د. عثمان البشري ..يكتب .. الدبلوماسية وفخ الفجاجة والجلافة !

كان ظني حتي زمان قريب .. ان الدبلوماسيين هم ولادة الهنا لا نحن قبيلة الاطباء ..
بزيهم الانيق وعطورهم الباريسية .. وسحناتهم المبللة بعرق الراحة ..
ولما لا فكل البلدان تفتح لهم ابوابها ويعاملون كاصحاب الذين في رأسهم ( ريشة ) ..
كما لم يفت في حسن ظني لباقتهم .. وحنكتهم في حل النوائب .. فحتي شعبيا يشار الليك ان تكون دبلوماسيا في حل المشاكل ..
ولكن خاب ظني وفألي من افعالهم واقوالهم ..
فانقلبت قناعتي وصارت المهنة اقرب (للبزرميط) .. والعنجهية والقسوة ..
وصاروا كمن يطلق عليه ( طويل لسان وقليل احسان )..
لذا كنت ولا زلت ادعو الله سرا وعلنيا الا يكون لي ادني تعامل مع اي سفارة سودانية ودبلوماسييها..
فهم قد عينوا لتعسير الامور لا تيسيرها .. وللفظاظة اكثر من اللين .
وشاهدي علي ذلك حادثتين في مدي الاسبوعين المنصرمين
الاولي لناشط سياسي يقيم بالمملكة السعودية ..
تعرض لكل انواع الذل والقهر وصولا للضرب .. وكتابة تعهد .. وما ذلك الا لكونه تجرأ وطلب ما يعد منطقيا واحدي حقوقه ..
ولكن يجي من ( ينط ) ليك و ( يحنضل عيشتك ) بان ذلك الناشط ( قحاتي ود لذينا ) .. ومعارض ومدلس .. ( طيب ماشي )
اذن بماذا نفسر ماحدث في الحادثة الثانية في سفارة السودان بدولة قطر .. والطفل المولود والموضوع في الحضانة ويتنفس باجهزة الاوكسجين وتنظيم ضربات القلب .. والامر مصور وموثق ..منظر ابكي حتي ممرضته والتي ذهبت به بعربة الاسعاف للسفارة .. لاتمام معاملة ..
اليس بقلوب هؤلاء رحمة وشفقة وتقدير .. دعك من دبلوماسيتهم المقبورة..
ماذا حل بشعبي .. كل هذه القسوة وعدم التقدير ؟!
لا استغرب حينما اري الكثيرين يستمتعون .. بمشاهد القتل والسحل والدمار .. دون ان يرف لهم جفن !!
لقد خلد في يقيني ان الخارطة الانسانية لكثير من اهل السودان تمزقت او تشوهت اجزائها .. فلم تعد تعنيهم المعاني الساميات السامقات .. والانسانية المعافي من الادران .. بل يعنيهم اسوء مافي البشر ..
لك الله يا بلدي .. ( والدخلت فيكم الله يقلعها )