اعمدة

د. عثمان البشري .. يكتب.. نهارات الحرب القبيحة !

انا ما اتغيرت ولا اتنكرت ليك
وما نسيت الريدة ..
الحرب في السودان حرب ( شينة شنة مرة ) ..
كل مبرراتها ساذجة و ( عبيطة ) ..
فغير انها قتلت الانسان فانها دمرت الوجدان ..
ولعل الكتابة عن جمال الروح واشراقها .. واقبال الانسان علي الحياة .. وتعميرها كاحدي واجبات الخالق علي خلقه .. اصبحت عبارة عن سلعة بائرة وكاسدة لا سوق لها ..
اصبح الناس في بلدي يستسيغون فقط احاديث وكتابات ( البل والفتك والمتك ) البلهاء ..
فيا لبؤسهم فما دروا انهم رويدا رويدا .. دمر وجدانهم عن عمد .. وسيصبحون مسوخا مشوهة .. و دواخل صمم كما الصخرة ..
في مقابل هذه النهارات القبيحة .. كانت نهارات امدرمان المتعبة ( بالشقي ) .. لكنها محملة بالشوق والجمال وحب الناس ..
كانت امدرمان .. امدرمان حكاية ..
وغني امدرمان ( رواية ) ..
دار الاذاعه تبث وجدا ونقاء ليعم حلال وفرقان السودان ..
فيتشكل وجدان انسان السودان المحب للخير والحب والجمال ..
فهذه تغني ( لاندرايا وسكر الغرطاس ) .. وتلك ( اللوري عليك الله ياللوري ) ..
وثالثتهن ( قطر التلاتاء والله عدم الشايل سيدة وخلي حرم ) ..
حب وجمال واناقة ..
ملاحم للغرام تفوق الاوديسا .. وبظني ان ابن الرومي والتبريزي لو قدر لهم ان يبعثوا حينها لم ترددوا في العيش بالسودان ..
الحب كما اشعر سلمان اكرت .. وموسقه سيف عبدالقادر ..
بس كتمت غرامي في جوا الضلوع ..
لما شفتك لاهي ما بترحم دموع ..
ما بتحس بالريدة والحب والخنوع ..
كلمات اختزلت الحب في اسمي معانيه .. وكيف يتعذب هو دون ان يجرح الاخر محبوبه ..
خفت لو يا لاهي عزيت ليك عتاب ..
وانت لسع خالي في زهو الشباب ..
افقدك والدنيا تصبح لي خراب ..
( ياخي ) دي محبة تخلي الواحد يا يدخل التيجاني الماحي او يتخارج من الدنيا ..
احتضنت عذابي والنوح والشجن ..
وارتضيت حرماني واعصابي التمن ..
صرت اشرب دمعي واعصابي الشجن ..
ولا اكون مغاليا اذا قلت ان هذا الكتمان دفع بالكثيرين بالذهاب للنقيضين
فمن ترك شرب دموعه .. لشرب الابيض ضميرك ومشتقاته من البلدي والمستورد ..
الي من اطلق لحيته وقصر جلبابه وفي كثير منهم قصص حب لم تكتمل ..
لكنهم لو ادركوا عظمة المعني في ..
برضي ما اتغيرت ما خليت هواك ..
مافتر تقديري مهما ازداد جفاك ..
بس براك الجافي والظالم براك ..
لم ذهبوا للنقيضين ..
هذا هو الجمال والحب الذي يصلح الوجدان ..
فلينتبه الجميع .. فالقادم اسوء ليس لفقدان الكثيرين فقط بل لتدمير الوجدان ولنصنع الجمال ..
واليها اقول ..
انا ما اتغيرت وما اتنكرت ليك ..
ما نسيت الريدة وما ضنيت عليك ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى