سلمى الشيخ سعد .. يكتب .. ازمة ثقافة !

تعددت تعريفات الثقافة، حيث تُعرف على أنها الطريقة الشاملة للحياة في المجتمع، بما تضم من جوانب فكرية ومادية. تشمل الثقافة مجموعة من الأفكار والقيم والمعتقدات والتقاليد والعادات والأخلاق والنظم والمهارات وطرق التفكير، بالإضافة إلى أسلوب الحياة والعرف والفن والأدب ووسائل الاتصال والنقل وكل ما يتوارثه الإنسان.
تشمل التقاليد والعادات التي تنبثق من أنماط السلوك مكونات الثقافة، حيث تُعتبر جميع العوامل الموروثة جزءًا من هذا الكيان. على سبيل المثال، يُعد احترام الوقت والالتزام بالمواعيد ثقافة إيجابية تعكس تنظيم المجتمع. بالمقابل، الثقافة التي تتمثل في عدم احترام الزمن والالتزام بالمواعيد تُعتبر سوء ثقافة.
كذلك، ثقافة احترام الصف والأولوية تُعد من السمات الثقافية التي تميز المجتمعات المنضبطة، وبالتالي عدم الالتزام بالصف والترتيب يُعتبر خلل ثقافي.
ومع ذلك، نجد سلوكًا آخر يعكس سوء الثقافة وهو “الواسطة” أو الوصاية، الذي انتشر بشكل كبير، حيث أصبح البعض يعتمد على هذه العلاقات في كل معاملاته حتى في عمليات البيع والشراء، مما يؤثر سلبًا على فرص العمل والتوظيف، ويعكس سلوكًا غير صحي.
علاوة على ذلك، يتم بناء العلاقات والمعاملات في كثير من الأحيان بناءً على التجربة الأولى فقط، والتي قد تُعمم على الجميع، رغم أن هذه التجربة قد لا تكون شخصية بل نتيجة لتجارب سمعية. هذه الظاهرة تُعتبر إحدى مظاهر ضعف الثقافة.
وبالنظر إلى الجدل البيزنطي، نجد أنه مثال على سوء الثقافة، إذ ينشأ النقاش بلا هدف، مما يؤدي إلى “غلاط”. هذا النوع من الجدل قد يكون أداة لإثبات الذات أو لتعزيز فكرة معينة، مما يعكس ضعفًا في الحوار وفقدانًا للرؤية الموضوعية.
إجمالًا، الثقافات تتطلب منا تقييم سلوكياتنا وتعاملاتنا والعمل على تعزيز الجوانب الإيجابية ومعالجة السلبيات من أجل بناء مجتمع متماسك يحقق الفائدة للجميع.