تقارير

ندوة نيروبي: الجيش السوداني متهم بإفشال مسارات السلام من جدة إلى جنيف

اختتمت في العاصمة الكينية نيروبي أعمال الندوة رفيعة المستوى حول السودان، التي نظمتها مؤسسة كوفي عنان ومنظمة أمينة

 

 

نيروبي – ترياق نيوز

 

    اختتمت في العاصمة الكينية نيروبي أعمال الندوة رفيعة المستوى حول السودان، التي نظمتها مؤسسة كوفي عنان ومنظمة أمينة لايف والمركز المغاربي الإفريقي، بمشاركة واسعة من شخصيات دبلوماسية دولية وإفريقية وممثلين سياسيين سودانيين، حيث وجّه المشاركون انتقادات حادة للجيش السوداني متهمين إياه بتعطيل جهود السلام عبر مقاطعته المتكررة للمنابر التفاوضية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

ورأى المتحدثون أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل إلى جانبه تخلّوا عن كل فرص الحوار، مفضلين خيار الحسم العسكري. وأشاروا إلى رفض الجيش الانخراط الجاد في مفاوضات جدة (مايو – يونيو 2023)، ومنبر المنامة (نهاية 2023)، ومحادثات جنيف (مطلع 2025)، ما ساهم في إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية.

قالت وزيرة خارجية كينيا السابقة أمينة محمد إن الحرب أفرزت “أوضاعاً إنسانية كارثية” تسببت في نزوح ملايين السودانيين داخلياً وخارجياً، مؤكدة أن “الحل العسكري لن ينهي الصراع”، ومشددة على ضرورة تفعيل الدور الإفريقي عبر الإيقاد والاتحاد الإفريقي لإطلاق عملية سلام يقودها الأفارقة.

من جانبه، حذّر وزير الخارجية التونسي الأسبق المنجي حامدي من تنامي الجماعات المتطرفة والمليشيات الإقليمية التي دخلت إلى السودان، معتبراً أنها تشكل خطراً على الأمن الإقليمي بأسره. وأشار إلى أن “الحرب السودانية باتت منسية في الإعلام الدولي”، داعياً إلى تحقيق دولي بشأن اتهامات باستخدام أسلحة محرمة.

كما قدّم وفد تحالف صمود برئاسة صديق الصادق المهدي مداخلات ركزت على تحميل الحركة الإسلامية والإسلاميين داخل الجيش مسؤولية إطالة الحرب، فيما أكد الناطق الرسمي للتحالف بكري الجاك أن الإسلاميين “يوظفون الحرب كوسيلة للعودة إلى السلطة عبر خطاب الكراهية والتعبئة العنصرية”.

وشدّد المؤتمرون على أن أي عملية سلام ناجحة يجب أن تقود إلى تشكيل حكومة مدنية انتقالية، تمهد الطريق لانتخابات ديمقراطية بعد الحرب، داعين المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي إلى ممارسة ضغوط أكبر على الأطراف الرافضة للحوار.

وتزامنت أعمال الندوة مع تحذيرات منظمات إنسانية من تفاقم الأزمة في السودان، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص منذ بداية الحرب، ونقص حاد في الغذاء والصحة والخدمات الأساسية، وسط تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى