د. ابراهيم الامين .. يكتب.. ( القضايا السبعة) ..علاقة الدين بالدولة (7-1)
العلاقة بين الدين والدولة والجدل حولها قديم , وفي الاسلام لا توجد سلطة دينية لذلك يقال : أن تدخل الدولة في حياة الناس وحرمانهم من حقوقهم الاساسية التى كفلها الاسلام للمسلمين ولغير المسلمين غير مقبول اسلاميآ .
الشيخ جمال البنا وصف الحديث عن الدولة الاسلامية بانها دولة القيادة والفضيلة بأنه وهم لان الدولة أعجز جهاز يمكن ان يقوم بدور فعال في هذين المجالين وكل من يقرأ القران يلمس أنه يتقدم بخطابه للانسان او الناس او المؤمنين ولم يتقدم بخطابه الى جهاز او هيئه مع انه تحدث عن الامة الاسلامية مرارا, وحتى مثل هذا النص قال تعالى ( الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) صدق الله العظيم , من الواضح أن الخطاب للمؤمنين بمعنى ان الدولة بالياتها قد تساهم في توعية الناس عبر مؤسسات التنشئة وغيرها ولكنها لا يمكن ان تفرض عليهم بقرار, فالقيادة والفضيلة ليست في القرارات التى تفرض على الناس , وانما في ان يكون الحاكم قدوة وان تكون الدولة عادلة ومن الخطأ أن تلجأ جماعة من الناس للقوة لفرض الايمان ,فالايمان لايأتى الا بالاقناع والموعظة الحسنة وهذا واجب الدعاة والحكم في الاسلام ليس غاية بل امانة ومسؤولية والحكم في الاسلام يستهدف توفير احتياجات الناس المادية واتاحة الامن والطمأنينة في المجتمع والقرأن الكريم يشير الى هذين الجانبين قال تعالى : ( أطعمهم من جوع وامنهم من خوف ) صدق الله العظيم .
الشيخ راشد الغنوشي في حوار له بمجلة (قراءات سياسة) التى يصدرها مركز دراسات الاسلام والعالم تحدث عن التطور الهائل الذي أنجزته الحضارة الغربية إذ قال : كيف لاننتبه لهذا الانجاز وأن نعتبر انفسنا الأولى بهذه الحكمة السياسية لانها نقلت شورانا من مستوي القيمة الأخلاقية العقدية الى كونها اداة عمل تنهض بمهام تنظيم الحياة السياسية بمنأى عن العنف والتسلط والقهر والكبت وما المانع عقيدة ومصطلحآ أن نعتبر النقلة من حكم الطبيعة الى حكم العقل نقلة هائلة في اتجاه الاسلام إذ ليس من عقبة في طريقنا نحن حملة المشروع الإسلامي وأشد نكالآ من الديكتاتورية والإرهاب وأن يكون العمل لإسقاط الديكتاتورية والقهر موضوعآ إسلاميآ إذ انه يرفع الاصار والاغلال عن العقول والارواح ويتيح لها فرصة التأمل والمقارنة والدراسة والتمحيص والحوار وذلك اعز ماينشده الأنبياء والمصلحون .
فيما ذكر السيد رئيس الوزراء السابق عبد لله حمدوك في خطابه الختامي لمبادرة تقديم باثيوبيا ما يلي :
تظل قضية وقف الحرب والعمل على بناء كيان الدولة السودانية مقدما على كل الخلافات الأيدلوجية والسياسية والمطلبية .
السيدات والسادة إن وقف الحرب والحفاظ على وحدة الدولة السودانية وعملية تأسيس الدولة الديمقراطية المدنية وخلق مشروع وطني تقف فيه الدولة على مسافة واحدة من كل الاديان .
تعليق :
الدولة تقف على مسافة واحدة من المواطنين ….على اختلاف أديانهم ، ولا تقف على مسافة واحدة من الأديان ففي السودان لايمكن ان تقف الدولة على مسافة واحدة من الاسلام ومن البوذية كمثال …. وفي المذكرة الإصلاحية التي قدمها حزب الامة تحديآ لتقدم تم الاشارة فيه لهذه القضية
و في بريطانيا العلاقه بين الدين والدولة كان أول ما قامت به الملكة إليزابيث الاولى بعد اعتلائها العرش إقامة الكنيسة البروتستانتية الإنجليزية، وأصبحت الحاكم الأعلى لها. هذا وقد أسهمت تسوية إليزابيث الدينية في تطوير الشكل الذي عليه الكنيسة الإنجليزية اليوم .