حيدر الفكي .. يكتب .. (حتى الآن) .. الإعتذار الفطير !

النعمان عبد الحليم الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني يعتذر للشعب السوداني بإسم الحزب عبر قناة الجزيرة ويقول سنظل نعتذر للشعب صباحاً وعشية لأننا أخطأنا في حق هذا الشعب ولا نكابر في ذلك.. الشعب السوداني حاسبنا عندما اسقط نظام الإنقاذ وادخلنا السجون وتمت محاكمتنا أدبياً وتاريخياً وجنائياً واستحقينا حقنا…..
لكن يا أيها النعمان الإعتذار وحده لا يكفي الإعتذار تصاحبه تبعات اهمها ان تبدئ كامل الإستعداد لتحمل المسؤولية وتقديم المجرمين الفاسدين للعدالة وتعويض المتضررين على المستوى النفسي والبدني والمادي وان يتم استرجاع كل الحقوق المنهوبة العينية والمالية للشعب.. عندها يمكن أن نفهم انه هنالك تحوُّل وانتقاد ذاتي لتجربتكم الكارثية على الوطن والمواطن..
لكن هذا يظل مجرد إستهلاك للكلام لن يمر على هذا الشعب الذي اصبح له مناعة منكم ومن تصرفاتكم..
كيف تعتذر للشعب وانت اشعلت في كل البلاد أسوأ حرب كارثية يشهدها العالم واصبح اكثر من نصف الشعب مشرد؟!
كيف تقول دخلتم السجون وقادتكم المجرمين الآن خارج اسوارها ابتداء من رئيسكم المخلوع حيث يلقى عناية خاصة خمسة نجوم وحتى أصغر َمجرم في حزبكم ويمارسون في عملهم الحزبي والسياسي بل هم الآن من يقود دفة هذه المرحلة نحو العدم من غير أدنى إحساس بالمسؤولية
انا استغرب لممارسة الكذب التدليس المستمر من قبل قادة هذا الحزب من غير ان يرمش لهم طرف مع انه معلوم ان التجارب الإنسانية تؤثر في مستوى فهم وادراك البشر ولكن يظل الأستثناء يكمن في منتسبي هذا الحزب الذي أذاق الشعب السوداني الويلات عبر اكثر من ثلاث عقود من الزمان مليئة بكل انواع الظلم والإستبداد والوحشية وبعقليتهم المجبولة على الدمار الشامل لكل من يقف في طريق مشروعهم الفاسد حيث تمت تسميته بالمشروع الحضاري زوراً وبهتاناً
والشئ الأكثر إيلاماً بأنهم مازالوا يمارسون هذا الخداع والكذب والتغييب عبر كل المنصات آملين ان ينطلي على هذا الشعب الذي عركته التجارب وعايش ويلات الحرب واقعاً مؤلماً ومريراً حيث كان ذلك محصلة افكار هذا الحزب الحاكم والجاسم على صدر الشعب السوداني الكاتم لأتفاسه..
ويكفي ان هذه المليشيا المجرمة مليشيا الدعم السريع الجنجويد واحسب انها فاقت المغول والتتار في بطشها ودمويتها هى صنيعتكم وحماية رئيسكم حيث صرح معبراً عن اعجابه بحميدتي حيث قال بكل بجاحة وصفاقة انه حمايتي ضارباً بالوطن عرض الحائط وعلى الملأ وليس في المجالس الخاصة.. انتم من خلقتم الجنجويد وتمت رعايته بإشرافكم فكانت النتيجة خراب سوبا من فعل عجوبة التي هى انتم وليس احداً غيركم
لكن يبدو أن قادة هذا الحزب يعيشون في حالة غيبوبة سياسية وفكرية وانفصام لانه يستحيل ان يكون لهذا الحزب دور مقبول للشعب سواء كان في العلن أو خلف الكواليس كما هو معلوم الآن يمارس نشاطه المسموم عبر الوكلاء وتحت الطاولة في زعزغة أمن البلاد وسلامتها وإستقرارها ولا يدرك ان هذا الشعب قد تجاوز تلك المرحلة الغاتمة من تاريخه على مستوعى العقل الجمعي الظاهر والباطن
الشعب الآن ليس ذاك الشعب يا نعمان…….
@همزة وصل
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي