تقارير

دارفور بين فكي الحرب والجوع: مأساة النازحين في معسكرات الفاشر”

في ظل تصاعد العمليات العسكرية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتفاقم معاناة آلاف المدنيين العالقين في معسكرات النزوح

 

 

 

 

تقرير :سلمى أحمد

 

 

 

   في ظل تصاعد العمليات العسكرية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتفاقم معاناة آلاف المدنيين العالقين في معسكرات النزوح، خاصة مخيمي “زمزم” و”أبو شوك“. معظم هؤلاء من النساء والأطفال وكبار السن، الذين فرّوا من ويلات الحرب بحثًا عن الأمان والحياة، ليجدوا أنفسهم اليوم محاصرين من جديد، ولكن هذه المرة بالجوع، وسوء التغذية، ونيران القصف المدفعي المتبادل — العشوائي منه والمقصود على حد سواء.

 

 

 

 

 

يعاني النازحون في هذه المعسكرات أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، زادها تفاقمًا النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية، إلى جانب الارتفاع الجنوني في أسعارها، مما فاقم بؤسهم وأفقدهم الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

 

 

 

 

 

وكشف الناشط الإنساني آدم عيسى ، عن وجود آلاف حالات سوء التغذية وسط النازحين المحاصرين، معظمها بين الأطفال، والمرضعات، والنساء الحوامل — الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشة في مثل هذه الظروف.

 

 

 

 

 

 

وأشار إلى أن غالبية الأسر في المخيمات باتت تكتفي بوجبة واحدة فقط في اليوم، نتيجة تقليص المنظمات الإنسانية لحصصها من السلع الغذائية، بسبب صعوبة الوصول وتصاعد العنف.

كارثة إنسانية شاملة

من جانبها، وصفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور الأوضاع الإنسانية في منطقة “طويلة” — عقب زيارة ميدانية أجرتها — بأنها تمثل “حالة طوارئ قصوى”، تستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمعين المحلي والدولي، وكل من يؤمن بالقيم الإنسانية وحق الإنسان في الحياة.

وأوضح المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، أن النازحين يفتقرون إلى أبسط متطلبات العيش: من مأوى ومياه وغذاء ودواء، إلى أدوات النظافة الشخصية، والناموسيات، ووسائل الطبخ، والملابس، فضلاً عن غياب الدعم النفسي. وألقى باللوم على طرفي النزاع في مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية والانتهاكات التي يتعرض لها النازحون في شمال دارفور.

نداء نساء دارفور

في السياق ذاته، دعت “منصة نساء دارفور” المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل، وتقديم الدعم لمواطني الفاشر وسكان معسكري “زمزم” و”أبو شوك”، والقرى المتضررة جراء الهجمات. وشددت على أهمية إيصال المساعدات عبر الإسقاط الجوي بواسطة طيران الأمم المتحدة، لضمان سلامة المدنيين.

كما طالبت المنصة بتوفير الإيواء والدعم العاجل لضحايا العنف الجنسي من النساء والفتيات، وتقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي لهن، إلى جانب رعاية الأطفال المشردين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحقهم، تمهيدًا لمحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى