عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ( فزع الحروف) .. ١٩ ديسمبر لم تكن حدثا عابرا !..
اليوم الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤م اكلمت الثورة السودانية التي اندلعت في ١٩ ديسمبر ٢٠١٩م عامها السادس ولم تخبوء شعلتها، لانها لم تكن حدثا عابرا ولم تكن حرب ١٥ ابريل الا واحدة من محطاتها ليقضي الله على خبثها ويصطفي منا شهداء، ومن تجلياتها أن يشارك فيها جميع اهل السودان الذين يؤمنون بها والذين لا يؤمنون بها، الذين لا يؤمنون بها شاركوا فيها بفعالية وقوة ليس حبا فيها بل تقودهم اسرار هذه الثورة كأنهم ( يساقون الى الموت وهم ينظرون) ، وعندما أدركوا كننهها بدأت المقاومة العنيفة باشعال هذه الحرب اللعينة وظنوا وان ظنهم كله إثم بأن اغراق البلاد في الدماء وافراغها من الثوار حتى يخلو لهم وجه ابيهم ذات الدكتاتور بقناع جديد وتماهوا معه قتلا وتشريدا بكل قوة يملكونها او لا يملكونها فتمكنوا من توسيع دائرة متاهتهم لكن هيهات لهم الافلات من معصم هذه الثورة، حيث الذين يؤمنون بها معظمهم شتى بدول الجوار وظهروا كشموع تضيئ ذاك المعصمِ، فاليوم ذكرى ميلاد الثورة المجيدة، ونحن ابناءها لم تصمت حناجرنا ملء افواهنا، نحن الديسمبريون عائدون عائدون وإن امتلأت الميادين بالجماجم وارتفعت اصوات الطغاة بالتهديد والوعيد نحن عائدون لنغسل بالحرية دم الشهيد ، ونملأ الميادين بالهتاف والنشيد.. ( الثورة ثورة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل ) وتزغرد الكنداكة ويا والدة يا مريم العامرة حنية ، ويهتف اطفالنا الصغار، حرية، سلام وعدالة والثورة ثورة شعب..
هذه ليست امنيات ولا احلام يقظة ، واصحاب الألباب يدركون بأن الثورة مأمورة وأنها لم تصبح خيار بل من الثوابت الكونية أو هكذا نراها وحتما بالغة اهدافها وإن طال المسير.. وكل الوطن والديسمبريون بألف خير..