اعمدة

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ( فزع الحروف) .. الأعيسر ( نجض شغلتو) !

 

 

 

 

   بالأمس جمعتنا جلسة مؤانسة مع زملاء أعزاء على ارض الواقع ، رغم أن هنالك قروب واتساب ( عاجل) لصديقنا الصوفي صلاح حمد متواجدين فيه على مدار ال ٢٤ ساعة ، وكان بيننا في هذا القروب صديقنا سابقا ( خميرة العكننة بإمتياز) الأعيسر قبل أن يصبح ( الوزير الأوبهة) الآن، بالأمس سألني صديقي العزيز معاوية الجاك الرجل المهذب الذي يكتفي بالفرجة على المناكفات، فكان سؤاله ببراءة لماذا توقفت عن مناكفة ( الأعيسر) يا عبدالباقي بعد أن أصبح وزيرا طمعا ولا رهبة؟! فقلت له ولا هذا ولا ذاك، فقصصت عليه حكمة تروى عن الشيخ قريب الله حيث قالوا : ذات يوم كان يسير في موكب مُهيب وسط حورايه فوجد في قارعة الطريق رجل يفعل ما تفعله النساء ، حيث يجلس على ( حفرة دخان) وريحة الطلح مع ( الكركار) تجيب الطاش ( هذه طقوس نسائية) سودانية بحتة لا يفهمها الا السودانيين)… فوقف الشيخ قريب الله جوار الرجل وكال له المدح : ( دا الكلام وخير ما فعلت وانت الصاح وهذه الافعال ولا بلاش) ، وسط حيرة الحيران كيف لرجل زاهد وعابد وهو قطب من اقطاب الصوفية أن يمدح رجل ( مخنس) أي يصنف جنس ثالث في تصنيفات ( الجندرة) الحديثة ، وبالطبع لا احد يشك في الشيخ قريب الله واخلاقه والحيران متأكدين بأن هنالك حكمة وراء تصرف الشيخ قريب الله ، فأنتهز احد الحيران المقربين للشيخ لحظة خلوة فسأله : يا أبوي الشيخ انا عاوز أعرف سر مدحك لذاك الرجل الذي لا يشبه الرجال في شئ شنو) ؟! فقال الشيخ قريب الله : ( يا ولدي انا ما لي شأن في افعاله لكن عجبني بأنه منجض شغلتو).. فلذلك عندما سألني الاستاذ معاوية عن سعادة الوزير الاعيسر فطلبت منه مشاهدة ( فيديو) متداول في الوساط للأعيسر وهو أطفأ على منصب وزير الاعلام في السودان هيبة وجمال ومنظر السيارة ذات الدفع الرباعي ( اللاندكروزر) تقف بطريقة كأنها عروس وسط الساحة وتطلق انوار مختلفة الوانها كأنها تحتفي برأس السنة الميلادية، والحرس ذو العضلات الجامدة ينزل بكل خفة ورشاقة ويفتح الباب الخلفي ليهل علينا السيد الوزير بابتسامة عريضة تشكل تناغم مع ربطة العنق المتدلية كخصلة حسناء ليصطف كل المسؤلين في أدب جم وهم مشبكين اياديهم تحت اقفاصهم الصدرية ، لا يتكلمون ٱلا من أذن له الناطق الرسمي باسم الدولة وقال صوابا، وهو يتجول وسط ( ورق البنكنوت) الذي تم استبداله في عملية تغيير العملة الأخيرة . والرزم مرصوصة أعلى من هذا الوزير القصير المكير ، وظل الاعيسر يلقي نظرة يمنا ويسرا ويتحرك كل الموكب بحركته، وصراحة هذا الرجل وبهذا الفيديو أطفأ على المنصب هيبة أكثر من بشارة أرور في عهد الانقاذ الاول الذي ( نطط) في ستة شهور في ثلاثة وزارات الثروة الحيوانية، الاعلام ثم الداخلية، بل أكثر من حسن طرحة الجعجاع الذي انبرى لمناكفة فيصل محمد صالح في الجزيرة القطرية.. وإذا تجاوزنا روضة الحاج التي لم تصرف ماهية وأطاحت بها ثورتنا الابية وبدد حلمنا فيصل محمد صالح إرضاءا للطقمة الكيزانية، فكان حظ حمزة بلول لنبدأ عهد شر البلية ٢٥ اكتوبر المشؤوم الذي قادنا لهذه الحرب الوجودية، وعند سعادة الوزير الأعيسر ( تصحيح مسار) وفرصة جهنمية فأغلق كل الابواب التي طرقها سابقا وغادر ( قروب عاجل) فلا عزاء للعهود النضالية والزهد في المناصب الدستورية والجميع يعلم بأنها هدف واحلام مخفية، فكان له ما سعى اليه بكل انتهازية فجلس في هذه ( الأوبهة الوزارية) وحقق احلامه الوردية ، و( المسار اتصحح) ..لو في ( زول نجض شغلتو زي الأعيسر) يورينا.. نتمنى لك طول اقامة في هذه النشوة العابرة يا صديقي الاعيسر ! ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى