معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025: إحتفاء بالثقافة والإبداع في قلب الشرق الأوسط

تقرير: الكاظم هـرون
شهدت العاصمة المصرية القاهرة إنطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥، وسط أجواء مفعمة بالحماس والإهتمام الثقافي، ويُعد المعرض أبرز الفعاليات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط، لما يقدمه من فرص إستثنائية للإلتقاء بين الناشرين، القراء، والمبدعين، إلى جانب كونه منصة تفاعلية غنية بالتنوع الثقافي والمعرفي.
الإنطلاق وتجهيزات عالمية
إنطلق المعرض هذا العام برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية (EIEC) خلال الفترة من ٢٣ يناير وحتى ٥ فبراير ٢٠٢٥ تحديداً في التجمع الخامس، وهي منطقة تُعرف بسهولة الوصول إليها وتوافر المرافق المتطورة، ويتميز المركز بمساحاته الشاسعة وتجهيزاته الحديثة التي تستوعب أعداداً كبيرة من الزوار والفعاليات اليومية التي تستمر على مدار ساعات العمل.
ولضمان سهولة الوصول للمعرض، قامت وزارة الثقافة المصرية بتخصيص أتوبيسات لنقل الزوار من مختلف مناطق القاهرة، مثل وسط البلد، رمسيس، العباسية، الجيزة، شبرا، والمعادي، وحرصت الوزارة على أن تكون الأسعار رمزية لتسهيل المشاركة من جميع الفئات، بما يعكس حرص الدولة على إتاحة الثقافة والمعرفة للجميع.
مكانة تاريخية عالمية
معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مجرد حدث ثقافي عادي، بل يُعد ثاني أكبر معرض للكتاب في العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وقد أكتسب مكانته المرموقة عبر سنوات من التنظيم المتميز والبرامج المتنوعة التي تلبي تطلعات جمهور واسع، ومنذ إنطلاقه، أصبح المعرض منصة رئيسية للتواصل الثقافي بين الشرق والغرب، ولعرض أحدث الإصدارات في الأدب والفكر والفن.
تجربة تسوق ثقافي متكاملة
لا يقتصر دور المعرض على تقديم الكتب والإصدارات الحديثة، بل يمتد ليشمل مجموعة واسعة من المنتجات الثقافية والفنية، يُمكن للزوار إقتناء الهدايا التذكارية، الإكسسوارات، اللوحات الفنية، والحرف اليدوية التي تُعرض بجودة عالية وتصاميم مبتكرة، يُضفي هذا التنوع بعداً إضافياً على تجربة الزائر، حيث يجد كل فرد ما يناسب إهتماماته.
جدول مرن ومواعيد مناسبة للجميع
يحرص منظمو المعرض على توفير تجربة مريحة للزوار من خلال مواعيد العمل المرنة، يُفتح المعرض أبوابه يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءاً، بينما تمتد ساعات العمل في أيام الخميس والجمعة حتى التاسعة مساءاً، ومع بدء إجازة منتصف العام الدراسي، يتحول المعرض إلى وجهة مفضلة للأسر والأفراد الباحثين عن مزيج من الثقافة والترفيه.
أنشطة فنية وإبداعية للجميع
يولي المعرض إهتماماً كبيراً بالفنون والأنشطة التفاعلية، حيث يقدم مجموعة متنوعة من ورش العمل التي تستهدف الزوار من مختلف الأعمار، تشمل الأنشطة الرسم، الحرف اليدوية، والأشغال الفنية التي تُتيح للأطفال والكبار إستكشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم الإبداعية.
كما تُعتبر هذه الورش فرصة مثالية للأطفال للتعلم بأسلوب ممتع بعيداً عن النمط التقليدي، مما يُسهم في تعزيز حس الإبداع لديهم.
منصة فكرية للحوار الثقافي
يشتهر معرض القاهرة الدولي للكتاب ببرنامجه الحافل بالندوات والمؤتمرات، حيث يُناقش نخبة من الأدباء والمفكرين موضوعات متعددة تتنوع بين الأدب، الفنون، القضايا الإجتماعية، والعلوم، وإتاح هذا المعرض فرصة فريدة للمشاركين لتبادل الأفكار والإنخراط في حوارات بناءة مع خبراء ومختصين من مختلف المجالات.
كما يُرحب المعرض بالأطفال لحضور بعض الفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز وعيهم وتنمية شغفهم بالمعرفة، مما يجعل المعرض مساحة مثالية للتعليم الترفيهي.
نافذة على الثقافات العالمية
يمتد تأثير المعرض إلى ما وراء حدود مصر، حيث يضم أجنحة تمثل العديد من الدول العربية والأجنبية، تعرض هذه الأجنحة إصدارات متنوعة من الكتب والأعمال الأدبية التي تعكس الهويات الثقافية لتلك الدول، وعلاوةً على ذلك فرصة مثالية للزوار للتعرف على أدباء عالميين وإكتشاف ثقافات جديدة، مما يعزز روح التفاهم الثقافي والإنفتاح على الآخر.
إثراء التجربة العائلية
يُعتبر المعرض وجهة عائلية مثالية، حيث يجمع بين المعرفة والترفيه في بيئة آمنة وممتعة، يمكن للعائلات الإستمتاع بالتجول بين الأجنحة، المشاركة في الأنشطة الفنية، وحضور الفعاليات الثقافية، مما يجعل زيارة المعرض تجربة متكاملة تناسب جميع أفراد الأسرة.
حدث يجمع بين التراث والحداثة
يمثل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 إحتفالاً شاملاً بالثقافة والمعرفة، حيث يُبرز أهمية الكتاب في إثراء العقول وتعزيز الحوار الثقافي، ومع تنوع فعالياته وأجنحته، وعكس المعرض نموذجاً يُحتذى به في كيفية تنظيم حدث ثقافي يجمع بين الأصالة والإبتكار، ليظل منصة تجمع بين الماضي والحاضر، والتقليدي والحديث، في تناغم تام.