مقال

السفير . الصادق المقلي .. يكتب .. قبل انعقاد الاجتماع المشترك في اديس ابابا.

في ظل الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط... و تكسير اظافر ما تسميه واشنطن بوكلاء ايران في المنطقة بما فيهم السودان حسب

 

  في ظل الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط… و تكسير اظافر ما تسميه واشنطن بوكلاء ايران في المنطقة بما فيهم السودان حسب التقديرات الأميركية و رصدها لتنامي الوجود الإيراني في بوزتسودان و منطقة البحر الأحمر.. فقدان إيران لحلفائها التقليديين فى سوريا و لبنان و الضربات المتتالية للحوثيين في اليمن بدعم لوجستي إيراني ،و القضاء على القوة الصلبة لحماس و انحنائها امام عاصفة الضغوط الامريكىة  ودعم واشنطن اللامحدود لإسرائيل في حرب غزة..
كل هذه المعطيات الإقليمية ، لا تترك خيارا للتيار الاسلامي في السودان ، في حالة رضوخ الجيش بقيادة البرهانََ و قبول الأخير بخارطة طريق الرباعية الرامية لوقف الحرب و إحلال السلام في السودان.. و حيث يجد التيار الإسلامي و كتائبه العسكرية في مواجهة ليس فقط مع كلا الدعم السريع و الجيش في حالة توصل الطرفين إلى تسوية سياسية تنهي الحرب و تعيد المسار الدستوري و التحول الديمقراطي.. بل ايضا مع المجتمع الدولي و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية. التي سوف تفرض المزيد من العقوبات علي قيادات الاسلاميين… سيما و انهم كنظام استعصي عليهم مواجهة هذه الضغوط الغريبة و هم في السلطة حتى الأمتار الأخيرة و سقوط نظامهم.
من جهة أخرى.. السياسية الخارجية الترامبية في افريقيا تبنى علي الصفقات التجارية ، كما فعلت مع رواندا و الكنغو الديمقراطية… اي Peace Deal Against Investment
اعتقد ان دخول مصر أحاديا في خط الازم و بوصفها عضوا في الرباعية.. و استضافة البرهانََ في القاهرة و اقناعه ان لم يكن ممارسة ضغوط عليه للقبول بمبادرة الرباعية.. يشئ بان مصر و لا شك بتنسيق مع واشنطن..عدلت من موقفها المعروف و الداعم للمؤسسة العسكرية في السودان.. و هو موقف ظل ثابتا منذ خمسينات القرن الماضي.. اذ كما ذكرت ايمان الطويل على قناة الجزيرة.. بعد الثورة و ما صاحبها من تتريس لشريان الشمال و إعاقة حركة التجارة بين البلدين و ما انتهت اليه الحرب الحالية من إعاقة الدعم السريع لواردات مصر من منتجات في غرب السودان… انه قد آن الأول لتغيير مصر الذهنية المصرية في تناول مصر لعلاقاتها الخارجية مع السودان.. اذ كانت تقوم علي ان مصالح مصر في السودان لا تتحقق الا في ظل نظام عسكري.
هذا التبدل في علاقة مصر مع المؤسسة العسكرية… رغم تأكيداتها على ضرورة دعم المؤسسة العسكرية و مؤسسات الدولة و رفض أي كيانات موازية لهذه المؤسسة و رفض أي تدخل خارجي في السودان.. كل هذه الاكليشات التقليدية.. و هو موقف لكافة المجتمع الدولي و ليس فيه جديد.. هو بمثابة عربون مقابل قبول البرهانََ للرباعية..
و رغم ما يتعرض عليه البرهان في الداخل السوداني و خاصة في بورتسودان… حيث الحساسية المفرطة تجاه الرباعية…

رغم ان وزير الخارجية حاول جاهدا الالتفاف حول الرباعية و التبدل في موقف بوزتسودان ، بما اسماه (( خطة ترامب، و ضرورة الاستفادة منها في إنهاء الحرب في السودان.))
أعتقد أن هذه المبادرة ستمضي الي نهاياتها ابتداء من اجتماع الرباعية المزمع انعقاده في واشنطن في السابع و العشرين من اكتوبر الجاري من حيث ضربة البدايه لتنفيذ الرباعية و التفاصيل الخاصة بمراقبة الهدنة و من بعد وقف إطلاق التيار ، و الترتيبات في اطار المسار العسكري و مسار العملية السياسية.. من حيث الزمان و المكان و ما تفضي اليه من فتره انتقالية تمهد لانتخابات حرة ونزيهة في نهايتها..

و لا شك أن الاجتماع المشترك اليوم الخميس بين مجلس الأمن و مجلس الامن و السلم الإفريقي في أديس أبابا، سوف يضفي المزيد من الزخم علي المساعي السلمية في اطار الرباعية خاصة و ان كلا المنظمين اعربا من قبل مباركتهما لهذه المبادرة و تفاصيل المشاركة في هذه الجهود السلمية الرامية إلى إحلال السلام في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى