اعمدة

حازم عبده .. يكتب .. ” بعض القول ” .. البحث عن السودان !

تحت ركام غزة وضجيج الشرق الأوسط المضطرب، واشتعال العالم وانشغاله أنظر جنوبا إلى ذلك الجزء الذي يجري تمزيقه من الجسد العربي المصري. لماذا يتم ترك السودان هكذا فريسة لكل لصوص الشعوب لتمزيقه ونهبه؟

 

 

تحت ركام غزة وضجيج الشرق الأوسط المضطرب، واشتعال العالم وانشغاله أنظر جنوبا إلى ذلك الجزء الذي يجري تمزيقه من الجسد العربي المصري. لماذا يتم ترك السودان هكذا فريسة لكل لصوص الشعوب لتمزيقه ونهبه؟
حين زرت السودان للمرة الأولى كتبت مقالا بعنوان “زيارة إلى بقية الجسد” نعم السودان بالنسبة لمصر هو بقية الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلا يمكن أن تكون مصر في خير والسودان تنهشه الضواري المتعطشة لدماء الأبرياء، وللخراب والدمار.
ما أقسى هذا الإصرار من أبناء البلد الواحد على تنفيذ مخططات أعدائهم، وتخريب وطنهم بأيديهم، فإطالة أمد الاقتتال لا تعني إلا مزيدا من القتل والدمار والأحقاد والثارات في بلد ثرواته تكفي الجميع، فالسودانيون لا يتقاتلون من قلة في الموارد أو ضيق في المساحة. فالموارد تكفي السكان والجيران ذوي القربى ومن هم أبعد منهم، والمساحة تتسع لمئات الملايين من البشر.
أتألم حين أرى أصدقائي من أبناء السودان وقد أصبحوا أكثر أهل الأرض شتاتا، سواء في الداخل أو في الخارج. فقد تم تدمير معظم مقومات الحياة التي باتت مستحيلة، ولا رابح من هذه الحرب العبثية سوى أعداء السودان وأعداء مصر وتجار السلاح.
وقد جاء الفيضان هذا العام غاضبا ليفاقم أزمة الشعب السوداني المشرد ليزداد موتا على موته وتشردا على تشرده، ولا بواكي للسودان الجريح الغريق.
قدر مصر الحضاري والتاريخي أن تتحمل تبعات ما يقع في المنطقة، وهي قادرة على القيام بدور حقيقي لإطفاء نيران الموت في السودان فهي مع الشرعية في السودان ومؤسساته الرسمية، وفي الوقت نفسه تقف على مسافة واحدة مع مختلف أطياف السودان وتستطيع أن ترعى حوارا وطنيا سودانيا لوقف الحرب، وتهيئة الظروف المناسبة للحوار انطلاقا من القاهرة عاصمة الحوار والمصالحة.
الواقع يقول لا حل دون حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف. ويشمل الفصائل المسلحة، الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني.
والعمل على إيجاد منصة للحوار يمكن أن يسهم في بناء الثقة بين الجميع ويؤدي إلى التوصل إلى حلول واقعية شاملة. يجب علينا ألا نكل من البحث عن السودان المستقر لضمان استقرار المنطقة بأسرها.

نقلا عن اللواء الاسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى