اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. الوحدة الاتحادية المفترى عليها (1_2 ) .. !

 

 

 

    كان يا ما كان في قديم الزمان قرية ظالم أهلها ، يأكل القوي فيهم الضعيف ، واكابر مجرميها سادتها ، سلط الله عليهم رجل محتال أراد أن ينهب ما امتلكوه من أموال النصب والاحتيال ، فحل عليهم ضيفا ذات يوم واتفق مع بعض أعوانه بأن يشيعوا في هذه القرية بأن الرجل الضيف ( يحى الموتى )! . وقد كان وأصبح هذا الكلام حديث المجالس حتى وصل شيخ الحلة الذي له سطوة وقوة تأثير فٱذا اقتنع بأمر لا احد يخالفه ، وهنالك من يعتقد فيه بأنه السلطان المنزل ، فعندما سمع بهذا الضيف وما أشيع عنه بأنه يحي الموتى قال: أتوني به ، فلما أتاه سأله الشيخ بصرامة هل فعلا انت قلت تحيي الموتى قال بكل جد نعم ، فقال له الشيخ كيف ذلك ؟ فقال الضيف اضعني في خلوة لا يدخل علي أحد لمدة ثلاثة أيام إذا لم يأتيكم جميع أهل هذه المقابر المجاورة للقرية بما فيهم اسلافكم الذين توفوا قبل مئات السنين فافعل بي ما تشاء .. فوافق شيخ الحلة على ذلك وقال له إذا لم يحدث ذلك ساقطع رأسك امام الملأ ، وكان الضيف ثابتا ووافق بكل سرور ، واندهش كل حضور المجلس لهذه الثقة خاصة وأنهم يعرفون بأن شيخ الحلة يفعل ما يقول وعرف الضيف ذلك .

 

 

 

ووُضع الضيف في غرفة مغلقة الا نافذة يتناول منها الطعام ..وانتشر الخبر في القرية وما دار في مجلس شيخ الحلة وخفيفو اللسان طلبوا من كل من له قريب مدفون في هذه المقابر فاليستعد لاستقباله .
منتصف الليلة الأولى أتت للضيف إمراة توفى زوجها قريبا وتزوجت خلفا له وكان زوجها الراحل قاسي جدا وحاسم وما صدقت تخلصت منه وعندما سمعت بهذا الحديث أتت للضيف وهي تحمل اسورة ذهب وطلبت منه بأن يستثنى زوجها بأن لا يعود للحياة نهائيا ، وبعدها أتى رجل ظلم إخوته في ورثة والدهم المتوفي قبل ثلاثين عاما اغدق علي الضيف مبلغ كبير من المال وقال له لا اريد أن يعود والدي للحياة نهائيا ، ثم أتى شاب مرتكب جريمة قتل والدليل اختفى مع احد الموتى وطلب من الضيف بأن لا يعود هذا الشخص للحياة نهائيا ، حتى اذا ما حلت الليلة الثالثة وصباح اليوم الذي يليها موعد عودة الموتى جميعهم الا الذي تلقى عليه الضيف مقابل وطلب منه استثناءه فلن يعود كما وعد الضيف بذلك ، وتسرب لشيخ الحلة بأن هنالك استثناءات يقوم بها الضيف مقابل المال وكان الشيخ يراقب هل سيهرب هذا الضيف ام ثابت على موقفه؟ وعندما وجده ثابت حتى الليلة الاخيرة وبما أن شيخ الحلة طيلة الأيام الماضية كان يفكر في الذين ظلمهم واجرم في حقهم ابتداءا من ورثة العيلة الكبيرة واخوانه الذين ترك أبناءهم فقراء يتكففون الناس ، وكثير من الأراضي التي جيرها لصالحه بسطوته وكل الذين يملكون الاثباتات في هذه المقابر ، وكذلك الذين كان يخشى سطوتهم جميعهم في هذه المقابر ، وبعد تفكير عميق بأن هذا الأمر إذا صدق الضيف وأوفى بوعده لا يجدي معه الاستثناء ، حيث تسلل للضيف خلسة وقال له اطلب ما شئت من الأموال واتعهد بأن أأمن لك الخروج بكل هذه الأموال ولا يحل الصباح حتى تكون غادرت هذه القرية بلا رجعة وان تصرف النظر عن أمر الموتى نهائيا ، فخرج الضيف يحمل أموال كثيرة ويحمل اسرار يشيب لها الولدان من اهل هذه القرية الظالم أهلها ..

 

 

 

 

 

 

 

قد تطابق هذه القصة الخرافية على كثير من المجتمعات التي تتباكى زيفا على موتاهم وهم ما صدقوا بأنهم تخلصوا منهم وفعلوا من خلفهم الافاعيل . لكن اصوغها اليوم بمناسبة الحديث من حين لآخر عن وحدة كثير من الفرق التي تدعي انتمائها للحزب الاتحادي الديمقراطي والتي بلغت حوالي خمسة عشر أو عشرين مجموعة كلها تحمل اسم الحزب الاتحادي الديمقراطي ومن حين لآخر يسوقون للوحدة بينهم حتى على أشلاء الوطن الذي يتمزق تحت أقدامهم وكأن وحدتهم هي الغاية التي أسس من أجلها هذا الحزب وليس مبادىء وغايات وطنية وان الحزب وسيلة لتحقيقها فمجرد تشرذمهم ضاعت المبادئ والغايات الوطنية و بالتالي ( خانوا الأمانة ) ولذلك لم يبق من هذا الحزب الا اسمه ، وهؤلاء لن يقبلوا بهذه السردية لأن كل أسباب حياتهم أصبحت مرتبطة بإدعاء ( الوفاء ) ، لكن ما يحصل الآن هنالك ضيف يدعي بأنه سيحيي الموتى وعلى رأسهم الزعيم اسماعيل الازهري ، الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين فمن كان صحائفه بيضاء وهو من اهل الوفاء يستطيع مواجهتهم وسيتبعه كل الاتحاديين الشرفاء ، وإلا الاسرار مبذولة على قفى من يشيل .
يتبع باذن الله ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى