الكاظم هرون.. يكتب.. في وداع الفتى الأبنوسي “دينق قوج”
رحل الأستاذ والناشر والمثقف والبرلماني الجنوب سوداني “دينق قوج” أثر علة لم تمهله طويلاً في لحظة مؤلمة من الزمن، قد رحل عن عالمنا الفتى الأبنوسي “دنيق”، تاركاً وراءه فراغاً لا يمكن ملؤه قد كان “دنيق” رمزاً للأمل والنضال صنع الجمال الإنساني، وأنه كان جسراً بين البلدين جنوب السودان وشماله حاملاً أحلاماً وطموحات لا حدود لها.
حياة مليئة بالتحديات
ولد وعاش “دنيق” في سحر الطبيعة جنوبنا الحبيب حيث عاش مع التحديات اليومية التي تواجهها بلاده ماضياً وحاضراً كان دائماً يبتسم في القبول والأختلاف، ومؤمناً بأن الغد يحمل في طياته فرصاً أفضل تعلم من حياته المبكرة حتى أصبح ناشراً وبرلمانياً بدولة جنوب السودان أن القوة الحقيقية تكمن في المثابرة والإيمان بالذات.
حلم التغيير
كان “دنيق” شغوفاً بالعلم والإنسانيات، يرى فيه الأداة الأقوى لتغيير الواقع، أنه أجتهد خلال سنوات النضال وسعى جاهداً لتحقيق السلام والأخاء بين البلدين جنوباً وشمالاً منذ رحلته كفاحه الإنساني المستمر ويرى”دنيق” في حياته بأن من خلال العلم والمعرفة يمكن أن يساهم في بناء مستقبل أفضل للبلدين، كانت أحلامه كبيرة، ولا يفوتني أن أذكر آخر ما سطره الفقيد “دينق قوج” عن البلدين عبر حسابه الشخصي بالفيسبوك، قائلاً:
“مافي خيانة في دمنا عند الجنوبيين وناس الرنك وأعالى النيل كلهم … الآن نستضيف من أتى واستئجار منا … وقبل ذلك أغلب أنعام وأليات النيل الأبيض وسنار بطرفنا داخل حدودنا وفي عهدتنا…. فكيف يفكر البعض عن خيانتنا لأهلنا في الضفة الأخرى ؟؟؟
الكيزان والبلابسة أبعدوا عننا نحن ناس الحدود بين السودان وجنوب السودان… وديروا حربكم بعيداً عن نوايانا هنا وهناك”.
هذا يؤكد لنا أنه كان مؤمناً بأن لا شيء مستحيل مع الإرادة والعزيمة في بناء الإنسان قد نشر قيم التعايش السلمي بين البلدين جنوباً وشمالاً قبل وفاته.
الأثر الذي لا يُمحى
رحيل دنيق لم يكن مجرد فقد لشاب ومناضل واعد بل كان فقد لكل شاب طموح، فقد كان مثالاً وقدوة يحتذى به، وأيقونة لشباب جنوب السودان الذين ناضلون من أجل مستقبل مشرق، إن ذكراه ستظل حية في قلوب كل من عرفه، وفي كل من سمع عن قصته الملهمة.
وداعاً يا دنيق
ها نحن اليوم نقف في وداعك يا دنيق، وقلوبنا مثقلة بالحزن والأسى، لقد تركت بصمة لا تُنسى في حياتنا، نعدك بأن نواصل المسير على نهجك، وأن نحمل شعلة الأمل التي أوقدتها في قلوبنا، وداعاً أيها الفتى الأبنوسي، ستبقى ذكراك خالدة في النفوس.