اعمدة

السفير الصادق المقلي .. يكتب .. تأويلات و قراءات مغلوطة لبيان الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة المرحبة بتعيين د كامل إدريس رئيسا للوزارء..

 

 

 

 

أدلي كل من مفوض الاتحاد الإفريقي السفير يوسف محمود و الناطق باسم الامين العام للأمم دو جاريك بيبانات ترحيب بتعيين د كامل أدريس رئيسا للوزارء في السودان.. معربين عن أملهم في أن تمهد هذه الخطوة الي وقف الحرب و معاناة الشعب السوداني و استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية..
من جانبه جاء ما يلي في بيان مفوض الاتحاد الإفريقي ،

 

 

 

 

 

 

 

(( الإتحاد الافريقي ، إذ ياخذ علما بتعيين د كامل الطيب إدريس رئيسا للوزارء ، يعتبر هذا القرار خطوة الي الامام لحكم راشد لا يستثنى أحد. و يعرب عن أمله في ان تساهم هذه الخطوة في الجهود الحالية لاستعادة النظام الدستوري و الحكَم الديمقراطي في السودان.. و ماش الشعب السوداني لمضاععة جهَوده نحو انتقال سلمي ، ديمقراطي شامل بقيادة مدنيةٍ تعكس تطلعات الشعب السوداني.)) .

 

 

 

 

 

 

 

The Chairperson commends this development as a step toward inclusive governance and expresses hope that it will contribute meaningfully to ongoing efforts to restore constitutional order and democratic governance in Sudan

و لعله في نفس السياق جاءت تصريحات دو جاريك الناطق باسم الامين العام للأمم المتحدة..

هذا هو ما ظل ينادي به المجتمع الدولي والإقليمي منذ اليوم الأول من الحرب.. و حقيقة مشكلة السودان مع المجتمع الدولي و الإقليمي لم تبدأ في 15 أبريل تاريخ هذه الحرب العبثية.. و إنما توتر علاقات السودان بدأت منذ اليوم الأول من انقلاب اكتوبر 2021.. أربعة من ردود الفعل الدولية و الإقليمية التي ادانت الإنقلاب و فرضت عقوبات دبلوماسية و اقتصادية على السودان كانت كالآتي عقب الانقلاب from day one
1.الانقلاب تسبب في أكبر انتكاسة في سجل حقوق الإنسان ، بعد التحسن الكبير الذي حدث في الموجة الأولى من الفترة الانتقالية، حيث تم إنهاء ولاية الخبير المستقل عن حقوق الإنسان في السودان المعين من قبل مجلس حقوق الإنسان و كان هو آخر من تعاقبوا على ملف حقوق الإنسان في السودان من خبراء مستقلين و مقررين خاصينَ.

2. تم و لأول مرة بعد ربع قرن من الزمان انتخاب مندوب السودان في مقر الامم المتحدة بجنيف كتائب لرئيس مجلس حقوق الإنسان عن إفريقيا..
3.خروج السودان نهائياً من اجندة المجلس في اكتوبر ٢٠٢١ وعدم صدور اي قرار بشأنه لأول مرةً منذ العام ١٩٩٣.

4 تم توقيع حكومة السودان الانتقالية على عدد من الاتفاقات الدولية ، خاصة تلك المتعلقة بالعمل و النقابات العمالية.
و قد كان أول ردود الفعل الدولية لهذه الانتكاسة في سجل حقوق الإنسان
أ. نعقاد جلسة خاصةً لمجلس حقوق الانسان بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الإنقلاب و التي أصدر فيها المجلس ادانة للانقلاب.

 

 

 

 

 

 

ب. عودة مرة أخرى لمربع الإجراءات الخاصة حيث تم تعيين خبير مستقل سنغالي ، اياديما ثم استقال ثم تعيين الخبير المستقل التونسي الحالي نويصر ،
ب. اعقب ذلك ان خص المفوض السامي لحقوق الإنسان الجديد يومها السودان بأول زيارة خارجية له في العالم . و الذي قدم عددا من َ التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني في السودان. طبعا الحرب زادت الطين بلة.

ج. تعيين اللجنة الثلاثية لحقوق الإنسان.. و التي اعترض عليها السودان بل حرمها من بعد ذلك من الحصول على التأشيرة لزيارة السودان.
و لعل ما يجدر ذكره هنا. . الغرابة و عدم المنطق في الاعتراض على هذه اللجنة، في وقت اقامت الحكومة الدنيا و لم تقعدها حول الانتهاكات الفظيعة للدعم السريع لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني. َ و قد كان بإمكان هذه اللجنة إثبات كل هذه الاتهامات ضد الدعم السريع..
و لعل من أهم أسباب دعوى السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية افتقار الدعوى تقارير دولية تقدم مباشرة من لجان التحقيق الدولية و المنظمات الحقوقية الدولية لكي تدعم دعوى السودان. و قدمت مرافعة وفد السودان تقاريرا بصورة آحادية. كان بالإمكان مقبولية الدعوى حتي في حالة تحفظ الامارات على المادة 9 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية مستندة على اتفاقية فينا عن الاتفاقات لعام 1969…
د. عاد السودان مرة أخرى الي مقصلة مجلس الأمن ، بعد نهاية القرار الخاص ببعثة اليوناميد. حيث عقد مجلس الأمن عدة جلسات إستمع فيها إلى التقارير الأممية عن َ الوضع في السودان و اصدار قرارين
2725 و 2736..و التفاصيل معروفه.
د. كما ان الحرب اعادت السودان إلى مضابط المحكمة الجنائية الدولية ، حيث اهتمام َ المدعي العام و الشروع في التحقيق عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني و خاصة توسيع نطاق حظر السلاح على كل السودان بدلا عن دارفور في نطاق قرار مجلس الأمن 1591 عن فريق الخبراء لعام 2005. َ
ه. و اهم من ذلك
1َ َََ.. تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي.. و حرمانه من كافة أنشطة الاتحاد و على رأسها القمم الإفريقية ، و كذلك المنتديات ذات الطابع التجاري و الاستثماري التي جمعت الإتحاد الافريقي مع َ عدد من شركاء التنمية و بصفة مع عدد من الدول الغربية… حيث تم حرمان السودان من المشاركة في قمة إفريقيا الإتحاد الأوروبي. إفريقيا أمريكا، ،إفريقيا فرنسا،إفريقيا اليابان، ،إفريقيا إيطاليا و قمة الفرنكوفونية، ..

 

 

 

 

 

 

 

علما بأن كل هذه القمم انعقدت خلال الاربع سنوت التي َ اعقبت انقلاب اكتوبر 2021.
2.. and most importantly
تعليق تعاون السودان مع كافة المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف بما فيها بنك التنمية الأفريقي و الذي كان السودان من المؤسسين مثلما كان من المؤسسين لمنظمة التحرير الإفريقية. و خاصة مجموعة البنك الدولي َ
3َ. تعليق مسار أعفاء الديون في إطار الهيبيك و نادي باريس..
. 4.كل هذه المؤسسات الدولية و الإقليمية رهنت تطبيع علاقاتها مع السودان بانهاء الحرب و انهاء الإنقلاب و استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية..
و هذا ما يقودنا الي الإجابة عن السؤال الخاص بترحيب كل من مفوض الاتحاد الإفريقي و الناطق الرسمي باسم الامين العام للأمم المتحدة حيث أشاد كلاهما بتعيين د كامل أدريس رئيسا للوزراء في السودان..
و ما يجدر الملاحظة ان هناك تهافتا كبيرا ظل يتري من قبل الداعمين للحرب و استمرارها عطفا علي هذا الترحيب الأممي و الإفريقي بتعيين د كامل أدريس رئيسا للوزراء..
نعم اتفق تماما مع تصريح السفير يوسف محمود المفوض الإفريقي و استيفان دوجاريك الناطق َ باسم الامين العام للأمم المتحدة بأعتبار هذه الخطوة تمهد لتشكيل حكومة تكنوقراط موسعة تهدف إلى تحقيق السلام ، اي تعطي الأولوية لتحقيق السلام.
بالتأكيد هو مجرد تفاؤل من الرجلين. اذ ما هي الضمانات لما عقدوه من أمل بتحقيق هذه الحكومة للسلام..
لاحظ عبارة first step towards (( inclusive consultations aimed at forming broad-based technocartic government ))
و هذا يعني بالضرورة ليست الحكومة التي سوف تشكل بصورة آحادية من رئيس الوزراء الجديد و السلطة في بورتسودان.. و أنما تخرج من رحم مشاورات واسعة و شاملة.بتوافق سياسي عريض لا يستثنى طرفا . الأمر الذي يعني بالضرورة حكومة مدنية مكتملة الأركان تضع نهاية للسلطة العسكرية التي انقلبت على التحول الديمقراطي بانقلاب اكتوبر 2021.. و أهم من ذلك إسكات البنادق على حد تعبير المسؤول الأممي اي إنهاء الحرب.
و هذا ما عناه وصف دوجاريك و من قبله يوسف محمود و كذا رئيس اللجنه الافريقية رفيعة المستوى.. بن شمباس،

 

 

 

 

 

 

هذا الأخير الذي اعقبت تصريحاته تصريح المفوض و الذي تحدث فيه عن حديث يوسف محمود الذي اثار جدلا باعتباره خارج نطاق و لايته عن َ
تقدم الجيش في الحرب. و أوضح بصورة لا تقبل التأويل كما حدث من قبل البعض َََ، أن لا عودة للسودان الي الإتحاد الإفريقي الا عند انهاء الحرب و انهاء الإنقلاب السبب الرئيس في تجميد عضوية السودان و العودة إلى مسار التحول الديمقراطي و الحكومة المدنية.
و لعل هذا هو نفس الشرط المسبق للمؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف و لاستئناف مسار أعفاء الديون في إطار الهيبيك.
و لعل تصريحات كل من دوجاريك و يوسف محمود و التي رحبا فيها بتعيين د كامل أدريس رئيسا للوزراء باعتبارها خطوة اولي نحو أنهاء الحرب و استعادة مسار التحول الديمقراطي و وضع حد لهذه الكارثه الإنسانية غير المسبوقة و معاناة الشعب السوداني.. تضع حقيقة الصديق دكتور كامل أدريس على المحك…
و لعله قدر هذا التحدي الكبير و هو يقبل هذا التكليف في ظروف بالغة التعقيد

 

 

 

 

 

 

.. Dans une situation timultuese. Mais je suis convaincu, IL est capable de mener,a bien neanmoins.
ce bateau a bon board .
و لا شك أن د كامل سيبحر بهذه السفينة في بحر متلاطم من الأمواج الي بر الأمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى