كمال بولاد .. يكتب .. حرب إيران وإسرائيل يجب النظر إليها بأفق استراتيجي
الحرب التى اندلعت مابين إيران وإسرائيل لابد من النظر لها بافق استراتيجى والتحسب لكافة تداعياتها على المنطقة

الحرب التى اندلعت مابين إيران وإسرائيل لابد من النظر لها بافق استراتيجى والتحسب لكافة تداعياتها على المنطقة ومستقبل الصراع العربى الصهيونى وطبيعة الأنظمة السياسية فى المنطقة ومناهجها فى حكم الشعوب وفشلها فى توطين التقنية وتراجع دورها أمام العالم فى هذا المضمار، ولابد من التوقف الجاد عند اسباب التفوق التقنى والاستخباراتى والعسكرى للكيان الصهيونى .. وزحفه ليكون الحاكم والرقيب على كامل المنطقة مستندا على طموحه منذ التأسيس فى التوسع والدعم الأمريكى ، وكذلك نظام الكهنوت الشيعى فى إيران ينطلق من فكرة توسعية ، وهذا فى تقديرى اول ما يتطلب أن يطرح بإلحاح قضية مراجعة تفكيرنا وادواتنا وتجاربنا والنظر بعمق اكبر لأسباب هذا التفوق والاستعداد والتسلح لمعارك المستقبل التى تبدو اكبر وفى ميادين مختلفة وأعمق من هذه المعركة الدائرة اليوم بالرغم من أنها بالجغرافيا نرى أنها بعيدة عن بلادنا ولكنها سوف تتوسع وسنكتشف يوما ما أننا مقبلين على حرب أشرس من كل حروب التاريخ فى المنطقة تمتحن تاريخنا وثقافتنا وعلاقتنا مع العصر .
إذا كانت منتجه ام متلقية ..ولكن ستكون المواجهة قدر يستوجب الاستعداد لابد من الخروج من عمق النفق إلى تفكير يفسر هذا التفوق الصهيونى والتراجع والتشرذم وضعف الأنظمة العربية وكل أنظمة المنطقة رغم ارتفاع رايات التحرر والتوحد وتقديم النماذج والتضحيات منذ اربعنيات القرن الماضى لابد من مراجعات كبيرة والنظر إلى المستقبل بتفكير جديد ومشروع عصرى متحرر من الجمود والتكلس الذى تمنحه الثقة الزائفة، ولابد أن تصنع هذا المشروع افكار شابة ومتفائله… اتوقع فى إطار الحرب الدائرة فى بلادنا أن يتم التعامل مع هذه المواجهة الكبيرة فى المنطقة بتكتيكات محدودة على ضوء مواقف طرفى الحرب التى لا تنطلق من مشروع فكرى ونظري مسبق، وبالتالى على القوى السياسية والمفكرين أن ينظروا لها بافق استراتيجي وهذا الاهم من سؤال اين التموضع منها .