اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب.. (فزع الحروف) .. الاستقلال ومن أضاع الأمانة؟!

 

 

 

    الاربعاء ١ / ١ / ٢٠٢٥م يبلغ الوطن الشامخ السودان العيد ال ( 69 ) ، حيث تظل هذه الذكرى غالية على الشعب السوداني ، رغم ما أعتراه من وهن، ومؤشرات كثيرة تهدد وحدته وتفكك نسيجه الاجتماعي، رغم العواصم الكثيرة من هذه الهواجس، وحتى تثبت الايام عكس ذلك، مواقف رجال ونساء الحركة الوطنية حجر عثرة لكل من حاول محو هذا التاريخ العريق، نعم هنالك كثير من الدعاية المسمومة التي تسعى جاهدة لطمس جهد هؤلاء الرجال الذين ضحوا بكل نعيم الدنيا الزائل من اجل بصمة ترثها الاجيال حتى يرث الله الارض ومن عليها.. نعم وصل البؤس مداه من السودان الاعظم لهذا الشعب ، وهنالك من تمنى اذا الاجداد لم يخطوا تلك الخطوة بإخراج المستعمر البغيض ، لكنه تعبير يعبر عن اليأس والاحباط بما خلف من خلف من رجال الحركة الوطنية اضاعوا الأمانة وانشغلوا بذواتهم وسعوا للانتصار لانتماءاتهم الضيقة، فكيف ينظرون للملايين من ابناء الشعب الذين شتّوا بدول العالم وخاصة دول الجوار.. من المخزئ أن ينبري قائد سياسي أو عسكري ليهنيء الشعب بهذه الذكرى رغم عظمتها؟! ، فماذا تفيدني تهنئة روتينية من قادة عجزوا حتى عن بث الأمل في شعبهم.. إن الفداء والتضحيات ليس بمزيد من سفك الدماء وخاصة كل الضحايا من أبناء الشعب سواء كانوا عسكرين أو مدنيين ، بالطبع لا يمكن التشكيك في من قدم روحه فداءا للوطن ، ولكن انقاذ هذه الارواح تقع على عاتق القادة مهما كانت مواقعهم، لأن الخروج من هذه الكارثة يحتاج الى تنازل حقيقي من كل الاطراف، والاصرار على بلوغ الاماني عبر البندقية ضرب من المستحيل.. وحتى اذا تراءى تقدم عسكري لأي طرف فإن ثمنه باهظ لا شك ثمنه الذي دفع تجاوز الخيال فما بال الاستمرار في مزيدا من قتل وتشريد وتشفي من المواطن الذي اصبح بين حجري رحى، قد يرى البعض هذا الكلام مثالي وخيالي لابعد حد، لكن بعد أن قاربت هذه الحرب الطاحنة اكمال العامين اثبت خطل الانتصار العسكري فيها لأي طرف بؤسه، فهل بدل هذه التهاني الروتينية نتوقع أن توغظ هذه الذكرى الغالية القيادة و تنتبه لغسل هذه الرايات التي تعبر عن الاستقلال وتأتي هذه الذكرى وهي ملطخة بدماء الأبرياء نعم نحسبهم عند الله شهداء كل من قُتل بلا ذنب أو كل من قدم روحه بتجرد لما آمن به ، لكن هذه الرسالة بتجرد ودعوة صادقة للوقوف عندها من قبل من يملك قرار استمرار الحرب أو ايقافها .. بالتأكيد هذا صوت خافت بالنسبة للوالغين في دماء شعبنا ونسبة الاطلاع عليه ضعيفة جدا من قبلهم , ولكنه موقف نسجله لله وذمة التاريخ ، وتظل الكرة في ملعب من اضاع الأمانة فهل توغظه هذه الذكرى؟!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى