منوعات

قصص التحدي والإلهام .. برعاية مبادرة “قياديون” تنطلق بالقاهرة

 

 

 

القاهرة : أسماء الشاعر

 

 

 

 

 

   في قلب القاهرة، حيث يمتزج عبق النيل بنبض الحياة، وتحديدًا داخل النادي الاجتماعي بحي الدقي، كان اللقاء مختلفًا. لم يكن مجرد احتفال، بل ملحمة إنسانية من نور، كتبتها نساء من نور.
برعاية مبادرة “قياديون” التي أطلقتها الدكتورة ستنا حسن العبيد، اجتمعت قصص التحدي والإلهام تحت شعار لامس القلوب: “فكرة، وعمل جاد، يصنع الأمجاد”. شعار لم يكن مجرد عبارة، بل واقع حيّ تجسد في وجوه الحاضرات، وحكاياتهن التي تحدّت الحرب، واليأس، والخذلان.

 

 

 

 

 

 

 

افتتحت الأمسية الإعلامية ندى يونس بصوتها الدافئ المعتاد، الذي حمل التحية والامتنان لكل امرأة كانت يومًا الحاضنة للحياة، وللكلمة، وللفعل الجميل. قدّمت بكثير من الحب سيدة المبادرة، الدكتورة ستنا، التي لم تكتفِ بإطلاق المبادرة بل جعلت منها منبرًا للتمكين والضوء.

 

 

 

 

 

 

وكان أول المتحدثين الأستاذ أحمد الترابي، رئيس تحرير المجلة الرئاسية ومجلة القصر الجمهوري وصحيفة “قضايا”، والذي تحدث بكلمات راقية عن المرأة ودورها، وعن كيف أن الحروف يمكن أن تكون وطنًا حين تكتبها امرأة حرة.

 

 

 

 

 

 

 

وكانت البداية من ضيوف الشرف القادمين من مصر، حيث تحدثت المستشارة داليا أحمد، القادمة من مدينة بنها، عن المرأة السودانية، كأنها تعرفها عن قرب، أو ربما لأن قوة المرأة تعرف بعضها البعض عبر المسافات. رافقتها في الحضور الدكتورة منى سلطان، والأستاذة إيمان هلالي، وهن من الأصوات التي تعزف معًا لحن الأمل والتضامن.

ومن قلب التجربة السودانية، تحدّث الكاتب والأديب والتقني آدم محمد آدم عن الجيل الجديد، عن الأحلام التي لم تمت رغم دخان الحرب، عن قصيدته “على شرفة الميل”، وعن مشاركته الأخيرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي أثبتت أن الكلمات أيضًا تقاتل من أجل وطن.

وحملت الكلمات التالية توقيع الأستاذ أحمد الطيب، مدير مركز “إبهار”، الذي أنجز 117 دورة تدريبية و18 كتابًا، عن تطوير الذات وتسويق الأفكار. رجل آمن دومًا أن العقول هي كنوز الوطن التي يجب استخراجها لا دفنها.

ومن عمق الريادة النسائية، حضرت سليمة صلاح، مؤسسة براند “عبايات شمه”، التي اختارت أن تكسر حاجز الخوف عبر الجمال، وقدمت أكثر من 35 ورشة في التسويق الشخصي والعلامة التجارية، وشاركت في مهرجان “آخر موضة” بمصر، لتكون شاهدة على قوة التجربة حين تلبس ثوب الأناقة والمعرفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

وكانت سعدية أحمد يوسف، المعروفة بلقب “أم لمار”، من أكثر القصص التي لامست الحضور. من ربة منزل بسيطة، إلى سيدة أعمال تملك ذوقًا فريدًا في تصميم الثياب، حملت قصتها ملامح الحُلم السوداني حين يتوشح بالصبر واليقين.

وفي السياق ذاته، تحدّثت نسرين الطيب، صاحبة منصة “أمل بكرة”، عن الاتزان النفسي وأهمية أن يحيط الإنسان نفسه بمن يمنحونه طاقة إيجابية. رسالتها كانت واضحة: “لو ما الحرب، لما فعلت شيئًا”، فالحروب في نظرها لا توقفنا، بل توقظ فينا القدرة.

أما إشراقة إبراهيم صالح، فكانت رمزًا للمقاومة الهادئة، فقد حملت دور الأم والأب معًا بعد استشهاد زوجها، لتُثبت أن المرأة يمكن أن تكون وطنًا كاملًا حين يغيب الرجال.

ومن قلب الإنسانية، جاءت نهى جعفر، صاحبة مركز “العزيمة” لذوي الاحتياجات الخاصة، لتحكي عن بدايتها، وكيف تحوّلت الفكرة إلى مشروع، ثم إلى رسالة تعليمية للأطفال غير القادرين على تحمّل نفقات التعليم. رفعت شعار “التعليم حق للجميع”، وكانت خير من يجسّده، إلى جانب جهودها في تمكين المرأة ودعمها نفسيًا ومعنويًا، لتفتح أمامها آفاقًا جديدة من الاستقلال والوعي.

كما قدّمت الأستاذة خديجة مبادرة نسائية تهتم بدور المرأة بعد الحرب، وخصوصًا من الناحية النفسية والاجتماعية، مؤكدة على أهمية الحرف اليدوية في تمكين النساء، وخلق فرص مستدامة.

ومن بين القصص، أضاءت الدكتورة سمية مختار، صاحبة مبادرة “صديقات المدارس”، التي تعاونت مع اليونسكو في برامج تمكين وتعليم، وأكدت أن المرأة السودانية قادرة على صناعة الفرق حتى في أحلك الظروف.

الاحتفالية لم تكن لتكتمل لولا الدعم الكبير من شركة “إيمسا” الراعي الفضي، ومركز ” العزيمة “وشركة شذي ميديا التي تولت الرعاية الإعلامية، ، الذين شكلوا معًا لوحة من العطاء والدعم الحقيقي ولا ننسي من خلف العدسة الاعلامي المخضرم سيف البروف و الاعلامي المصري محمد السيد.

 

 

 

 

 

 

 

وفي ختام اليوم، وزعت الشهادات التقديرية، وارتفعت الأهازيج، وتعالت الأغاني السودانية، وكأن القاعة امتلأت بدفء الوطن رغم البعد. كانت لحظة وفاء للحكايات، واحتفاء بالنساء اللاتي لم يقفن عند حدود المستحيل، بل تجاوزنه بخطوات من نور.

لم تكن الاحتفالية مجرد لقاء، بل شهادة مكتوبة على أن المرأة السودانية، حين تؤمن بفكرتها، وتخلص لعملها، فإنها قادرة على أن تصنع مجدها بنفسها، وبقلبها، وبصوتها الذي لا يعرف الانكسار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى