القيادي بحزب الأمة القومي امام الحلو في حوار مع ( ترياق نيوز) : الجيش هو صمام الأمان لوحدة البلاد هذا مبدأ دستوري والحديث عن أنه مطية للاسلاميين غير دقيق !

الانقسامات تضرب المجتمع السوداني رأسيا وعموديا وضعف القيادات السياسية في مواجهة
نحتاج علاقة جديدة .. وهنالك حديث مغلوط بأن حزب الأمة له عداء تاريخي مع مصر ..
نعم هنالك افراد من حزب الأمة القومي مع الدعم السريع وآخرين مع الجيش لهذا السبب
الانقسام وسط الاسلامين والمؤتمر الوطني حقيقي ولكنه ليس في مصلحة الوحدة الوطنية
حوار ـ ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
يرى عضو لجنة السياسات والقيادي بحزب الامة القومي امام الحلو بأن سيولة المشهد في السودان اعاقت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) في انجاز مهامها , ولذلك شهدت اجتماعات يوغندا الاخيرة انقسامات كبيرة في ما يتعلق بتشكيل حكومة منفى , وفي الأثناء أكد الحلو بأن الحرب الدائرة في السودان صراع بين جرنالين حول السلطة وتحولت لحرب اقليمية ودولية , وفي دوائر حزب الأمة القومي نفى بصورة قاطعة انحياز الامين العام للحزب الواثق البرير ونائب الرئيس مريم المهدي لمعكسر البرهان جاء ذلك وغيره في حوار مطول شمل عدة محاور تتابعون الجزء الاول منه في المساحة التالية :
ـ السيد امام في ظل تفاقم الوضع على الارض داخل السودان وآلة الحرب تحصد المواطنيين هنالك انقسامات تضرب فيه كافة المكونات سواء بين الاسلاميين المسيطرين على الوضع أو القوى المدنية وحتى مكونات الشرق فكيف تقرأ المشهد ؟
صحيح بأن الانشقاقات والانقسامات ضاربة رأسيا وعموديا في المجتمع السوداني , والحرب نفسها تعبير سياسي عنيف , والسبب الاساسي وسط القوى المدنية هو ضعف قيادات القوى السياسية المدنية في مواجهة الحرب وهذا سبب لعدم وجود بوصلة يتم الاستهداء بها في المجتماعات السياسية والمدنية , السودان منذ تاريخ الاستقلال كانت هنالك قيادة توجه البوصلة في اتجاهات معينة الآن الاصوات الداعية لوقف الحرب أصبحت ضعيفة نتيجة لحدة الاستقطاب والتدخل الاقليمي والدولي ,وفي هذا الوضع الراهن نحتاج لقيادات تسطيع أن تبرز الصوت العالي للمواطن السوداني العادي المتضرر من الحرب في ظل هذه الحرب الدائرة الانتهاكات من تدوين وقصف يقع المواطنين السودانيين في كل أو اغلب مدن السودان وحتى القرى , المواطنيين العاديين الذين ليس لديهم أي إنتماء لطرفي الحرب أو سياسي أو ايدلوجي هم الاغلبية وهم الذين اصبح صوتهم الآن ضعيف , القوى السياسية والمدنية عليها ان تبرز هذا الصوت امام الرأي العام الدولي والعالمي والمؤسسات الأممية .
سيد الحلو حسب متابعتك هل الانقسام بين حزب المؤتمر الوطني المحلول أو الاسلاميين عموما هل هو صراع حقيقي يمكن يقودنا لمشهد أسوأ من الآن أم صوري ؟
أنا أعتقد الصراع بين الاسلاميين أو أجنحة المؤتمر الوطني صراع حقيقي وليس من مصلحة الوحدة الوطنية , صحيح نحن ضد سياسات المؤتمر الوطني وضد الانقاذ وثورة ديسمبر قامت لإزالة المؤتمر الوطني والانقاذ لكن انشقاقات المؤتمر الوطني وتوزيع العناصر المؤيدة لاستمرار الحرب بين تيارات مختلفة يعقد المسألة في مواجهة هذا الموقف أكثر و وانا لا أتصور بان هذه الانقسامات فيها تحول حقيقي نحو وحدة السودان أو استعادة الثورة من قبل أي طرف , بل هو صراع من أجل المكاسب والإرث المتعلق بالثروات على مستوى السلطات من قبل الطرف الذي يتحكم في القوات المسلحة .
ـ هل تعتقد بأن القوات المسلحة يمكن ان تُكَون مخرج من هذه الانقسامات والخروج من هذا المأزق سلميا وليس عسكريا أو هي نفسها تعاني من الانقسامات بسبب صراع الاسلاميين ؟
الجيش هو صمام الأمان لوحدة البلاد هذا مبدأ دستوري , والحديث عن أن الجيش السوداني مطية للحركة الاسلامية كلام غير دقيق , لأن الجيش فيه جنود وضباط وضباط صف وطنيين , ولكن بلا شك بأن الحركة الاسلامية مسيطرة على عصب القوات المسلحة عبر حكم الانقاذ لمدة ثلاثين سنة والجبهة الاسلامية التي قامت بالانقلاب فجر 30 يونيو 1989م وكان فصيلهم في الجيش معروفين ضباط يتبعون الحركة الاسلامية وهذا ايضا لا يعني بأن الجيش مطية لأي تنظيم سياسي سواء حركة اسلامية أو مؤتمر وطني وغيره , لكن بلا شك بأنه الآن خلال هذه الحرب هنالك قيادات مؤثرة سواء كانت مدنية أو عسكرية تتبع لتنظيم الحركة الاسلامية تؤثر في الجيش السوداني وأفقدت الجيش السوداني الدعم الوطني المطلوب في هذه المرحلة .
ـ سيد امام أي جهة تدعي بأن حزب الأمة القومي يقف في صفها وأي مبادرة تظهر تجد قيادي أو بعض القيادين داخلها بأن حزب الأمة ممثل وحتى صف دعم الحرب فيه قيادات من حزب الأمة القومي ,هل ذلك لعظمة هذا الحزب أم لفقدانه البوصلة وكيف تفسر ذلك ؟
صحيح بأن حزب الأمة حزب كبير وحزب جماهيري عريق وفي كل ولايات السودان له وجوده وله مؤسساته , ولكن القيادات تفرقت لدعم مواقف سياسية أخرى غير الموقف الرسمي لمؤسسات الحزب , ولكن القاعدة في حزب الأمة داخل السودان وخارج السودان ما زالت متماسكة وتعي دورها وتعرف أهدافها , صحيح هنالك بعض القيادات متفلتة وهنالك افراد مع الدعم السريع في مناطق سيطرته أو مع الجيش في مناطق سيطرته وهذه أوضاع غير طبيعية وتحكمها عوامل مختلفة , ولكن تواجد أي مشاركة لطرفي الحرب بصفة رسمية , أما المبادرات المدنية التي تظهر دائما حزب الامة يسعى لتوحيد الجبهة المدنية , مثل الاحزاب التي دعت لجبهة مدنية عريضة هذه من اطروحات حزب الامة , وهنالك مبادرات كثيرة من حزب الامة تجد الدعم والمساندة الجماهرية من خلال تواجده وتوجد كثير من المبادرات يدعمها الحزب طالما تتماشى مع خط الحزب ومن واجب الحزب ينخرط في مبادرات تحقق اهداف الحزب مثل وقف الحرب أو اقامة نظام ديمقراطي وحكم راشد كل هذه
اطروحات موجودة في الساحة توافقت مع الحزب واطروحاته ليس لدينا اي مانع , ونحن دائما ندعو لتوحيد الجبهة المدنية العريضة دون اقصاء أي طرف ما عدا جماعة المؤتمر الوطني حتى تتم محاكمتهم ومعرفة المجرم من غيره .
ـ في آخر زيارة لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ل بورتسودان اطلق تصريح يؤكد عزم جمهورية مصر العربية دعوة القوى المدنية السودانية في اطار مبادرتها لوقف الحرب الدائرة في السودان في ظل صمت وظهور مبادرات أخرى قد تسحب البساط من الشقيقة مصر فكيف تقرأ الدور المصري ؟
مصر بالنسبة لنا مهمة جدا والعلاقة مع مصر نحتاج لإعادة بناءها بعد وقف هذه الحرب واعادة بناء دولة في السودان ولا بد من أن تكون هنالك علاقة جديدة مؤسسة على مفاهيم جديدة , نحن في حزب الامة متهمين بأن علاقتنا مصر متوترة وخاصة العلاقة مع الحكومات المصرية , وهذا الحديث غير صحيح وهنالك من يروج بان مصر استعمرتنا في عهد المهدية وما بعد المهدية والحقيقة السودان لم يستعمر من مصر , حيث في العهد التركي مصر نفسها كانت مستعمرة من قبل الخلافة العثمانية وما بعد المهدية مصر كانت محتلة من قبل الانجليز تحت التاج البريطاني لذلك الاستعمار بالنسبة لنا كان تركي وبريطاني بل عثماني في التركية السابقة , ولذلك لا بد من ازالة هذه الشوائب ما بيننا وبين الشقيقة مصر لأنه من غير الروابط التاريخية هنالك روابط استراتيجية نحن كسودانيين ومصريين تربطنا , دور مصر الآن أعتقد متأخر على ما يجب أن يكون من أجل إنهاء هذه المأساة في السودان , لأن مصر لها دور مؤثر اقليما , صحيح قبل ذلك عقدت مؤتمر دول الجوار في القاهرة وفي انجمينا وكذلك مبادرة القوى السياسية والمدنية المؤتمر الذي أنعقد في يونيو الماضي لكن حتى الآن لم تشاهد تطور ولا أدري هل توجد مبررات للحكومة المصرية أم هنالك عوامل أخرى أكثر أهمية منة المسألة السودانية أنا لا أعتقد ذلك بالنسبة لمصر , لأن السودان أولوية قصوى بالنسبة للسودان وهي حريصة على أمنه وسلامته لأنه امتداد للأمن القومي المصري , وهذا يتطلب اتفاق حول علاقة جديدة بأسس جديدة بين مصر والسودان وبين مصر والسودان ودول حوض النيل وهذه المسألة نحن في حوجة للنقاش فيها مع إخوتنا المصريين على مستوى الحكومة ولكن العلاقة ما بين الشعب المصري والشعب السوداني راسخة , ونحن الآن في اطار النزوح الكبير اتجهنا لمصر واستقبلنا الشعب المصري كما يليق بالعلاقة بين الشعبين وهذا هو الاساس الذي يمكن ان تنطلق منه العلاقات بين البلدين تربطهم واحدة من اهم الروابط و هو النيل شريان الحياة , إذن المطلوب الآن بأن يكون الدور المصري أكثر ايجابية ويلعب دور كبير لإنهاء هذه الحرب والانحياز للشعب والعمل على خروجه من هذا المأزق .
أخيرا كيف تنظر للمتغيرات الدولية بعد وصول ترامب لكرسي الحكم مجددا وكذلك التغيير الذي حدث في سوريا واثر ذلك على ما يحدث في السودان ؟
بالتأكيد التحولات الدولية وما يحدث في دول المنطقة له تأثيراته الدولية , خاصة بعد التغيير الذي حدث في الإدارة الامريكية في الشهر القادم وسياسات الحزب الجمهوري بالتأكيد مختلفة من الديمقراطيين , نحن ننظر لهذا التغيير بأمل أن يحدث أثر ايجابي وخاصة بأن الحرب الآن في السودان قاربت العاميين وما زالت متصاعدة وحتى اللحظة ليس هنالك مجهود جاد لوقف هذه الحرب , وبدون شك بأن امريكا دولة مؤثرة في السياسة الدولية وفي المنطقة وفي الاقليم ولذلك مهم جدا معرفة استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية تجاه السودان واتجاه المنطقة , ونحن في حزب الأمة وخاصة في لجنة الساياسات ندرس السياسات التي يمكن ان تتخذها الادارة الامريكية , صحيح الآن تم تغيير المبعوث الامريكي توم بريللو و يوجد تغيير في السياسة الامريكية التي كانت معلنة , نحن نعتقد بأن الاستراتيجية المطلوبة من امريكا ينبقى انها تنبني على المواقف المطلوبة التي يدعو لها الشعب السوداني .