اعمدة

محمد محمد نور .. يكتب .. “حابل ونابل ” ..الانتهاكات .. (خسائر جانبية)

الحرب ليست مباراة كرة قدم تنتهي بصافرة الحكم فوزا لاحد الفريقين أو تعادلا بينها.. الحرب هي الموت

 

 

الحرب ليست مباراة كرة قدم تنتهي بصافرة الحكم فوزا لاحد الفريقين أو تعادلا بينها.. الحرب هي الموت ، والدمار ، و الاغتصاب، والنهب والسلب وغيرها من تبعات و موبقات وآثار اقتصادية ، ونفسية ، واجتماعية كارثية وهذا ما شهدناه ونشهده في صراع الأفيال الغبية الذي يجري في السودان منذ عامين وثلاثة أشهر ومازالت رحاه تطحن كل سيادة وكرامة وعزة .

 

 

 

 

 

 

     حرب تجرد فيها الجميع من الأخلاق حتى بات القتل فيها متعة وانتهاك الأعراض هواية، وسلب الممتلكات تحت تهديد السلاح رجولة . وما الغريب فما دام هي حرب ليس في قانونها فعل محرم.
… ويحدثونك عن الانتهاكات التي كانت أرواح المدنين العزل و اعراضهم و ممتلكاتهم هي قرابين لعنتها ..

 

 

 

١
.. التقارير الرسمية رصدت مقتل ٣٠ ألف من المدنيين وإصابة مئات الآلاف وتسجيل ٤ آلاف حالة اغتصاب و أعمال نهب وتخريب ودمار تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات هذا غير نزوح ولجوء أكثر من ١٥ مليون مواطن داخل وخارج السودان .. وتقارير دولية – يفترض فيها المصداقية- تقول إن الأرقام مضاعفة مرات ومرات و أي طرف لديه قدرة فائقة اللزوجة على الإنكار ودفع التهمة نحو الطرف الآخر دون أن يرف له جفن أو يشعر بوخزة ضمير .. الطرفان يتباريان داخل شاشات الفضائيات على من هو الطرف الأقل انتهاكا.. وقتل النفس الواحدة مثل قتل الناس جميعا.. وهم يكبرون ويهللون عند ازهاق كل روح برئية بدم بارد.
.. هناك حرب إذا توجد انتهاكات ولا يهم من هو الطرف الأكثر ولوغا في ارتكابها وإلى أي دين أو فكر أو قبيلة ينتمى..
.. إذا كان الدعم السريع – غض النظر عن من شكله وسلحه ودربه – لم يكن متوقع منه غير ما ارتكبه من فظائع وحشية في كل مكان وصلت اليه جحافله المجنونة لتذيق الناس سوء العذاب ، فما بال الجيش ( الحقيقي) الذي نفترض فيه الاحترافية والمهنية والاخلاق أن يقع في ذات مستنقع الانتهاكات الآسن.
.. غدا أو بعد غد سوف تضع الحرب أوزارها بالتفاوض (رغبة) أو (رهبة) ولكن سوف تبقى الأسئلة : من الذي يتحمل أوزار القتل و الاغتصاب والنهب والسلب والترويع والارهاب و التهجير؟ هل ستعود الحياة بكل آلامها وجراحها ومواجعها إلى ما كانت عليه دون إنصاف الضحايا من المدنيين؟ ومن يحاكم من؟ أم أن كل ما جرى سوف يدرج تحت بند (خسائر جانبية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى