أستاذ العلاقات الدولية اللواء ركن م . محمد خليل الصائم في تصريحات خاصة ل ( ترياق نيوز ) .. يرسم واقع المليشيات المسلحة في السودانية وكيفية احتوائها .. ويكشف عن (5) مليشيات لم يتطرق لها الإعلام

ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
قال اللواء ركن م . محمد خليل الصائم أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية بالجامعات السودانية في تصريحات خاصة ل ( ترياق نيوز ) : هذه الحرب فرضت على السودان وبغض النظر عن من الذي بدأها في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م ، واصلا كانت لا بد منها لانها اصلا معركة مؤجلة ، ولقد أشرت لذلك في كثير من المقابلات ، بعد اندلاع هذه الحرب ، الدولة كانت محتاجة لكل من يساهم في وحدة وأمن البلاد وسلامتها ، ولذلك انضم عدد كبير من المستنفرين ، وكذلك انضم الإسلاميين تحت لافتة كتائب البراء وبكثير من الأسماء مرة لواء ومرة أخرى فيلق وغير ذلك ، وكما ذكر القائد البرهان بأن المشاركة باسم اي ايدلولجية مرفوضة ولكن بصفة فردية مرحب بأي سوداني يدافع عن السودان الأرض والعرض وكامل الوطن ، أما الحركات المسلحة التي كانت متمردة وهي من قبائل الزغاوة والفور بإقليم دارفور في البداية نأت بنفسها وقالت إنها محايدة ، رغم أن حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي هو ضمن هذه الحركات المسلحة ، ولكن أخيرا انضمت للجيش وشاركت في الحرب ، وايضا اخيرا قوات درع السودان بقيادة ابوعاقلة كيكل كانت تقاتل في صفوف الدعم السريع لكنها في الآخر انضمت للجيش وأصبحت تقاتل في صفه ، ولكن بعد أن ارتكبت قواته انتهاكات كثيرة جدا في حق مواطني ولاية الجزيرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هذه الحركات المسلحة انا لا اقول التخلص منها ، لكن يجب معالجة وضعها إذا كان ليس لها غرض أو أهواء في حكم السودان والمناصب والكراسي ، وهذا هو المفروض يحصل . بعد أن تنتهي هذه الحرب يجب تحسين بيئة العمل للقوات المسلحة وبالتالي استيعاب كل من تنطبق عليه معايير القوات المسلحة وليس بعشوائية كما تحمل هذه الحركات الرتب المختلفة مثل ما وُزعت الرتب على قوات الدعم السريع من قبل بدون أي كفاءة بدءا من حميدتي فريق اول وشقيقه عبدالرحيم فريق وبدون اي نوع من التأهيل ، واقول تحسين بيئة القوات المسلحة لاستيعاب أكبر عدد من الشباب مع التوازن القبلي ليتم بناء قوات مسلحة قادرة على حماية السودان بدون أي نوع من الاصطفاف القبلي ويكون هنالك توازن قبلي وجهوي بعيدا عن العنصرية .
وفي اعتقادي يجب استيعاب الحركات المسلحة حسب قوانين ال DDR والتي تنفذ عبر الأمم المتحدة ، ويتم نزع سلاح كل من ليس له علاقة بالقوات المسلحة وبشفافية ومن ثم تسريح كل من كان يحمل السلاح في هذه الحركات المسلحة مثل ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية جوبا رغم أن عليها كثير من المآخذ ، وسبق أن تحدثنا في عدد من المقابلات بأنه يجب أن تتم مراجعة هذه الاتفاقية ، لأنها فيها ظلم كبير لبقية الأقاليم مثل اقليم الوسط والشرق وغيره ، لأن الذين وقعوا هذه الاتفاقية لا يمثلون كل الجهات ، ولذلك نزع السلاح يعني بداية سودان جديد وبقوات مسلحة جديدة مبنية على أسس ليست ايدلولجية أو قبلية وعنصرية ، تساعد على وحدة السودان وأمنه .
الآن الحرب في نهاياتها ولكن نشأت مليشيات أخرى في عدد من مناطق السودان ، هنالك اكبر مليشيا في منطقة جنوب الابيض كان يقودها شخص يدعى “شيريا” والآن يقودها مازن الصادق وهي تتكون من قبيلتي الحوازمة والشنابلة ، وكما رشحت المعلومات متواجدة في الدبيبات ، الحمادي وكازقيل ، أيضا نشأت مليشيا أخرى في ابوزيد غرب كردفان وهذه يقودها حسين برشم من بطون المسيرية من منطقة السنوط بغرب كردفان مسيرية زرق وحُمر ، أيضا هنالك مليشيا من الحٓمر في غبيش بغرب كردفان يقودها حامد عبدالغني ، وايضا هنالك مليشيا موالية للقوات المسلحة في منطقة النهود الحمر مؤيدة للقوات المسلحة بقيادة حامد الصافي ، كذلك هنالك مليشيا بإقليم النيل الازرق تتكون من ما تبقى من قوات البيشي التي يقودها شقيقه حمودة ، الآن انضمت ل عبدالعزيز الحلو الحركة الشعبية شمال .
وايضا هنالك عدد من الكتائب المسلحة أعلنت عن نفسها وقالت حتدافع عن السودان ولكن ذكرت أمر مهم جدا ، حيث قالت ستدافع عن الأرض والعرض لكنها لا تعترف بأي قوة بخلاف القوات المسلحة .
وعليه بات لزاما على القوات المسلحة أن تدمج كل القوات المسلحة في القوات المسلحة السودانية الجديدة ببناء متين وتخطيط وتدريب حديث وتعتمد على قوة النيران والعدد الكبير من الأفراد ، لأن السودان حدوده واسعة جدا ، إذا كان حدود السودان مع دولة جنوب السودان فقط عدد اثنين الف كيلو متر فما بال باقي الحدود مع الدول الأخرى مثل اثيوبيا ، إريتريا وغربا تشاد افريقيا الوسطى وليبيا وشمالا مصر .
الآن يجب على القوات المسلحة السودانية أن تخطط لهذا الحدث الكبير ، ليضمن سلامة القوات المسلحة وسلامة السودان حتى تستطيع الدفاع عن وحدة وأمن السودان وهذا من أوجب واجباتها ، وهذا لا يتأتى إلا بقيام حكومة مدنية ديمقراطية تحافظ على البلد ، وذلك بعد كتابة دستور للسودان يلبي طموحات كل الجهات السياسية الفاعلة ومكونات السودان القبلية وجهاته .
اما تصريح السيد البرهان في في وقت سابق أمام قواته بام درمان في إحدى زياراته حينما قال توزيع السلطة لمن حمل السلاح مع القوات المسلحة فهو يقصد تحت راية القوات المسلحة وليس تقسيم السلطة كحافز لهم ، لأنه لا يتم القبول بأن يتم تجديد المشهد مع كيكل ، لأن كيكل في تقديري يجب أن يحاسب باشتراكه مع قوات الدعم السريع في الانتهاكات التي وقعت ، وايضا كتائب البراء التي يقودها المصباح ابوزيد الذي لم يبلغ الثلاثين عاما من عمره فلذلك يجب على كل شخص ينضم للقوات المسلحة يكون بصورة فردية وليس تحت مظلة اي لافتة حزبية أو قبلية وغيرها .