اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. فزع الحروف ” .. معركة البقاء والأصنام !

نحن في معركة بقاء" هكذا أطلقتها الحسناء بعفوية عندما سئلت : ماذا عن الأحلام المؤجلة ؟ ، التعليم ، العمل ، الزواج ، العودة للديار الطموح ، فكانت إجابتها حاسمة وقاطعة : " نحن في معركة البقاء " أي اللهث وراء الحد الأدنى لما يبقينا أحياء ! ثم ماذا بعد أن نستطيع النجاة ؟! هذا التفكير فيه يعد ترف ورفاهية .

 

 

 

 “نحن في معركة بقاء” هكذا أطلقتها الحسناء بعفوية عندما سئلت : ماذا عن الأحلام المؤجلة ؟ ، التعليم ، العمل ، الزواج ، العودة للديار الطموح ، فكانت إجابتها حاسمة وقاطعة : ” نحن في معركة البقاء ” أي اللهث وراء الحد الأدنى لما يبقينا أحياء ! ثم ماذا بعد أن نستطيع النجاة ؟! هذا التفكير فيه يعد ترف ورفاهية .
وبالتأكيد وصف ” معركة البقاء” الوارد في الإجابة أعلاه ليس المقصود به معركة حرب الموتورين الذين يجملون الموت وسحق الشعب بأوصاف رنانة مثل معركة الكرامة , أو حرب وجودية ، وكذلك جلب الديمقراطية والحرية ، بل معركة البقاء المقصود بها السواد الأعظم المغرر بهم الذين يدفعون اثمان نزوات وطموح الذين يشعلون الحروب ويؤججون نيرانها التي تلتهم الاخضر واليابس وتطال الأحلام كذلك .. معركة البقاء تعني نحن لا ناقة لنا ولا جمل في حربكم المشؤومة هذه .. وحتى إذا لاحت بارقة لإنهائها لا نريد شئ يذكرنا بها لا اصنامكم أو المجسدين عليها ، هذا إذا استطعنا فعلا تجاوز مأساتها ومسحها من ذاكرتنا .
سمعت هذه الجملة بينما كنت أفكر مليا وساخرا من النصب التذكاري الذي وضعه والي الخرطوم احمد عثمان في ولايته وحسب خطاب مسرب لم نتأكد من صحته صادر من وزارة الإعلام بقيادة الوزير الهمام مبتدع الأصنام سارق أصواتنا في السودان من الإنس وألحان احيانا يجسد صنما ليرجمه وحينا آخر يجسد صنما ليأكله وعندما يشعر بإهتزاز عرشه يجسد صنما ليقربه زلفى لفرعونه كما حدث أمس . ونحن أحلامنا لم تتجاوز الإنتصار في ” معركة البقاء ” .. يا سادة .. هؤلاء يحسدوننا حتى في أحلامنا البسيطة هذه ويريدون سرقتها بمؤامرة من والي ولاية الخرطوم صاحب ملفات فساد المعتمديات التي ظن أنها تجاوزها الزمن بصنع البطولات المزيفة منذ عهد المعتمديات لبخدعه ” المطبلاتية ” الآن بأنه الوالي الخارق ، ونسى بأن هنالك جنود لا تروها ستباغتكم يوما ما بملفاتكم القذرة وقبل ذلك عين الله التي لا تنام والديان الذي لا ينسى . أما الوزير الفلتة ” السخوي ” كما يدلعونه لم يتجاوز بأن يكون فقاعة بدأت في التلاشي ولا يحتاج لأعداء قد مسح به الارض صانعوه أنفسهم .
هذا الثنائي صنع مجسم عباره عن صنم لقائد الجيش البرهان وهو يحتضن إمراة من الفاشر تجسد قمة مأساة الإنسان السوداني ، ولكنهم لم يسألوا أنفسهم ماذا استفادت هذه السيدة المسنة من هذه الصورة التي استخدمت كدعاية رخيصة ، هل ما زالت هذه المرأة في تلك الخيمة التي لا تغي البرد ولا الحرور ؟ هل ما زالت تلك المرأة تفقد أفراد عائلتها بين قتيل ومفقود بسبب هذه الحرب المدمرة ؟ هل ما زالت هذه المرأة تُستخدم صورها وأخريات في معسكر بائس كترويج للمنظمات لجلب مزيد من الأموال ولا يصل لمثل هذه المعسكرات إلا الفتات ؟! .. ياصناع الأصنام هذه المرأة ستعاديكم وقتيلها يعاديكم ومفقودها يعاديكم .. وهذه الأصنام لن تقربكم لله زلفى وإن قربتكم لفرعونكم ” ضعف الطالب والمطلوب ” . ونوعدكم وعدا الله ناصره بأن هذا الصنم الذي صنعتموه سيهده الثوار قريبا كما هُد صنم صدام في العراق والاسد في سوريا ،، وعلى يد الذين يخوضون ” معركة البقاء ” من أجل الحياة وهم صامتون ! ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى