وهنا أيضا جنرال ينقب عن دولة نائمة، تحت انقاض طروادة قادمة.
جنرال بات ينقب بجد عن سبيل لايقاظ “دولة الحاءات الثلاث” حاءا بعد حاء.. على أمل أن يعيد رميم كلها المركب برمته الي الحياة لو استطاع إلى ذلك سبيلا
فقد أعاد الجنرال المنقب الي الان على الأقل “حاء” الحركة الإسلامية الي حيز الوجود العلني عبر واجهة ما عرف ب”التيار الإسلامي العريض”، الذي كشف عن حقيقة ونوع وجوده وبنائه.. مبديا استعراضا عضليا أوليا في مناسبات دينية مختلفة، انتظمت خلال شهر رمضان الكريم عدة مدن من بينها الخرطوم.
بل ان قوائما بتشكيلات حكومية اتخذت سبيلها الي البحار الاسفيرية سربا، رجحت ان “حاء” حكومة الحركة الإسلامية بات في وارد ان يعود، وان على جرعات مخففة، وبوجوه مموهة مستترة.. كحال ماجري عليه الأمر في بواكير عهد حكم الاخوان الأول.
المهم فإن لكل ثورة.. ثورة مضادة لها، في الاتجاه والطبيعة والأهداف.. ثورة تدور الي عكس عقارب ساعة الثورة، تعمل علي فرض اسلوب وطريقة لعبها التي تريد.. وتنحو لتغيير قواعد اللعب ذاتها اغتناما لحركة واتجاه الريح.
فالثورات تتخذ مسارات متعرجة ولولبية.. بيد انها لاتذهب في خطوط مستقيمة كما يتصور البعض.
فالرهان في نجاح الثورات.. هو رهان على طبيعة الشعوب وخصائصها في المقام الأول.. فالشعوب الثائرة كالسيول، لا تغير مجاريها، ولا تبدل عاداتها، ولا تنحرف عن أهدافها مهما كان الثمن.
بل ان الثمن الافدح في جولة هذا الصراع ستدفعه قوي الثورة المضادة نفسها لا محالة.
بخاصة واني أجد ان الفصل الأخير من نبوءة حلاج العصر الاستاذ محمود محمد طه قد بات وشيكا، وأن “سوفاته” الثلاث الأخيرة اضحت أقرب للتحقق مع حالة “النعنشة” التي اعترت البعض منهم على وصف “حميدتي”.
فالمخيف ان النبوءة ترى أن هذه الجماعة.. سوف تدخل البلاد في فتنة تحيل نهارها الي ليل.
فاي فتنة ومن أي نوع هذه الفتنة التي ستحيل نهار بلاد مدارية مشرقة، لا تغيب عنها الشمس، الي ظلام دامس، وليل بهيم.
ثم ماهي مالات هذه الفتنة لو انها انفجرت بغتة تحت وطأة ضغط شارع ثوري ملتهب؟.
فالنبوءة تجزم ان الفتنة التي تمهد لاقتلاع هذه الجماعة من أرض السودان اقتلاعا.. سوف تنتهي بهم فيما بينهم.
لام.. الف
قد اخسر الدنيا.. نعم
لكني اقول الان.. لا
هي اخر الطلقات.. لا
هي ماتبقى من هواء الأرض.. لا
ماتبقى من حطام الروح.. لا.
محمود درويش
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا