تُعد التجربة السودانية في مجال الزكاة نموذجاً هاماً في المنطقة العربية والإسلامية يستحق النظر إليه بعين الإعتبار لفهم كيف يمكن للزكاة أن تكون رافداً إقتصادياً تخرج منه مشروعات منتجة تفيد الناس .وتحولهم من مستهلك إلى منتج .
حوار : هند بشارة
جلست صحيفة ” ” في نهار رمضاني مرتفع الحرارة مع الأستاذ الوليد عيسى الفاضل مدير عام الموارد المالية والبشرية – زكاة الشركات الإتحادية ، ورغم انشغاله والعمل الدؤوب إلا أنه استقبلنا ببشاشة وجه سودانية انعكست على عمله في منصبه وعكس وجه مشرف لأحد أذرع الزكاة .. وكان حواراً هادئاً خفف حرارة الجو ،مبشراً بأداء جيد للزكاة وبركاتها في هذا الشهر الفضيل .وابتدر الفاضل حديثه مهنئاً الأمة الإسلامية والشعب السوداني بحلول شهر رمضان المعظم أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات.
هلا أعطيتنا تعريف عن جباية الشركات؟
الشركات الإتحادية هي أمانة متخصصة لجباية زكاة الشركات بموجب قانون زكاة الشركات المؤسسة وفقاً لنص القانون للعام 1925م المعدل . وذلك عبر قطاعاتها المختلفة المتمثلة في القطاع الزراعي واتجاري والصناعي والموحد والمقاولات والتعدين والإستثمار وهي الشركات الحكومية المعدة للإستثمار .
تؤخذ منها الزكاة وفقاً لقانون الإستثمار الذي نص على ذلك .
كم يبلغ عدد الشركات الخاضعة للزكاة؟
جملة الشركات الخاضعة للزكاة تفوق ال(10,000) شركة.والتي تدفع الزكاة تتراوح بين (5,500)شركة .وهي شركات ملتزمة في دفع الزكاة .
واستدرك قائلاً –هنالك عدد من الشركات غير عاملة وبعضها مجهولة العنوان وبعضها شركات جديدة لم تكمل الحول .
وعن سؤالنا عن كيفية تحصيل المعلومات عن الشركات؟ قال
هنالك جهات ساهمت في إنجاح هذا العمل الكبير وعقد شراكات ذكية وهي الضرائب والجمارك واتحاد اصحاب اعمل وبنك السودان .
وبحمد الله تعالى ان زكاة الشركات في تطور مستمر وذلك بفضل الخبرات المتكاملة للعاملين والتدريب والتأهيل المستمر . كما ان المكلفين أصبحوا متفهمون للدور الكبير الذي تقوم به الزكاة فأصبحوا يدفعون زكواتهم طواعية للديوان لتطهير أموالهم .
وأضاف ان زكاة الشركات اهتمت بالمكلف من حيث استقباله وضيافته ليعكس الصورة الطيبة .
وهنالك اشادة من المكلفين بخدمات الزكاة وسرعة الاداء ونحاول تطوير خدماتنا وهي في مصلحة الفقير والمسكين .
استوقفناه وكان سؤال عن التهرب من دفع الزكاه.. رد قائلاً،
التهرب من الزكاة كان في السابق في بدايات عمل الديوان . ولكن الآن هنالك تفهم كبير من قِبل المكلفين .
التدهور الإقتصادي يؤثرعلى الشركات بطبيعة الحال ؟
بالتأكيد التدهور الإقتصادي والتضخم المستمر أدى لخروج بعض الشركات من سوق العمل.
ماذا عن الشركات المسيحية ؟
بحسب قانون الزكاة القديم 1990م كانت هنالك مادة تلزم بدفع عدالة إجتماعية وهي نفس نسبة الزكاة .ولكن قانون 2002م ألغى هذه المادة.
هذا يعني ان ملفات الشركات تقلصت ..؟ نعم ، تناقص عدد الملفات الموجودة ولكن هنالك شركات جديدة تفتح ملفات جديدة.
ومنذ أربع سنوات هنالك تطور إيجابي والميزانيات زادت الربط .
لماذ؟
قال ،ذلك يدل على ان العاملين منضبطين في عملهم وانهم على درجة عالية من الكفاءة صقلها التدريب والتعامل الجيد مما جعل المكلفين يدفعون الزكاة طواعية بل يسعون هم لدفع الزكاة.
ماذاعن الربط السنة الماضية.. وحالياً؟
حقق الربط السنة الماضية 2,500,000 مليار جنيه .
وهذه السنة الربط 6,000,000 مليار جنيه
وإن شاء الله ستتحقق.
بماذا تختم؟
نناشد جميع أصحاب الشركات الإسراع بدفع زكواتهم في هذا الشهر الكريم لما فيه من الخير الكثيرللفقير والمسكين . وندعو لهم أن يبارك الله لهم في أموالهم وأولادهم .