تقارير

إختفاء الفتيات في جنوب الحزام.. مأساة صامتة تبحث عن إجابة

 

 

 

 

 

ترياق نيوز ـ تقرير : الكاظم هــارون

 

 

 

 

 

 

في أحد أحياء جنوب الحزام بولاية الخرطوم، تجلس والدة منال عبد الله (١٧ عاماً) في زاوية منزلها المتواضع، تحدّق في صورة أبنتها التي إختفت منذ أكثر من أسبوعين، بعينين مثقلتين بالدموع، تتساءل: “أين أبنتي؟ وهل سأراها مجددًا؟”

 

 

 

 

 

 

لم تكن قصة منال هي الأولى، بل جاءت ضمن سلسلة من حالات إختفاء متزايدة للفتيات في المنطقة، حيث رصدت غرفة طوارئ جنوب الحزام أكثر من ١١ حالة اختفاء لفتيات ونساء، معظمهن تحت سن الــ ١٨ عاماً، في ظروف غامضة لم تجد لها الأسر إجابات واضحة حتى الآن.

 

 

 

 

 

 

لغز الإختفاء… هل هناك خيط مشترك؟

 

 

 

 

تتفاوت أعمار الفتيات المختفيات، لكن الرابط المشترك بينهن أنهن جميعًا كنّ في أماكن سكنية مألوفة لحظة إختفائهن، دون أي تحذير مسبق أو أثر واضح يدل على مكانهن، بعض العائلات تتحدث عن تلقيهن مكالمات غامضة، وأخرى تشير إلى مخاوف من شبكات اتجار بالبشر أو حالات إختطاف لم تُكشف تفاصيلها بعد.

 

 

 

 

 

 

 

 

السلطات المحلية لم تصدر بياناً رسمياً بعد، لكن نشطاء حقوقيين يطالبون بفتح تحقيق عاجل لفهم طبيعة هذه الظاهرة، في حين رصدت ودعت غرفة الطوارئ جنوب الحزام تزايداً مقلقاً في حالات إختفاء النساء والفتيات، خاصة من هن دون سن ١٨ عاماً، حيث تم تسجيل أكثر من ١١ حالة حتى الآن، وناشدت الغرفة الأسر بتوخي الحذر، كما تطالب الجهات القانونية والإنسانية بالتدخل العاجل للتحقيق في هذه الظاهرة وضمان سلامة الفتيات والكشف عن مصيرهن.

 

 

 

 

 

 

 

قصص مؤلمة خلف الأرقام.

 

 

 

 

 

وراء كل إسم في قائمة الفتيات المختفيات قصة حزينة تحكي عن أم قلقة، وأب يجوب الشوارع بحثًا عن ابنته، وأشقاء صغار يسألون عن موعد عودتها، خديجة محمد شرف الدين (١٦ عاماً)، إختفت في ٢٢ يوليو ٢٠٢٤ بعد خروجها لشراء مستلزمات من متجر قريب، لكنها لم تعد، والدها يقول: “كانت فتاة عادية، لا تعاني من أي مشاكل نفسية، أين يمكن أن تكون الآن؟”

أما مناهِل علي (١٩ عاماً)، فتعاني من اضطراب نفسي حاد، مما يجعل إختفاؤها أكثر خطورة، شقيقتها الكبرى تقول: “كانت تحتاج إلى رعاية طبية، الآن لا نعرف إن كانت تأخذ أدويتها أم لا.”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القوانين تحمي.. ولكن التنفيذ غائب؟

وفقاً لاتفاقيات جنيف وإتفاقية حقوق الطفل، يجب على السلطات حماية النساء والأطفال من أي شكل من أشكال العنف والإستغلال، كما أن قرار مجلس الأمن رقم ١٣٢٥ يؤكد على ضرورة ضمان سلامة النساء أثناء النزاعات، ومع ذلك، فإن الواقع يشير إلى فجوة كبيرة بين هذه القوانين وتنفيذها على أرض الواقع.

ماذا بعد؟

بينما تستمر العائلات في البحث عن إجابات، يتساءل الكثيرون: هل ستكون هذه الحالات مجرد أرقام تُضاف إلى سجلات النسيان، أم أن هناك تحركاً جاداً لكشف ملابسات الظاهرة وضمان سلامة الفتيات؟

 

 

 

في إنتظار الإجابة، تظل عيون الأمهات شاخصة نحو أبواب لم تفتح بعد، بإنتظار عودة فتياتهن المفقودات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى