عبدالباقي جبارة .. يكتب.. ( فزع الحروف ) ..(هولوكوست) السودان !
لعل العالم المحتضر أو الدول الغربية على وجه التحديد تقف عند الحقبة السوداء للنازيين، أو ما يسمى بحقبة ( الهولوكوست) بقيادة أدولف هتلر الذي استولى على السلطة في المانيا، هذه الحقبة التي استمرت من العام 1933 الى 1945م عندما هزم الحلفاء المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، حيث مارس النظام النازي عمليات الاضطهاد والقتل الممنهج الذي نُفذ بحق العديد من المجموعات العرقية والسياسية ، وتحديدا الإبادة الجماعية لشعب الغجر الروم والمعاقين والمعارضين السياسين وغيرهم.. هذه الحقبة السوداء ما زال التاريخ يذكرها ويصنفها مقياس لبشاعة انتهاكات حقوق الانسان وقد حدثت في عهد اكثر ظلامية وكان الاعلام اكثر تخلفا وصعوبة الحصول على المعلومة وصحافة الانترنت لم تظهر بعد .. فما بالنا اليوم نشهد ( هولوكوست) جديدة ولا نقول مصغرا بل يفوق الحدث التاريخي وبما أن التاريخ سجل ضحايا النازيين حوالي إحدى عشر مليون انسان فالآن حرب السودان صحيح احصائيات القتلى مئات الالاف هؤلاء قضوا بٱلة الحرب الفتاكة مباشرة، لكن المرشحين للموت جوعا بالارقام المليونية يتجاوز محرقة الهولوكوست، حيث وثقت المنظمات الأممية رسميا بأن هنالك اكثر من (٢٤) مليون في السودان وصلوا المرحلة الخطرة للجوع، اضف الى ذلك القتل الممنهج والاستهداف على الاساس الاثني والقبلي والتصفيات السياسية، وكذلك سياسة التجويع الممنهج كلها اساليب على مسمع ومرأى العالم بل هنالك ما يتم نقله مباشرة عبر البث المباشر عبر الوسائط، كل ذلك يحدث والعالم بتفرج ويضرب بمواثيقه عرض الحائط سواء ميثاق حقوق الانسان الذي وقع عليه السودان حتى قبل استقلاله ومواثيق الأمم المتحدة التي يعتبر السودان عضو اساسي فيها.. يا شرفاء العالم الشعب السوداني امام النازييّن الجدد ، الشعب السوداني يتعرض لإبادة جماعية من طرفي الحرب دون أن يرف لهم جفن، وكلُ له ممبرراته لما سقطوا من ضحايا وكل الشواهد على الارض تؤكد بأن ما يصل لوسائل الاعلام من جرائم ما هي إلا راس جبل الجليد ويا ليتها رحى الحرب فقط ، بل كوارث الأوبئة وكوارث الطبيعة من غرق سيول وفيضانات حتى من غير موسم الفيضان.. والأدهى والأمر الحديث عن حجم هذه الكوارث محرم ومجّرم ، انتزاع الوطنية والولاء للوطن والاتهام بالعمالة والارتزاق لكل من يقف في صف المواطن ويعكس مأساته..
هذا النموذج السيئ نحاول رسمه بالكلمات وتعجز الحروف عن الاحاطة به لكن لا بد من محاولة التعبير، ليس عشما في ان يهِب العالم لنجدة هذا الشعب المغلوب على أمره، بل الامل في إرادة السماء وخاصة بأن المأساة بلغت قمتها وستتراجع حتما وسيتوشح العالم بهذا العار الذي سيكون أسوأ من عار النازية الألمانية .. بل هؤلاء الذين نشاهدهم الآن نازيين الألفية الثالثة وستأكل فظاعاتهم بعضهم البعض فاليواصل العالم هذا الصمت المخزئ !!…