عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. محاكمة كامل إدريس واجبة !
رغم قناعتنا التامة بأن حكومة بورتسودان لا شرعية لها وإن أتت ب كامل إدريس وأنها حكومة عسكر والمدنيين مجرد موظفين في خدمة هؤلاء العساكر

رغم قناعتنا التامة بأن حكومة بورتسودان لا شرعية لها وإن أتت ب كامل إدريس وأنها حكومة عسكر والمدنيين مجرد موظفين في خدمة هؤلاء العساكر ، وأي خطوة تقوم بها حكومة البرهان لاكتساب الشرعية مثل الإستعانة ب ” راكوبة ” في الخريف خوفا من الأمطار ، في كل الأحوال ( مبلول مبلول ) ، لكن صراحة خطوة تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء كنت أنظر لها بمنظور مختلف تماما ، رغم اتفاقي التام مع الأغلبية بأن البرهان بالخطوة يريد إطفاء الشرعية على حكومته وإرسال رسالة للمجتمع الدولي وقطع الطريق على دعاة الحكم المدني بأنه جاد في خطوات التحول المدني ورجوع ” العسكر للثكنات” ، لكن شخصيا كنت اعتقد بأن الخطوة فيها ذكاء اكبر من ذلك ، يتمثل في أن الرجل اي البرهان تورط في خطاب الحرب بصورة لم يسبق لها مثيل واغلق جميع الأبواب التي تقود لتفاوض ينهي هذه الحرب التي هو من أكثر الذين وصفوها بدقة بأنها حرب ” عبثية ” ولكن تعبئة الرأي العام وخاصة الشارع السوداني الذي أصبح كمشكاة معبئة بالبارود أصبح أي حديث عن تفاوض بمثابة نزع فتيل هذا البارود وبالتالي الانفجار الشامل ، ولم يترك الرجل أي تفاج يتيح له الرجوع من الخطاب الحاد الذي تبناه ، فلذلك خطوة تعيين الرجل ذائع الصيت كامل إدريس كنت احسب أنها بمثابة طوق نجاة للعسكر اولا أنهم أعلم الناس بأن هذه الحرب لن تنته إلا عبر تفاوض وان القضاء على التمرد حتى آخر جندي سابع المستحيلات وعليه كامل إدريس في إمكانه تبني طريق ثالث بخلاف خطاب الحرب وليس بالضرورة من البداية يتداعى مع خط ( لا للحرب ) الذي تمت شيطنته لأغراض خبيثه لكنه يمكن يتدرج في إخراج معسكر الحرب رويدا رويدا عبر خطاب تصالحي حقيقي ، وخطة تعيد فرقاء المشهد السوداني لطاولة المفاوضات وكان سيكون هذا بمثابة إنجاز تاريخي وسيكون هو أي كامل إدريس البطل المتوج للسلمية ، وعلى أقل تقدير يكون نفى عن نفسه شبهة إشباع رغبته الشخصية في تبوء هذا المنصب الذي سعى له في تسعة محاولات .
ولكن للاسف كامل إدريس ولغ في خطاب الحرب وبشراهة متناهية منذ الوهلة الأولى بل بدأ من حيث انتهى ( معاتبة الحرب ) حين وصف الحرب بأنها ” وجودية ” رغم انها فعلا وجودية لكن وجودية للذين أتوا ب كامل إدريس رئيسا للوزراء وليس وجودية للوطن لأن الوطن وجوده الحقيقي في السلام ووحدة الصف الوطني ومحاربة خطاب الكراهية والاحتكام الحقيقي للقانون ومؤسسات الدولة غير المرهونة لأشخاص أو تنظيمات ، وبالتالي تبني خطاب الحرب يعد الخطوة الأولى التي تجرم كامل إدريس وخاصة أنه تحول لهتيف في المنابر الإعلامية وانتفت عنه صفة المهنية ومواصفات ( التكنوقراط) وأصبح مثله ومثل أي ( بوق ) للحرب ، ثم اتجه لترسيخ القبلية والقبيلة والزج بها في أتون العمل السياسي وهي من الأدوات الحقيقية التي أدت لاشعال نار الحرب ومواصلة هذا النهج يعني ازكاءها وبالتالي كامل إدريس أصبح لا إختلاف بينه وبين البرهان وكباشي وحميدتي الذين استخدموا ” ترك ” وقبائله للإطاحة بالحكم المدني إغلاق الشرق للإطاحة بحكومة حمدوك نموذجا .
والأدهى والأمر بأن كامل إدريس لعق حبر خطته لإدارة فترة حكمه قبل أن يجف حين طرح معايير اختيار الوزراء على أساس الكفاءة والمهنية لكنه سرعان ما انحنى ل ” البندقية ” صاحبة المجد الحقيقي والتي انتزعت منه معظم الوزارات التي ذهبت للحركات المسلحة ، الغريبة الرجل لم يبد مجرد غضب لإظهاره بمظهر بائس كرئيس وزراء بدون صلاحيات ، ولذلك من المؤكد حكومة الصحفي الخارق محمد محمد خير ” الموازية ” ستكون اقوى من حكومة كامل ادريس التي عينت الصحفي الخارق محمد محمد خير الذي سيبدأ نشاطه من كندا وامريكا في حين كامل إدريس عاجز عن زيارة القاهرة حتى الآن .
لكن الجريمة الكبرى والواضحة والمباشرة هي تعيين كامل إدريس لشخص عنصري بغيض مستشارا ب حكومته في اقل من ٤٨ ساعة من نشر العنصري محمد محمد خير قذارته على الملأ وهو يسيئ لمكون سوداني بالكامل معروف ويصفه بالحاقد ، ثم ينتهج نفس نهج من سبقوه من حكومة الإنقاذ بأن يعين شخص بصفة قبلية مستشارا وكأنه لا يعلم بأن السودان به أكثر من خمسمائة قبيلة ، أي جريمة يا كامل إدريس تود إرتكابها اكبر من ذلك ، إذا غضضنا الطرف عن إهدار الموارد الشحيحة في حكومة ترضيات مترهلة ويبدو أنها ما زالت لم تكتمل ، هذه الحكومة الكسبحة قضت نصف عمرها في تعيين الوزراء ويبدو أنها ستقضي النصف الثاني في تعيين المستشارين إذا قدر لها أن تكمل الستة أشهر ، على اي حال محاكمة كامل إدريس أصبحت واجبة إذا لم تكن محكمة القضاء فإنها محكمة التاريخ الذي حكم عليه فعليا إلى مزبلته قريبا بإذن الله ..






