اعمدة

امجد مصطفى امين.. يكتب ( كلمة وغطايتها) ..ورحل خال العيال!

 

 

 

    لم يكن عوض الكريم خال العيال مصرفيا بل إنسانا رائعا خدم بلده بكل مايملك من علم مسخرا كل علاقاته لوطنه السودان .
حكي لى الخال الراحل عوض الكريم ذات مرة كان هناك اجتماعا مهما لمحافظ بنك السودان مع عدد من مدراء بعض البنوك بطلب من الرئيس الراحل جعفر النميري لحل أزمة نقدية تواجه السودان لجلب وقود تسببت فيها احدي الجماعات لعلاقاتها مع احد البنوك وبعد ذلك الاجتماع كان أن استدعي المحافظ الخال عوض الكريم لمناقشته في هذا الامر والذي أكد للمحافظ أن لهولاء ظروفا معقده تواجه هولاء المجتمعين وبالتالى من الصعب عليهم توفير هذه الاموال فاندهش المحافظ لحديث الخال الواثق فكان أن أصر المحافظ من الخال عوض بمرافقته الي القصر الجمهوري لمقابلة النميري.
فكان ان تم الاجتماع وشرح فيه الخال بكل بساطة كيفية حل أزمة الوقود تلك في ذلك الوقت فانتهي الاجتماع في ساعة متأخرة واسطصحب النميري معه في عربيته خال العيال بحكم أنهما الاثنان يسكنان ودنوباوي وبيت المال بامدرمان علي التوالي.
ومن وقتها صار خال العيال هو الرجل المقرب من النميري لجلب البترول والدقيق وخلافه وحل الازمات وكسب ثقة رئيس الجمهورية لعلمه المصرفي الغزير ولامانته وثقته وعلاقاته الواسعة مع المسؤولين في الخليج دول البترول خاصة الراحل الحكيم الشيخ زايد آل نهيان.
مما لاشك فيه أيضا ساهم خال العيال في تحريك ودفع العملية الاقتصادية والانفتاح علي عالم المال والأعمال وشهدت فترته وعلي يديه إفتتاح المئات من البنوك الأجنبية سواء في الخرطوم أو الولايات ولم يكتف خال العيال عند هذا الامر بل أتاح العديد من الفرص للكثير من الشباب للعمل كمصرفين شقوا طريقهم بنجاح الي عالم العمل المصرفي والبنوك ولعبوا دورا بازار في مجال المال والاعمال والاقتصاد الوطني.
رحم الله الخال عوض الكريم خال العيال بقدر ما قدم لوطنه وللعمل المصرفي الذي شهد في عهده نهضة إقتصادية كبري محليا وإقليميا.
نم قرير العين يامن ربيت وعلمت.
“وإنا لله وآنا إليه راجعون”
أمجد مصطفى إمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى