السودان..أجساد النساء …شواهد علي الحروب.. المحامية اقبال أحمد : اكثر من (70) إمرأة متهمات بمواد تعرضهن للحكم بالإعدام
ممثلة محامو الطوارئ: جرائم الاغتصاب تحدث كثقافة إنتقام من النساء.
ممثلة نقابة الصحفيين: 80%من الصحفيات خارج دولاب العمل بسبب التدمير الممنهج للمؤسسات الصحفية
تقرير :هانم آدم
تداول رواد وسائل التواصل الإجتماعي خلال اليوميين الماضيين صورة لإمرأة تحمل ملامح صبوحة ومبتسمة قيل إنها تعمل مربية إجيال بإحدي المدارس بمدرسة السقاي السروراب شرق مدينة بحري وبحسب مازكرفقد تم شنقها بباب منزلها من قبل قوات تتبع للدعم السريع بتهمة التخابر مع الجيش .
نفس تلك الوسائط عكست صورة لإحدي النساء وهي تضرب ويتم شتمها بالفاظ نابية من قبل فرد يظهر صوته فقط ،وهو يتهمها بانها تتعاون مع الدعم السريع وإنها أعطتهم مياه شرب عندما طلبوا منها ذلك.
نفس الإنتهاك لإمرأة ولكن بإختلاف الزمان والمكان والجهة المتهمة. فالحرب التي تدور رحاها منذ اكثر من عشرين شهرا بالسودان كشفت العديد من المظاهر والإنتهاكات التي تمارس من قبل طرفي الحرب او من يتبعون لهما تجاه المواطن خاصة الشريحة الاكثر ضعفا وهي النساء.
تزايد الإنتهكات رغم صعوبة رصدها جعلت الكثير من الأجسام النسوية وغيرها تسعي لمناقشة الأمر، وعكس مايدور علي ارض الواقع .التنسيقة النسوية احدي تلك الأجسام التي افردت مساحة واسعة لمناقشة الأمر من كافة جوانبه النفسية والقانونية ، وعرض لما تم رصده في الفترة الماضية من إنتهكات صاحبت الحرب تجاه النساء ،من خلال إقامة ندوة إسفيرية بعنوان تزايد جرائم الإنتهاكات ضد النساء ،التحديات وسبل المواجهة.
أسؤا انواع الإنتهاكات
وكشفت المحامية ومسئول المكتب القانوني بالتنسيقية إقبال أحمد علي عن وجود اكثر من (70) إمرأة متهمات بالمواد 50ـــ51 تعرضهم للحكم بالإعدام ، بجانب (13) تم محاكمتنهن نتيجة للإستخدام الخاطي للقوانين.بسبب إنهيار المنظومة الأمنية والتي أعتبرتها اقبال من التحديات الكبيرة في هذه المرحلة .
ووصفت الإنتهاكات التي حدثت للنساء في هذه الحرب بأسؤا الإنتهاكات وتفوق الإنتهاكات السورية والإسرائيلية .منبهة الي ان انتشار الأمراض المنقولة جنسيا نتيجة لإغتصاب السبايا وممارسة البغاء،وارتفاغ نسبة الطلاق بصورة مخيفة كان واحدا من أهم مظاهر عبء تحمل المسئولية والهروب من الضغط المادي ، مشيرة الي ان الفقر اجبر النساء للعمل في ظروف غير إنسانية ،وتتم مساومتهن بالجنس مقابل الغذاء .
تفاقم الوضع
وقالت إقبال ان حالات الإغتصابات تصل لإكثر من (500) حالة قبل أحداث الجزيرة لافتة الي ان الوصمة الاجتماعية من قبل الأسرة والمجتمع عائق امام أي بلاغ خوفا من العار والوصم بالاغتصاب .مشيرة الي ان عدم تلقي العلاج والبرتكول المتبع في حالات الإغتصاب فاقم الوضع بحالات الإنجاب القسري غير المرغوب فية .مشيرة الي وجود حالات لحوامل خارج نطاق الزوجية ،وصعوبة اجهاضهن لتجاوزهن اثلاثة أشهر.،مطالبة بضرورة تعديل القوانين فيما يتعلق بمسألة الإجهاض.
إعاقة رصد الإنتهاكات
ونبهت الي ان انقطاع شبكة التواصل الإجتماعي يعتبر معيقا لرصد الانتهاكات.مشيرة الي إمكانية وجود حالات وفيات نتيجة للإجهاض والإنجاب .
واقرت إقبال بوجود مشكلة في تناول الإعلام لقضايا الحرب مشيرة الي انه لا يغطي كل الإنتهاكات وان الشائعة تنتشر بصورة كبيرة وبصورة اسر ع من الحقيقة مطالبة الإعلام بان يلعب دورا فاعلا.
وأبدت إستنكارها لتقبل المجتمع للإنتهاكات ،وقال ان الحرب اسهمت في تغيير سلوك المجتمع معتبرة ذلك بالمؤشر الخطر.وإستغربت دعوة البعض للإنتهاكات.
وطالبت مسؤول المكتب القانوني بضرورة تقديم الدعم النفسي والإجتماعي للناجيات.وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
ضحايا الإنتهاكات
فيما استعرضت عضو محامي الطوارئ رحاب المبارك عددا من الإنتهاكات التي مورست علي النساء خلال الايام الماضية . وقالت ان جريمة القتل للنساء انتشرت منذ إحداث مدينة الجنينة والفاشر حيث ثم قصف المئات من النساء والاطفال بمعسكرات زمزم وابوشوك ، ونيالا وحمرة الشيح مشيرة بان اي قصف للطرفين يكون ضحاياه من النساء والأطفال.
وقالت أن بلاغات الإعتقال بتهمة التعاون مع احد طرفي الحرب في تزايد ،وان اكثر الجرايم شيوعا هي الا غتصابات والتي بدأت من طرفي النزاع في منطقة الديم ، ام درمان القديمة،بحري، دردوق، نبتة ،الشجرة،الحماداب بجانب جرائم التحرش والقتل والاغتصاب بمنطقة المقرن .مشيرة لتمحور الإغتصاب بتطور الحرب.
ثقافة الإنتقام
ولفتت رحاب لعمليات التطهير العرقي التي حدثت بالجنينة حيث تعرضت النساء للإنتهاكات في كل المراحل العمرية من الأكبر سنا ولم تسلم حتي الطفلات اللاتي لم تتجاوز اعمارهن الثلاثة عشر عاما .وتأسفت رحاب بأن ان الاغتصاب يحدث كثقافة إنتقام من النساء او الإبتزاز كما حدث في ام درمان،او حالات سكر.
وقالت ان الدعم السريع تخصص في الخطف طلبا للفدية او الاغتصاب .وتابعت حتي وان عادت المخطوفة بعد دفع الفدية فتعود وهي بالفعل تم إغتصابها.
جرائم التسخير
وابدت المبارك اسفها لوجود جرائم التسخير لربات منازل وإستخدامهن في الغسيل والكي والطبخ او العلاج.كما حدثت في الحلفايا والشجرة.كما يتم إستخدامنهن لتلبية إحتياجات العسكر.من طرفي النزاع.ان لم يتم قتلهن نتيجةلذلك. واستشهدت بمعتقلات الرياض وسوبا.
ووصفت المبارك المحاكمات الجائرة بأاكبر الجرائم والتي تتم علي اساس الإنتماء او العرق او الإثني ، او الاسباب السياسية.كاشفة عن وجود (16) صدر ضدهن حكما بالاعدام ، بجانب وجود العشرات من النساء واللاتي حكمنا بخمس سنوات سجن.
واشارت الي وجود نساء تم ترحيلهن من دول اللجؤ دون ابنائهن.
إنتهاكات الصحافيات والصحفيون
فيما اشارت سكرتيرة النوع بنقابة الصحفيين السودانيين لبني عبد الله لمعاناة النساء بصورة عامة من الحرب خاصة شريحة الصحافيات والصحفيين ، كشريحة فاعلة في المجتمع علي وجه الخصوص بسبب التشريد والنزوح ، وفقدان مصادر دخولهم علي تواضعها وأصبحت 80%من الصحفيات خارج دولاب العمل بسبب التدمير الممنهج للمؤسسات الصحفية .مما فتح الباب واسعا امام خطاب الكراهية والأخبار المضللة وغياب التناول المهني للأخبار بصورة حساسة تراعي طبيعة الصراع ،و تدعو لوقف الحرب لا لتأجيجها..
ونبهت لإنتهاكات جسيمة تعرضت لها الصحافيات والصحفيون وفقا لاحصاء اعدته نقابة الصحفيبن السودانين بواسطة سكرتارية الحريات والذي كشف عن و وفاة (5)صحفيات ، اما الاعتداءات الجسدية والاصابة فبلغ العدد الكلي (11) إصابة من بينهم عدد (4) صحفيات (33) حالة إطلاق النار في البيوت و مواقع العمل من بينهم (11) صحفية. وادي ايضا لاغتيالات في اسر الصحفيات والصحفيين (قرابة من الدرجة الاولي) الاختفاء القسري والاعتقال والاحتجاز بلغ العدد الكلي (66)من بينهم عدد (13)صحفية اما النهب المسلح(30) حالة من بينهم عدد (3)صحفيات وبلغت ‘بلاغات النشر (6)بلاغات من بينها صحفية واحدة ‘التهديدات الشخصية.(63)حالة تهديد من بينهاعدد(26)صحفية بالنسبة للتهديدات العامة مثل القوائم التي تحمل أسماء صحفيين وصحفيات ويتم نشرها في الوسائط(42)من بينهم عدد(18)صحفية تحدث بصورة عامة لايتم التهديد بصفة شخصية عدا صحفية واحدة فقط تم تهديدها بصفة سخصية والاحصائية قابلة للذيادة وقالت سكرتيرة النوع ان هنالك صحفيات ما زلن بمواقع الاشتباكات في الخرطوم والجزيرة يصل عددهن تقريبا الي (50)صحفية يعشن اوضاع اقتصادية بالغة التعقيد بسبب عدم وجود مصادر دخل وعدم وجود للخدمات الاساسية.
تدخلات علاجية ونفسية
من جانبها اكدت إختصاصي علم النفس شذي عبد الحليم علي التأثير الكبير للإنتهاكات التي تتعرض لها النساء خاصة الجنسية اذا لم تكن هناك تدخلات علاجية بعد تعرض الضحية للاعتداء والاسترقاق الجنسي والتي منها الصدمة النفسية ، والتي قالت انها تختلف من ضحية لإخري.والدعم الأسري الذي تجده الضحية .
واضافت ان الشعور بالقمع اول احساس تحس به الضحية ، بجانب النكران لما حدث ،الفزع، إحساس بالذنب ،وفقد الثقة بالنفس ،ويأس من الحياة والذي يؤدي الي إضطراب مابعد الصدمة او مايسمي بحالة الكرب التالي للصدمة ،وهو إضطراب مزعج يحتاج لتدخل طبيب نفسي متمرس .
ولفتت الي ان الوضع قد يزداد سؤءا اذا نتج عن هذا الاعتداء طفل .،مشيرة الي ان الاستجابة السريرية الصحية او مايعرف بالبرتكول العلاج المحدد والذي يحد من مخاطر العنف الجنسي لإنه يقي من الحمل القسري والامراض المنقولة جنسيا . ومن ثم ياتي دور الطبيب النفسي لتعزيز الصمود وذيادة التعافي .
وشددت علي اهمية التعامل بسرية تامة وتوفير مأوي آمن للضحية ،مشيرة الي ان تأخر الناجية في البحث عن العلاج الطبي بسبب العرف المجتمعي ومخافةإصدار الأحكام الخاطئة من قبل الأسرة يسبب ضرر نفسي ،ويفاقم الإعتداء بحالات الحمل والأمراض وفقد الدعم النفسي والقانوني.