تقارير

ترياق نيوز في حوار مع مدير مدارس الجودة التعليمية

لدينا 150 طالب يدرس مجانا من المتأثرين بالحرب بوفاة احد الوالدين

أجرنا في مناطق مميزة وهيأنا المباني وحولناھا من سكنيه الى اداريه

في ظل ظروف الحرب تضاءلت الطموحات لاننا نقدم الخدمه لنحافظ على السمعه والاستمراريه

حوار : رحاب إبراهيم

منذ إندلاع الحرب تاهت بوصلة التعليم في السودان فلم يعد هناك إنتظام في الفصول الدراسية سواء كانت داخل البلاد او خارجها فالتعليم السوداني اصبح غصه في حلق كل الاسر و الطلاب وبدأ اليأس يتسلل الي نفوس الطلاب و لكن سرعان تم تدارك الامر وفتحت المدارس في المناطق الآمن في ظل حرمان الطلاب في المناطق الملتهبة..

وبما ان عدد كبير من الاسر السودانية هربت من ويلات الحرب متجهة نحن جمهورية مصر تم فتح عدد من المدارس السودانية بالقاهرة وبعض المحافظات، هذه ايضا واجهة عدد من المشاكل لذا جلسنا مع مؤسس و رئيس مجلس إدارة مدارس الجودة التعليمية الخاصه د. عبد الله البدوي ليطلعنا علي سير العملية التعليمية و الصعوبات وكيفيه تخطيها إليكم تفاصيل الحوار…

حدثنا عن مؤسستكم….

انشانا المدارس قبل 15 عام في التعليم الاساسي ، وحققنا نجاحات كثيره، في ولاية الخرطوم كان لدينا حوالي 13 موقع والطلاب فوق الـ 15000 طالب في اخر احتفاليه لتفوق المدرسه.
في آخر احتفالية للمتفوقين في الخرطوم طلب وزير التربيه والتعليم السابق عليه رحمه الله في العام 2021 بان يكون لمدارس الجوده وجود في القاهرة لان المدارس كثرت فولابد ان يكون هنالك مدارس ذات جودة تعينهم على المنافسه بإستثناء مدرستين او ثلاثه مطابقة للاشتراطات لكن البقيه موجوده في شقق ومناطق نائيه .

وهل لبيتم طلب الوزير فورا..؟

نعم حضرنا الي القاھرة واجرينا دراسه تفصيلية كامله ووجدنا ان الثقل السكاني للجالية السودانية موجود في مناطق المهندسين، الدقي و فيصل ، مع وجود مدرسه واحده وهي ” مدرسة الصداقه” .

في العام 2022 وافق الوزير على فتح مدارس الجودة بالقاھرة ، من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوي ، بدانا تجربتنا في الثانوي للصف الاول بفصل نموذجي اقل نسبه قبول كانت 270 حتى تكون اول دفعه في العام 2025 ، و تم تأسيس المدرسه على اعلى طراز وكانت فعلا تحدي ولم يكن ذلك بغرض الربح انما بغرض مواصفات الجوده .

من الملاحظ تناولك لإسم ” الجودة ” بإستمرار…؟

اھتمامي بالجودة نابع من انھا رسالتي العلمية للدكتوراة في مجال التعليم ، و المدرسه عباره عن نموذج لتطبيق اجراءات الجوده والاهتمام بمواصفاتھا في كل العمليه التعليميه بدءا من اختيار الطالب وحتى تقديم الحصه والاحتفال والطابور ، وان المخرجات التعليميه كامله تعتمد على ثلاثه زبائن الاول هو التلميذ وكل العمليات تدور حوله لذلك خصصنا بيئه مثاليه له بعدد 24 طالب لكل فصل وھو المعيار الاعلى من اليونسكو الذي يعتمد من 25 الى 30 طالب في الفصل وذلك لتحقيق اعلى معايير اختيار الدقه المثاليه ليستطيع المعلم توزيع الوقت على كل طالب ليجد مساحه من الرعايه والمتابعه والاهتمام بدءً من المنهج الدراسي الى الوسائل التعليميه مثل المقررات الدراسيه الى كل المدخلات التعليميه المتكاملة وكذلك يعتمد الزبون الثاني وهو ولي الأمر الذي يأمل في ان يحقق ابنه تميز ورياده وتفرد ويرفع اسمه ومخرجاته في العمليه التعليميه ، اما الزبون الثالث هو المعلم الذي يحتاج الى تدريب وبيئه مثاليه وراتب موازي واهتمام ، لذلك العمليات الثلاثه داخل الرساله ولابد من تحقيق رغباتهم وطلباتهم وتطلعاتهم .

وهل استطعت تحقيق ما تربو إليه المدرسه في القاهرة..؟

نعم تخطينا السنه الاولى بتفرد وكنا علي اعتاب السنه الثانيه لكن في بدايتها حدثت الحرب واصبحت اعداد الطلاب كبيرة في القاھرة بسبب اللجوء وكان لابد ان نمنح الجميع فرصة اللحاق بفصولھم من الرياض حتى الثانوي ، فانشانا لكل منھا مبنى واخر للنظام الانجليزي لانه اصبح مرغوبا لدى الاباء .

كثير من الاسر تتخوف من المدارس ذات الاسماء المعروفه لان الرسوم عالية دائما…؟

رغم الظروف وشح الامكانيات مع ضغط الاسر عملنا علي تخفيض الرسوم الدراسيه لابناء العاملين والايتام مجانا ، والمتفوقين الى 50% ، كذلك لدينا اقساط من ثلاثه الى ثمانيه اقساط للتخفيف عن الاسر.
نربح فقط 10% من الرسوم لان تقديم خدمه مميزه من اجلاس الى تكييف وغيره ينقسم على 25 طالب وليس 40 طالب ، في ظل ظروف الحرب تضاءلت الطموحات لاننا نقدم الخدمه لنحافظ على السمعه والاستمراريه في ظل الظروف الصعبه .

ماذا قدمت الجودة للطلاب المتأثرين بشكل مباشر من الحرب….؟

رفعنا شعار المساندة لاي تلميذ تضررت اسرته بشكل مباشر بالقصف او وفاة احد الوالدين بسبب الحرب ان ياخذ منحه مجانيه ، استطعنا فتح فصول مسائيه مجانيه الان العدد الموجود لدينا في المدارس يفوق ال 150 طالب وما زالت الخدمه مستمره وكذلك نقدم لبس وكتب وكراسات وادوات تدريب وانشطه مدرسيه كل طالب لابد ان يكون لديه نشاط ” فنون وموسيقى ، كشافه ، كره قدم ، كره طائره… إلخ” وكل النشاطات امر اساسي ترغب الطالب في الحضور للمدرسة والتعليم.

كيف واجهتم إغلاق المدارس بعد قرار السلطات المصرية…؟

هناك مشاكل اخري وھي فتح المدارس باعداد كبيره لذلك تم اغلاق المدارس السودانية لاسباب كثيره منها مواصفات المدرسه والبيئه واحتوائھا علي عدد كبير من الطلاب .
نشكر جمهورية مصر علي تقديم الكثير وفتح ابواب المؤسسات لنستمر، وبالفعل وفقنا اوضاعنا أجرنا في مواقع سكنية مميزة ، ھيأنا المباني وحولناھا من سكنيه الى اداريه.

وغيرها من الاسباب ادت لاغلاق المدارس منذ شهر يونيو وتضررنا كثيرا لاربعه اشهر مع الكثير من الالتزامات .
حاولنا البحث عن مخارج وايجاد بدائل لمشاكل لم نجد اي مدارس بمواصفات يمكن ان تستوعب العدد الكبير لان المصريين ايضا مبانيهم مكتمله ، لذلك عملنا علي حل المسالة مع السلطات المصريه في المباني والحمد لله كل اللوائح والانظمه والضوابط التي وضعتها الدوله المصرية ملتزمون بها تماما.

هل هناك تواصل بينكم و الادارة التعليمية المصرية….؟

نعم تمت زيارتنا في حي الدقي من قبل الادارة التعليمية المصرية لثلاث مرات ، وفي انتظار قرار الاداره التعليمية لبدء الدراسة

الاطفال جاءو من السودان متأثرين نفسيا بالحرب ماذا فعلتهم تجاه ذلك…؟

حقيقية معظم الاسر السودانيه جاءوا بمشاكل نفسيه جراء حاولنا مساعدتھم عن طريق مكتب البحث والارشاد النفسي بالمدرسة الذي يجمع خيرة المختصين علي رأسهم الخبيرة د. اسراء عز الدين شبيكه بتقديم ارشادات ودروس ومحاضرات وتوعيه للاسر والاطفال لمعالجة الاعتلالات.

هل مدارس الجودة لديها انشطة اجتماعية اخري؟…

نعم لدينا خدمات نحو المجتمع لابد ان نقدمها وكذلك لدينا التزامات نحو الوطن ، حيث قمنا مع عدد من المدارس بمبادرة اسناد القوات المسلحة ، لدينا برنامج قومي نعمل عليه تأهيل الاذاعه وليالي الجوده الرمضانيه و حقيبة رمضان ، ولدينا عمل كبير جدا سنقوم به في الدعم الاجتماعي وهو واجب علينا.

هل هناك صعوبات واجهتكم خلال الفترة السابقة…؟

ھنالك صعوبات في الترخيص والتصديق فقط، لكن جميع الاشتراطات التي طالبتنا بھا سفاره السودان استوفيناها واودعنا كل مستنداتنا لدى السفاره والخارجيه المصريه والتربيه والتعليم قسم الوافدين فقط في انتظار الموافقات الرسميه من السلطات المصريه والتي لديها ايضا تحفظات وبعض التقنين لبعض المدارس ، صحيح تاخرت التصاديق قليلا ربما تكون بسبب الاجراءات ونتوقع في اي لحظه ان يتم الامر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى