرية ، أعتقد هذا هو السبب , وهنالك ورقتين أثنتين كتبهما الحبيب واحدة اسمها (الدين النصيحة ) وهذه كانت رسالة موجهة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي , وذلك قبل ترشحه لرئاسة الجمهورية وأثناء قيام الثورة المصرية ضد نظام الرئيس محمد مرسي , وفي ذاك الوقت الرئيس السيسي كان هو قائد الجيش المصري , وبحسب نظرة الامام الصادق عليه رحمة الله يرى بأن الجيش المصري هو أقوى الجيوش في المنطقة ولا يريد له أن يُقحم في السياسة , وكذلك يرى بأن الرئيس السيسي قام بعمل كبير بأنه قطع الطريق على جماعة الاخوان المسلمين قبل أن يسيطروا على البلاد ، وكان الحبيب خايف على الجيش المصري من الدخول في معترك السياسية , وهذه الرسالة كانت خاصة للرئيس عبدالفتاح السيسي , وهي موجودة الآن منها نسخة , ولكن الرئيس السيسي لم يرد على هذا الخطاب وفي تقديري غضب منه .
النقطة الثانية عندما تم الحكم على قيادة الاخوان المسلمين وهم محمد مرسي , خيرت الشاطر , محمد بديع وغيرهم تم الحكم عليهم بالاعدام والمؤبد وغير ذلك , الحبيب تدخل في هذا الموضوع وبعث بخطاب للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وقال له : نحن من أكبر ضحايا الاخوان المسلمين ولا أتحدث من منطلق حب أو علاقة بهم , لكن نعتقد الاستقرار في مصر مهم , والاستقرار لا يتطلب الاجراءات الأمنية فقط بل يحتم اجراءات أخرى وذلك خوفا من أن الأخوان لديهم وجود كبير في مصر , بما أن الحبيب كان رئيس المنتدى العالمي للوسطية وقال بهذه الصفة يمكن أن يتدخل ويتحدث مع الاخوان المسلمين ويجري معهم حوارات فكرية وغير ذلك من الملتقيات , وقال الحبيب يمكن أن يطلب منهم بأن يعملوا مراجعات مثل ما حدث في المغرب , تونس وتركيا , حتى يكون لهم وجود مقبول في مصر , وذلك لم يتم إلا إذا تدخلت وعفوت عنهم , ايضا لم يرد وزعل منه جدا .

ايضا موضوع السودانيين الذين اعتصموا في ميدان التحرير وكان قد ذهب اليهم وزير الداخلية وكان هدفهم الهجرة , حيث ذهب اليهم الامام الصادق وسمع لمطالبهم ومناشداتهم , حيث ناشد السلطات لحل مشاكلهم وطلب منهم إجراءات محددة حتى يلزمهم بفض الاعتصام , أيضا أعتبر وزير الداخلية في ذاك الوقت بأن ما قام به الامام الصادق يعد تدخل في شأنهم الداخلي , وفي تقديري الخاص هذه الأشياء فاتورتها كانت عالية والجانب المصري شعر بأن هذه الأمور لا يمكن تمضي هكذا , ولذلك رأوا بأن الإمام أما يظل في مصر برؤيتهم أو يذهب لحال سبيله , وهذا بالضبط ما تم أيصاله له , وعليه هذه الشروط أصبحت غير مقبولة للأمام فقال لهم : أنا أي باب أشعر به يمكن أن يأتي بحل لوطني سأطرقه وأنتم من حقكم تتحفظوا على ما تروه , المهم أوصلوا له عدم رضا الدولة المصرية عنه .
وبعد ذلك الامام الصادق غادر مصر وعند عودته تم توقيفه ومُنع من دخول مصر وتمت معاملته بطريقة غير مناسبة , وظل محجوز في المطار لمدة 12 ساعة لدرجة الحمام كان هنالك مشكلة ليذهب له , وفي ذاك الوقت كان الامام بعثني الى السودان وهو سافر برلين ومعه مريم الصادق والحبيب محمد زكي وتم ايقافهم معه , حيث اتصلوا بي وقلت للحبيب ما ترجع السودان رغم أنه هو المتاح , وفي أثناء تفكيرنا في الأمر بعث الامارتين طائرة لتقله لأبوظبي وقالوا بأنهم يرحبون به , عليه ذهبوا الى الامارات ومكثوا تقريبا من يونيو حتى أغسطس ومنها ذهب الامام الى لندن وطلب مني اللحاق به في لندن ,حيث تحصلت على التأشيرة في أول اكتوبر وسافرت لندن في يوم 9 أكتوبر 2018م , وهنالك تعرضت مريم لمشكلة حيث تمت سرقة حقيبتها وفيها كل مستنداتها وخاصة جواز السفر وذلك في أحدى المطاعم في لندن ، وبعد ذلك سافرت الى الأردن بوثيقة أضطرارية ومنها رجعت لندن مرة أخرى ثم سافرت السودان , وأنا بعد أن ألتحقت بالامام سافرت معه عدة دول في داخل أوربا , حيث رجعنا من لندن وبعدها سافرنا الى أديس ابابا ومنها رجعنا الى السودان في 19 ديسمبر 2018م مع أنطلاق الثورة .

 

 

 

 

 

 

 

أما علاقة الامام الصادق بعد قرار منعه من دخول مصر , كان هنالك رفض كبير للخطوة على المستوى الشعبي ورموز المجتمع المصري وخاصة المثقفين واصحاب الاقلام المستقلة أغلبهم عبروا عن رفضهم للخطوة بل سخطتهم على هذه الخطوة ، مثل الاعلامي هاني رسلان رغم مناصرته للنظام سمى ذلك ب (الخطيئة) . ولكن منذ وجودنا في لندن الموضوع تم حله واصبحت السلطات المصرية ليس لديها مانع من عودة الامام الصادق , لكن الامام لم يهتم كثيرا بالموضوع . وظل على مستوى العلاقات الخاصة التواصل مستمر لكن رسميا لم يكن هنالك أي تواصل .

 

 

 

 

 

 

 

أول حضور لنا لمصر بعد منع الامام الدخول كان هنالك اجتماع لقوى نداء السودان بالعين السخنة , حيث تواصل معي من جهاز المخابرات معتز مصطفى كامل وهو تربطني به صداقة وهو زميلي وأخ عزيز ويتعامل بصورة رائعة , فقال لي مدير جهاز المخابرات عباس كامل يود مقابلة الامام تمهيدا لمقابلة الرئيس , لكن عندما أبلغت الامام قال أنه لا يرغب في مقابلة أي شخص من السلطة ولكن في إطار العلاقات العامة لا بأس , وعليه أنا أبلغت معتز بذلك وقلت له أنا حتى إذا لم أوافق الامام الرأي لكني أفهم وجهة نظره ولذلك أعتقد أنه متأثر بعدم الاحترام الذي واجهه منكم رغم أن الامام لا يتعامل بردود الافعال .

 

 

 

 

 

 

 

وحول تجاوز السلطات المصرية لتراتبية مكتب الامام للتواصل مع الامام عبر أبنه قال بشرى : لأن أعضاء جهاز المخابرات في مصر يعتبروه زميل وهو يفهم لغتهم أكثر من الآخرين , وقال بشرى حتى في الظروف العادية التواصل مع السلطات الرسمية يتم عبري . بالتأكيد الرسالة ما كانت صحيحة والقرار ما كان موفق من الجانب المصري . وكان حضور لقاء العين السخنة آخر حضور للإمام لمصر قبل وفاته حضرنا مدة اسبوع ولم يقابل أي مسؤل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى