خبراء : حرب السودان تدخل المراحل الحاسمة أما تصمت البندقية للأبد أو حرب أهلية
بورتسودان _ تقرير : الفاضل ابراهيم
القرار الذي أعلنته قوات الكفاح المسلح الموقعة علي اتفاق سلام جوبا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته مؤخرا ببورتسودان حاضرة ولابة البحر الاحمر والعاصمة السودانية المؤقتة ، بالتحول من خانة الحياد للمشاركة في الحرب بجانب الجيش ضد قوات الدعم السريع فتح باب التوقعات بشأن مآلات الاوضاع السياسية والعسكرية علي الارض .
وأثار البيان الاستباقي لقوات الدعم السريع مع ممثلين لذات الحركات قوات جبريل إبراهيم ومناوي بالاتفاق مع الدعم السريع علي حماية مدن دارفور بلبلة وسط المتابعين الأمر الذي يشير إلى وجود خبايا وتعقيدات وأسرار لم تفصح عنها الحركات وربما تتضح في ميدان القتال .
الحياد أعتبره البعض موقفا سلبيا تجاه مايتعرض له سكان دارفور من قتل ونهب وتشريد بسبب الحرب فكان الأولي أن يقفوا مع الجيش الذين يتحالفون معه في السلطة ويتخلون عنه في الحرب حسب وجهة نظر انصار القوات المسلحة .
فيما رأي الكثيرين أن الحياد ايجابي لجهة أن دخول حركات دارفور سيزيد من أشتعال النار في الإقليم الذي لم يهدأ منذ العام 2003 .
*حركات الكفاح المسلح تنضم للجيش في الحرب ضد الدعم السريع*
أعلنت حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا مسار دارفور خروجها عن الحياد ومشاركتها في العمليات العسكرية في كل الجبهات دون تردد.
وأدانت الحركات في مؤتمر صحفي عقد في بورتسودان بالبحر الاحمر بشدة انتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة وممارساتها المعادية للوطن والمواطن والجرائم ضد الإنسانية بما فيها حق الحياة.
كما أعلنت في نفس الوقت تمسكها المطلق بوحدة السودان أرضا وشعبا ولن تفرط فيها وقالت دونها المهج والارواح ولن تسمح بتمرير أجندة تفكيك السودان الجارية الآن.
وأكدت في بيان تمت تلاوته في مؤتمر صحفي بفندق الربوة ببورتسودان، إنها لن تسمح بتفكيك السودان، كما لن تسمح بأن تكون دارفور بوابة لتفكيك السودان.
وحذرت بشدة القوى التي تسعى لتمزيق السودان بالاستعانة بالدوائر الأجنبية والمرتزقة وعابري الحدود وتسعى لاقامة دويلات مستقلة على انقاض الدولة السودانية.
*رسالة لتشاد*
ووجهت رسالة لدولة تشاد طالبت فيها القيادة التشادية بالتوقف عن دعم واسناد المليشيا في حربها ضد السودان وذلك بالكف عن إمدادها بالمؤن والعتاد العسكري والمرتزقة وفتح حدودها ومجالها الجوي ومطاراتها واراضيها.
*حرب بيانات*
حرب البيانات الصحفية التي انتشرت في وسائط التواصل الإجتماعي عقب المؤتمر الصحفي لحركات الكفاح المسلح ببورتسودان تؤكد أن انقسامات وانشطارات ضربت جسم هذه الحركات .
أول هذه البيانات صدرت من قوات الدعم السريع حيث استبقت قوات الدعم السريع المؤتمر الصحفي لحركات الكفاح المسلح في بورتسودان واكدت في بيان صحفي اتفاقها مع ممثلين لكافة قيادات الكفاح المسلح علي حماية مدن دارفور وحفظ الأمن والاستقرار وعلي أثر هذا البيان صدرت العديد من ردود الأفعال والبيانات حيث نفت حركات الكفاح المسلح أي اتفاق مع الدعم السريع
*بيان تجمع قوى تحرير السودان*
من جانبه أصدر تجمع قوي تحرير السودان المعروفة اختصارا ب (GSLF) بيان صحفي من أمانة الشؤون السياسية
علي لسان صلاح حامد الولي
أمين الشؤون السياسية
ورئيس اللجنة السياسية العليا
*نص البيان*
طالعنا علي وسائط التواصل الاجتماعي تصريح ينفي تمثيل الامين السياسي لتجمع قوي تحرير السودان في المؤتمر الصحفي التاريخي لمسار دارفور حول موقفها عن الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين وخطر تمزيق وحدة السودان .
إزاء هذا البيان نود أن نؤكد الآتي:
مشاركة الحركة في المؤتمر الصحفي يوم (١٦) نوفمبر ٢٠٢٣م .
وجدد البيان إدانة الحركة للجرائم التي ارتكبت في حق المدنين ودفنهم احياء .
ووصفت الحركة مشروع الدعم السريع بالخطير في تصفية المجتمع الدارفوري عبر اغتيال قيادات الادارة الاهلية واعيان المجتمع والنشطاء .
واكد البيان أن مشاركة الحركة تؤكد التزامها السياسي والاخلاقي تجاه شعبها في الحماية والدفاع عنها بالمُهج والارواح .
*دعوة للاستنفار*
ودعا البيان قواعد الحركة وجماهير الشعب والمتطوعين المقاتلين في الاقليم بالالتفاف حول ابناءكم واخوانكم في القوات المشتركة والدفاع عن انفسكم و الرمز التاريخي واخر حصون السلام في الفاشر .
*انقسام*
وأصدرت حركة العدل والمساواة السودانية بيان باسم ضوالبيت يوسف أحمدحسن
أمين الإعلام والناطق الرسمي حول موقف الحركة الذي أعلن مؤخرا ودخول الحرب والتحالف مع الجيش ضد الدعم السريع.
واعتبر البيان دخول الحركة الحرب والقتال مع الجيش يمثل دعمًا للمؤتمر الوطنى وعناصره فى القوات المسلحة.
*مواجهات*
المواجهات بين قوات الدعم السريع كانت حاضرة في الحرب بداية بالمواجهات في الجنينة مع الوالي المقتول خميس ابكر وقواته التي غادرت بعدها مدينة الجنينة بعد تعرضها لخسائر بشرية كبيرة.
وفي يونيو الماضي حاولت قوات الدعم السريع الهجوم علي السوق والطوف التجاري بالفاشر إلا أن قوات الكفاح المسلح تصدت لهم واجبرتهم علي التراجع
وسبق وأن هاجمت قوات الدعم السريع قوات حركات الكفاح المسلح في خزان قولو غرب الفاشر بولاية شمال دارفور ،وقتلت الجنرال بابكر موسى عثمان من حركة تحرير السودان بقيادة مناوي.
وقتلت قوات الدعم السريع عدد من قوات الحركات المسلحة في مواجهات محدود في نيالا والفاشر والجنينة حيث قدر عدد القتلي ب(120) والجرحي ب(200).
*تقديرات عسكرية*
بالطبع لاتوجد تقديرات لحجم قوة الحركات المسلحة (المقاتلين والسلاح ) غير أن مصادر اشارت لوجود (300) سيارة قتالية غير طاقم الحراسات تتبع للحركات في اقليم دارفور .
وأكدت ذات المصادر وجود سيارات دفع رباعي للحركات المسلحة في مناطق مختلفة من دارفور وكردفان والخؤطوم لم تظهر حتي الآن.
وبحسب المصدر العسكري فإن المقارنة كانت معدومة بين الحركات المسلحة والدعم السريع من حيث الامكانيات والتسليح وعدد الافراد مشيرا إلى أن موقف الحياد وعدم دخول الحرب ساهم في حفاظ هذه القوات علي قوتها ممادفع الدعم السريع مرارا وتكرارا لمخاطبتها بالانضمام للقتال وتقديم اغراءات لهم بحسب المصدر لكنهم في كل مرة كانوا يتمسكون بالحياد.
ويري المصدر أن الكفة لازالت لصالح الدعم السريع رغم أنه انهك في القتال وفقد عدد كبير من قواته لكن المصدر اكد أن الكفة ستميل للحركات في ظل القتال مع الجيش كقوة واحدة.
مشيرا إلى أن أي مواجهة في الفاشر ستؤدي لهزيمة الدعم السريع.
*احتمالات*
ووصف الكاتب والمحلل السياسي عاطف عثمان الخطوة التي اتخذتها قوى الكفاح المسلح حركتي العدل المساواة بالمؤثرة علي المسارين السياسي والعسكري والأمني .
وقال : عاطف (لترياق نيوز) أن كافة الاحتمالات مفتوحة علي الصعيد السياسي اتضحت الرؤية تماما الآن حاكم أقليم دارفور مني اركو مناوي ووزير المالية د.جبريل إبراهيم اختاروا معسكر البرهان والجيش الذي انضموا له في (25) اكتوبر تحالف الإنقلاب وبالتالي يمكن للجيش أن يتحدث امام المجتمع الدولي عن وجود أطراف أساسية في اتفاقية السلام جوبا في خندق الجيش ممايعضد تصنيف الجيش للدعم السريع بالقوة المتمردة في المقابل ايضا الدعم السريع لديه ذات الأسباب حيث تحالفت معه اطراف اساسية في اتفاق الاسلام مجموعة صندل بجانب الهادي إدريس والطاهر حجر رغم حيادهم إلا أن الواقع يقول إنهم سياسيا في صف الدعم السريع.
علي المستوي العسكري يعتقد عاطف أن الخطوة سيكون لها مابعدها في الميدان ايضا باعتبار أن قوى الكفاح المسلح لديها زاد بشري وعتاد عسكري كبير خاصة في شمال دارفور لافتا إلى وجود انشقاق ايضا في الحركات المسلحة وانضمام مجموعات للدعم السريع مبينا أن القوة الضاربة لازالت عند قيادة مناوي وجبريل رغم الانشقاقات .
ويري عاطف إلى ان تأخير الجيش والحركات للحسم العسكري يمكن ان يطيل امد الحرب ممايفتح الباب لحرب أهلية شاملة في دارفور لجهة أن الطرف الدعم السريع متغلل وسط الإدارات الاهلية ويستطيع ان يحشد جيوش جديدة وبالتالي تستمر حرب دارفور في نسختها الثالثة وهذه المرة ستكون القاضية.
وفي المقابل اذا استطاع الجيش والحركات تحقيق نصر حاسم علي الدعم السريع ستصمت البندقية في دارفور ربما للابد .