سحر عبدالعزيز .. يكتب .. حواء السودان.. جسد يدفع الثمن في معركة لا تعنيه !
في ساحات الحرب بالسودان،حيث تتصارع البنادق، يكون جسد المرأة هو الأرض المسلوبة التي تُسْتَبَاح. ليست "حواء السودان" ضحيةً عابرةً للصراع، بل هي هدف مُتعمَّد في استراتيجية الترهيب والإخضاع

في ساحات الحرب بالسودان،حيث تتصارع البنادق، يكون جسد المرأة هو الأرض المسلوبة التي تُسْتَبَاح. ليست “حواء السودان” ضحيةً عابرةً للصراع، بل هي هدف مُتعمَّد في استراتيجية الترهيب والإخضاع. معاناتها لم تعد مجرد تداعيات مأساوية، بل أصبحت جريمة ممنهجة تُمحى فيها كل معاني الإنسانية.
تحت نيران الحرب،تتحول حياة المرأة السودانية إلى جحيم مُرَكَّب، حيث يختلط الموت البطيء بالقتل السريع
القصد والمطاردة: الإبادة الجسدية: لم يعد الموت مجرد خطر عشوائي من القذائف الطائشة، بل أصبح إعداماً ميدانياً. تُقتل النساء في منازلهن أمام أطفالهن، أو أثناء فرارهن في الطرقات، أو في هجمات تستهدف بشكل متعمد التجمعات النسائية. جثثهن تظل مطروحة في العراء، شاهدة على وحشية لا تعرف الرحمة.
· الموت البطيء.. عندما يكون الجوع والمرض سلاحاً: حتى عندما تنجو من الرصاصة، فإنها تقف عاجزة أمام أطفالها وهم يموتون جوعاً. المجاعة، التي تُستخدم كسلاح حرب، تدفع بالأمهات إلى اليأس المطلق.
و انها ليست عملية قصد و مطاردة فحسب بل هي عملية تحطيم منهجية إنها تُقتل لأنها الحاضنة، المُربية، وحاملة هوية الأمة فالأمة التي تُقتل نساؤها بهذه الوحشية هي أمة يُراد محوها من الخريطة والإنسانة الصمت عليها جريمة لا تُغتفر.
خاتمة:
حواء السودان”التي كانت رمزاً للعطاء والقوة، تُحطم اليوم ببطء. صمودها الأسطوري في وجه هذه العاصفة قد لا يصمد للأبد. قصتها ليست مجرد رقم في تقرير إنساني، بل هي صرخة استغاثة إلى ضمير العالم.
إن إنقاذها ليس عملاً خيرياً فحسب، بل هو واجب إنساني ملح للحفاظ على نسيج المجتمع السوداني نفسه.





