سكرتير الحركة الشعبية القائد “أرنو نقوتلو تلو” في حوار خاص لـ”إدراك “حكومة بورتسودان” تتخوف من إصطفاف الهامش تحت مشروع السودان الجديد
حوار خاص _ إدراك _ ترياق نيوز
سكرتير السلطة المدنية بالحركة الشعبية لتحريرالسودان شمال”ارنو نقتلو لودي”
أرنو نقوتلو:الهروب من مخاطبة جذور المشكل السودانى والإقصاء والتهميش أدى إلى الوضع الراهن المنحدر بسرعة إلى الهاوية
قال سكرتير اول السلطة المدنية بالحركة الشعبية، القائد ” أرنو نقوتلو”، بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ليست جزءً من هذه الحرب ولا تساند اي طرفاً فيها.
وقال “نقوتلو” في حوار خاص لـ”إدراك” إن حكومة بورتسودان ،حاولت من قبل تمرير خطتها الأمنية بإستدراج الحركة الشعبية بإستغلال مظلة المسارات الإنسانية ولكن الحركة تمسكت بالسماح بإدخال المساعدات لجميع المحتاجين بالسودان.
ونفي سكرتير السلطة المدنية، إتهام الحركة بالمساهمة في حرمان طلاب الشهادة السودانية، من الجلوس للإمتحانات بمدينة الدلنج ، مؤكداً بإنها محاولة فاشلة لشيطنة الحركة.
وأوضح ” أرنو” بان الاتفاق الموقع بين حكومة بورتسودان وحكومة جنوب السودان والمنظمات المنفذة والخاص بإدخال المعونات الإنسانية الغذائية المنقذة للحياة، لم يكن من ضمن بنوده ترحيل الامتحانات
نـص الحــوار:
بدايةً تتهمكم حكومة ولاية جنوب كردفان بالمساهمة في حرمان طلاب الشهادة السودانية من الجلوس للإمتحانات بمدينة الدلنج ؟
دى محاولة فاشلة لشيطنة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وانتهاك للتفاهمات والاتفاق الموقع بينهم وحكومة جنوب السودان والمنظمات المنفذة والخاص بإدخال المعونات الإنسانية الغذائية المنقذة للحياة، ولم يكن من بنودها ترحيل الامتحانات ، لم تبلغ الحركة الشعبية بذلك، المسألة الثانية تزامن هذا مع الاعتداءات التى نفذتها القوات المسلحة يومى ١٩ و٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ بالغارات الجوية على يابوس وأربعة قرى بالنيل الأزرق وأدت إلى مقتل ٣ من موظفى منظمة الأغذية العالمي ومواطنة، والهجوم على ابوصيبة بالدلنج يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤، وهذا يؤكد عدم مسؤلية الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بفشل ترحيل الامتحانات
مؤخراً كانت هناك تفاهمات بينكم وحكومة بورتسودان حول توصيل المساعدات الانسانية للمحتاجين ماهو تقييمكم لتلك التفاهمات؟
التفاهات لم تتم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال كما أشرت في الإجابة السابقة، ولكن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال احيطت علما بها لانها الجهة التى أعلنت المجاعة فى مناطق سيطرتها عبر سلطتها المدنية ووافقت عليها لإنقاذ حياة المواطنين .
ما هى رؤيتة الحركة الشعبية للوضع الراهن فى السودان؟ وما هو موقفكم من الحرب؟
الهروب من مخاطبة جذور المشكل السودانى وعناد عقلية المركز و التى يقودها الاسلاميين حاليا للحفاظ علي السودان القديم الاقصائي والاستعداد للاستماتة إلى آخر سودانى قد أدى إلى الوضع الراهن المنحدر بسرعة إلى الهاوية و التى قد تؤدى الى تشظى ما تبقى من الدولة
برايكم كيف يُمكن وقف الحرب؟ وماذا عن نظرة الحركة الشعبية المستقبلية لسودان ما بعد الحرب؟
وقف الحرب الحالية يتوقف على من اشعلوها إذا كانت هناك إرادة لوقفها فالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال طرحت مشروع السودان الجديد لإنشاء دولة علمانية ديمقراطية تعترف وتحترم الشعوب السودانية بمختلف تعدادتهم وتنوعاتهم لتحقيق سلام عادل دائم.
الحملة الممنهجة من “المركز” ضد الدعم السريع والتقليل من قيادته بوصف (خلا)،كانت خطابا محرضاً للحرب.
هل ترى أن الصراع الآن، صراع سياسى أدى لصراع عسكرى؟ أم هو صراع بين المركز والهامش تفاقم لحد المواجهة العسكرية؟
بدءا مسألة الاتفاق الاطارى والجدل الذى دار وأدى فى نهاية المطاف الى نشوب هذه الحرب كانت حول السلطة، ولكن قبلها كانت هناك حملة ممنهجة من عقلية المركز ضد الدعم السريع والاستهزاء والتقليل من قيادتها (خلا)، وحديث البرهان ان الناس ديل ما بشبوهنا، كانت كلها بتوحى ان المركز أصبح يضيق ذرعا بالذراع الذى صنعوه وقوه وحاربوا به ثورات الهامش فى سياسة فرق تسد، من هذه الزاوية.
الحركة لا تساند اي طرف في الحرب ولكنها إذا اضطرت ستدافع عن نفسها
هل سعت الحركة الشعبية لأي مبادرة مع طرفي الحرب لإيقافها؟ هل تواصلت الشعبية مع الطرفين منذ إنفجار 15 أبريل؟
الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ليست جزء من هذه الحرب أو مساندا لاى طرف ضد الآخر ولكن دفاعا عن النفس وعن المواطنين فى مناطق سيطرتها سترد بقوة لاى اعتداء، حاولت بورتسودان تمرير خطتها الأمنية فى مايو ٢٠٢٤ تحت مظلة المسارات الإنسانية ولكن تمسكت الحركة بموقفها الداعى إلى السماح للمساعدات الإنسانية للمحتاجين في كل السودان وفق ترتيبات وخيارات قدمتها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال رفضتها بورتسودان حينها وعادت وبدأت تنفذها.
محمد جلال هاشم ليس عضوا بالحركة الشعبية ومايصدر عنه من اقوال تمثله والتنظيم الذي ينتمي اليه
ينتقد البعض مواقف القيادي بالحركة الشعبية محمد جلال هاشم المنحازة لاحد اطراف الحرب ، الا يعتبر ذلك موقفا محرجاً للحركة الشعبية ؟
د. محمد جلال هاشم ليس عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال هو لديه حزب ينتمى إليه وبالتالى ما يعبر عنه يمثل نفسه أو الحزب الذى ينتمى اليه، فليس هناك اى حرج ما تمثله تصريحاته وموقفه المنحاز لاحد الأطراف على الحركة الشعبية.
هل تعتبر هذه الحرب تعبيراً لمفهوم الصراع بين المركز والهامش، وتجلياته في اجندة الحروب بالسودان ؟
ذى ما ذكرت فى اجاباتى السابقة المركز لم يرضى بمن يزاحمه فى السلطة حتى ولو هذا الهامش يشاطره المنطلقات الفكرية والثقافية لانه لا يريد فقدان الامتيازات التى ورثها من الاستعمار أو يفقد وكالته للمستعمر ويؤكد له اى المستعمر انه ما زال مطيعا للحفاظ على مصالحة، لذلك غير ابه بمصير الشعب يموت يتشرد يتبهدل هذا لا يهم ، الأهم هو بقائه ووجوده على حساب الشعب السودانى.
تتهمكم دوائر بحكومة بورتسودان بالتنسيق مع قوات الدعم السريع؟
هذا من باب الدعاية والحرب النفسية ومحاولة متكررة يائسة لاستفزاز الحركة الشعبية ومحاولة استنطاقها، أما ان تساندها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ضد الدعم السريع، كما استخدمت بعض من الحركات المسلحة أو تكون محايدة والا تقترب من الدعم السريع ، لأن خوفها الكبير في اصطفاف الهامش تحت مشروع السودان الجديد.
لايمكن الوقوف ضد من يسطر على معظم السودان فى القيام بواجبه تجاه المواطنين فى المناطق التى يسيطر عليها
بعد إجتماعات ” تقدم” بعنتيبي مؤخراً برزت اصوات من داخل تنادي بتشكيل حكومة ، ماهو موقفكم من تلك الحكومة خصوصا وان الحركة الشعبية شاركت المؤتمر التأسيسي لتقدم بصفة المراقب؟
الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ليست عضوا في تقدم وقد حضرت مؤتمرها بصفة مراقب وقبلها وقعت مع د. عبدالله حمدوك رئيس تقدم وثيقة نيروبي و التى لم تتم اعتمادها فى هذا المؤتمر، هناك السلطة المدنية للسودان الجديد فى المستوى القومى والاقليمى لإدارة المناطق المحررة تحت سيطرتها لتنظيم وتقدم خدمات للمواطنين وتسهيل عيشهم وأمنهم وسبل راحتهم، لا يمكن أن نقف ضد من يسطر على معظم السودان فى القيام بواجبه تجاه المواطنين فى المناطق التى تسيطر عليها، ومن أدى لبورتسودان الحق فى إملاء على الآخرين وقد فقدوا شرعيتهم بالانقلاب.
طبعا الأسس التى قامت عليها الدولة السودانية احادية اقصائية ظالمة ، عبرت عنها الحركة الشعبية فى المنفستو ودستورها والبرنامج السياسي، فيما نسمية جزور المشكل السودانى واذا لم تخاطب سوف تؤدى إلى الانهيار الكامل لهذه الدولة.
يري البعض أن تضارب المصالح الخارجية عامل مؤثر فى الحرب؟ وكيف تقيم المبادرات الإقليمية والدولية التى طرحت من أجل وقف الحرب؟
السودان ليس جزيرة معزولة عن العالم سواء في حدودها المباشرة أو الإقليمية والعالمى، والمبادرات المختلفة مهمة وخاصة عندما تأخذ في الحسبان جزور الأزمة فى السودان وأهمية مخاطبتها بجدية والاستفادة من التجربة الطويلة لفشل النخب الحاكمة في السودان منذ الاستقلال وفشل حلولها لمشكلة السودان وتأخذ فى الحسبان مقترحات عملية منطقية تقدمت بها قوة ثورية كمشروع السودان الجديد الذى قدمتها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.
الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، تركز على قضية (علاقة الدين بالدولة) بالرغم من وجود قضايا كثيرة أخرى. هل في حلها، حل للأزمة السودانية.؟
تجربة السودان والحكومات المتعاقبة على حكمه باستغلال واقحام الدين فى إدارة الدولة أثبت فشله تماما بل قد انتج حروبا لم تنته حتى هذه اللحظة، السودان بلد فى تنوع ثقافي، دينى، لغوى الخ فلا يعقل أن يفرض عليه حكما دينيا يقصى بقية المعتقدات،
مطالبتنا بفصل الدين عن مؤسسات الدولة هو لحماية الدين نفسه ، رأينا كيف استخدم الدين فى حروب السودان فتاوى لا تحصى ولا تعد، أشهرها فتوى الجهاد في الأبيض ضد شعوب النوبة.