حوارات

القيادي بتحالف قوى الاجماع الوطني الاستاذ. كمال بولاد في حوار مع ( ترياق نيوز) : . . يكشف عن تفاصيل دقيقة عن تحالف قوى الاجماع الوطني.. وماذا يدور داخل اروقة ( تقدم) وحكومة المنفى.. وأحداث ولاية الجزيرة

قوى الاجماع الوطني موجوده ككتلة لأن برنامجها المتفق عليه كحد أدنى أعلى من كل التنظيمات مثل (تقدم

 

 

 

 

فكرة الحكومتين غير ملهمة وفي واقعها انقسام ينتظر الاعلان ونأمل من طرفي الحرب الجلوس للتفاوض

 

 

 

حكومة بورتسودان فاقدة للشرعية منذ انقلاب 25 أكتوبر وطرح تشكيل حكومة داخل (تقدم) منذ مؤتمر التأسيس

 

 

 

 

 

عودة ودمدني يجب أن تكون محفزا لأطراف الحرب للتفاوض وما حدث بعدها من عقلية متطرفة لا تكفي مجرد إدانته

 

 

 

 

حوار ـ ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة

 

 

 

 

   الاستاذ / كمال بولاد مسيرة طويلة من النضال من أجل الديمقراطية وإنهاء الحكم الشمولي والدكتاتوري في السودان , توج ذلك بحكومة ثورة 19 ديسمبر المجيدة عقب الاطاحة برأس نظام الانقاذ البائد , وكان أحد مهندسي حكومة الحرية والتغيير والفاعلين فيها ممثلا لتحالف قوى الاجماع الوطني , ولكن تتويج الكفاح لم يكتمل لم تصمد حكومة الثورة أمام قوى الظلام , ليبدأ مرحلة جديدة أكثر شراسة في ظل حرب شعواء قد لا تبقي أو تزر , لكن أبن راية (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) يرفض أن ينكسها بحجة (أعياه النضال) , فهو يرمي في كل تحالف مدني سهم , عضو اللجنة السياسية لتحالف قوى الاجماع الوطني وعضو الأمانة العامة ل (تقدم) , بجانب أنه الأمين العام لحزب البعث القومي , فالنقرأ معه ما بين هذه الاسهم فهل تتقاطع أم ترمي في إتجاه واحد لتصيب (أعداء الوطن ) في مقتل ,فالرجل احد الرماة الحاذقين فالنطالع مهارة الاستاذ / كمال بولاد في المساحة التالية في تمرين خص به (ترياق نيوز ) :
الاستاذ / كمال بولاد بدءا نرجو تحدثنا عن قوى الاجماع التي ظن الجميع بأنها أندثرت بعد كانت متصدرة المشهد في عهد الانقاذ المباد ؟
قوى الإجماع الوطني تحالف سياسي شمل معظم القوى المعارضة للنظام الإسلاموي السابق وتكون منذ العام ٢٠٠٨م وتتطور عبر حوارات طويلة انتجت وثيقة البديل الديمقراطي والاعلان الدستوري التي شارك في اجازتهما وقتها احزاب مثل حزب الامه القومي, الشيوعي السوداني , الاتحاديين , البعثيين وحتى المؤتمر الشعبي بحضور المناقشات منى قبل زعيمه الراحل د. حسن الترابي والراحل فاروق ابو عيسى وآخرين، واجيزت الاوراق بعد حوارات نظامية امتدت لأكثر من سته أشهر، كما هو معلوم فيما بعد خرجت منه مجموعة تحالف نداء السودان، ليلتقيا ككتلتين في التوقيع على إعلان الحرية والتغيير , عشية التجهيز للمشاركة في انفجار ثورة ديسمبر/أبريل المجيدة وتنظيم الحراك الجماهيري، مع تجمع المهنيين وتجمع القوى المدنية والتجمع الاتحادي , حتى تكون تحالف قوى الحرية والتغيير، الان مازال تحالف قوى الاجماع متماسكا ككتلة رغم مشاركته في تحالف قوي الحرية والتغيير , ثم مشاركته في تحالف تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم ) كأحزاب ومنظمات وسبب وجوده ككتلة حتى الآن هو أن برنامجه المتفق عليه وقتها كحد أدنى يشتمل على قضايا اتفاق أعلى من كل برامج التحالفات القائمة مثل (تقدم ) الذي يعتبر تحالف حده الأدنى ايقاف الحرب والعودة إلى العملية السياسية ، اما قوى الاجماع اتفقت على تفاصيل منها البرنامج الاقتصادي وإدارة المرحلة الانتقالية وتفكيك النظام البائد الخ , وكل ذلك يصلح لان يكونا برنامجا مشتركا حتى لخوض الانتخابات ..والان يتكون من عشرة تنظيمات أحزاب منظمات ، ظلت تطور حواراتها باستمرار ومنها خرجت وثيقة الرؤية التي صدرت بتاريخ 5 يناير وتنظم الان قوى الإجماع اجتماعات مع القوى الفاعلة للحوار حولها .
ألا ترى وجودكم في (تقدم ) يشير الى أن قوى تحالف قوى الاجماع تجاوزه الزمن ؟
رؤية قوى الإجماع لا تتقاطع مع رؤي (تقدم ) , بل تتطابق وخصوصا فيما يتعلق ببناء المركز المدني الموحد للقوى الوطنية ، من أجل ايقاف الحرب وعودة العملية السياسية ، وهذا عمل يستحق كل الجهود الوطنية ، والان (تقدم) بكامل فئاتها تعمل و تبزل مجهودا من أجل توسيع إطارها في سبيل بناء المركز المدني الموحد كخطوة مدنية مهمة لإيقاف الحرب .
لماذا فشلت (تقدم ) في تسويق نفسها جماهيريا رغم نجاحها لدى المجتمع الدولي ولا سيما الغرب ؟
بالتأكيد حالة النزوح واللجوء التي يعيشها الشعب السوداني بعد الحرب ، أثرت تأثير ملحوظ على الحراك الجماهيري ، بل هذه الحرب اللعينة تختلف عن كل حروب السودان بأنها أصابت مركز الدولة وفتت الفئة الوسطى التي كانت تلعب دورا اساسيا في بناء وجدان الوحدة ومركزا للعمل السياسي وقياداته ، ورمزية و مركزية مؤسسات الدولة، وهذا ظرف يصعب العمل الجماهيري فيه رغم أهميته ، كما أن من أهم نقاط ضعف (تقدم) عدم الجدية في العمل لإيجاد صيغ تنظم هذه الجماهير في النزوح واللجوء حسب ظروفهم رغم التأكيد النظري على ذلك ، اما قضية المجتمع الدولي والاقليمي فعلا هنالك اهتمام بها وبمؤسساتهما بهدف استقطاب مساعدة الخيرين منهم في حل الأزمة وإيقاف الحرب والضغط على اطرافها ، ومؤكد بعد التطور العالمي التقني وتداخل وتشابك المصالح لا يمكن لعاقل أن يتجاهل اهمية هذا الدور ولكن يجب أن يكون في إطار وعى متكامل بمصالح بلادنا ، وتقاطعات مصالح الآخرين، صحيح هنالك علاقات تجمع تقدم كتحالف للقوى الوطنية وبعض بلدان الاقليم وحتى في الإطار الدولي ، واتفق معك هذا يحتاج إلى توازن وأعتقد لحد كبير في الآونة الاخيرة الوضع افضل ، اما على الصعيد العربي ، معظم الاقطار العربية لطبيعة المنطقة وازماتها واشتعالها لم تكن على استعداد للنظر بجدية في أزمة السودان .ولكن لا يفوت عليك أن (تقدم) تحالف سياسي مدنى يبحث بكل السبل عن ايقاف نزيف الدم السوداني وإنهاء الحرب ، وتحالف يضم قوى وطنية مختلفة المرجعيات الفكرية تعرف مصالح البلد وتعمل لاستقرارها ووحدتها في هذا الظرف الصعب الذى صنعته الحرب ودعاتها.
ـ برزت خلافات حادة في اجتماعات (عنتبي ) الأخيرة بسبب اتجاه بعض الاصوات لتشكيل حكومة موازية أو حكومة منفى ما هي رؤيتكم في ذلك ؟
بالنظر للتجارب الماثلة حولنا فكرة الحكومتين لم تكن ملهمة , بل في واقعها قادت إلى انقسام ينتظر الاشهار والاعتراف الرسمي المتبادل وبالذات بعد تقاسم عائدات البترول والاتفاق على البنك المركزي كما في التجربة الليبية ، فوق انها كفكرة للتنفيذ في واقعنا السوداني أمامها تحديات يصعب تجاوزها بسهولة ، ونأمل أن يصل قادة الجيش والدعم السريع الى قناعة بأهمية التفاوض الذى يوقف نزيف الدم ويفتح الطريق إلى ايقاف الحرب وانهاءها.. وكفى الله المؤمنين شر القتال .
هل فكرة تشكيل حكومة لنزع الشرعية من حكومة بورتسودان طرح عارض من بعض الأعضاء أم واحد من أجندة (تقدم) التي تتبناها ؟
مسألة تشكيل الحكومة طرحت منذ المؤتمر التأسيسي(لتقدم ) من بعض الزملاء , وبعد مناقشات حول الفكرة وتداعياتها وتحدياتها تم تأجيل النظر فيها لمزيد من الدراسة ، حتى بعد أن طرحت من جديد في اجتماع الهيئة القيادية في ديسمبر الماضي وتم الاتفاق بعد مداولات طويلة داخل الاجتماع الى نقل الموضوع الى الالية السياسية , والتي تكونت بعد الاجتماع ومازالت تنظر في المقترح ، وفكرة تكوين حكومة تستند على تقديرات من بعض الزملاء في إنها تستطيع أن تنزع الشرعية من بورتسودان وتستطيع أن توصل الخدمات للمناطق التي لم تصلها بسبب الحرب ، بينما تقديرات أخرى ترى عكس ذلك وتعتقد ان الشرعية ظلت مفقودة منذ انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م الذى مزق الوثيقة الدستورية وادخل قيادات الطرف المدني منها السجون ،و هذا الموقف وسط أغلب القوى السياسية بالإضافة الى طبيعة آلية اتخاذ القرارات الكبرى فيها ، عموما (تقدم) تحالف كبير ويتكون من خمسة فئات كبيرة وهى القوى السياسية والجبهة الثورية والقوى المهنية والنقابية وتحالف القوى المدنية وتنظيمات لجان المقاومة ، ومؤكد تحالف بهذا الحجم لابد أن تكون هنالك تقديرات مختلفة وفقا للمحطات المختلفة من طبيعة المسار السياسي وخصوصا في ظل الحرب ، ناهيك عن تعقيداتها وتطوراتها…
استاذ / كمال فرحة كبيرة للشعب السوداني باستعادة ود مدني من قبضة الدعم السريع أعقب ذلك أحداث مؤسفة من بعض المحسوبين على الجيش السوداني مثل ما حدث في (الكنابي) وبعض قرى الجزيرة كيف تقرأ ذلك بين الحدثين ؟
لابد من تهنئة الذين تشردوا ونزحوا من ديارهم وعادوا اليها الان اذا تم ذلك ، والأمل عودة كل اللاجئين والنازحين الى ديارهم ،ومن حقهم أن يفرحوا بمجرد الامل بالعودة الى محط ذكرياتهم ، وستر اسلافهم ، بعنفوان عاطفي يحركه شجن الوطن الصغير ، ولكن ما حدث من انتهاكات تم توثيقها عبر الفيديوهات يقشعر لها البدن من الإنسان السوى ولم يكن متوقعا عند اكثر الناس تشاؤما تصل إلى هذا الدرك من الوحشية مما يعكس نفسية متطرفة لا يمكن أن تصنع استقرارا لهذا البلد المنكوب اهله ، عموما هذا الفعل المتوحش لا يستحق الادانة فحسب بل يستحق الوقوف الحاسم فكريا وسياسيا وقانونيا امام المنبع الذى انتجه وقدمه وبالا على الانسانية ، واوكد بهذه المناسبة أن ايماني المسنود بتجارب الحروب في السودان ، أن هذه الحرب ليس فيها منتصر ، لأن التجربة تقول عليكم بالنظر الى كل الحروب في السودان تبدأ صغيرة وسرعان ما تجد الدعم الدولي وتتوسع ، امامنا تجربة حرب الجنوب بدأت بتمرد محدود في العام ١٩٥٥م بتوريت ثم اخذت هدنة في ١٩٧٢م ثم استأنفت في العام ١٩٨٣م وانتهت في ٢٠١١م بفصل الجنوب، وبالتالي الصحيح أن اي تطور عسكري في مجرى الحرب يجب ان يقود الى تفاوض يفضى الى جيش مهني واحد ، ويفتح الطريق لحوار شامل وشفاف حول أسباب الحروب وأزمة البلاد الوطنية وبناء الوطن على أسس العدالة والحرية والسلام الدائم وتعويض الضرر، ولكن لغة التشفي وعبارات (بل بس) وغيرها حتى لو تم خروج قوات الدعم السريع إلى خارج الحدود ستظل بذرة الحرب تنتظر المياه من الداعين الذين هم كثر لتنبت من جديد وتسبب الصداع الدائم للاستقرار والسلام .ولذلك اتمنى أن تكون عودة أهل مدنى لديارهم محفزا للجيش والدعم السريع للجلوس على طاولة التفاوض والوصول الى اتفاق يوقف الحرب ويبني جيش مهني وطني واحد، ويكون مدخلا لنهاية الحروب في البلاد والى الابد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى