في ظل الحرب المستعرة في السودان وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية، بات البحث عن بيئة آمنة ومستقرة لممارسة النشاط التجاري أولوية لرجال الأعمال السودانيين. في هذا السياق، تبرز المملكة العربية السعودية كوجهة اقتصادية رائدة، ليس فقط كداعم استثماري، بل أيضًا كأرض تحقق فيها دعاء خليل الله إبراهيم عليه السلام:
“رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ”،
ثم جاءت دعوة النبي محمد ﷺ للمدينة حين قال:
“اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ” [رواه البخاري]،
لتكون المملكة مهبط الوحي، وموطن البركة، وآخر تجليات الرسالات السماوية في ضمان الأمن والرغد لأهلها ومن يقصدها.
رؤية 2030.. تحول اقتصادي جذري
تعيش المملكة تحولات اقتصادية كبرى بقيادة رؤية 2030، التي انطلقت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – بهدف تنويع مصادر الدخل وتحفيز الاستثمارات الأجنبية. من أبرز الخطوات الاقتصادية:
• تطوير مناطق اقتصادية حرة مثل جيزان ونجران وعسير، التي توفر فرصًا استثمارية في التصدير والتصنيع
• صناديق استثمارية حكومية ضخمة تهدف إلى تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير الدعم المالي لرجال الأعمال
• أنظمة إقامة جديدة تتيح للمستثمرين الأجانب التملك وتأسيس الأعمال في المملكة
الذهب السوداني.. منجم فرصة ضائع
السودان من أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، ولكن معوقات التصدير والانعدام شبه الكامل للاستقرار الاقتصادي تقلل من قدرة البلاد على استثمار هذه الثروة. في هذا السياق، تُعتبر المملكة العربية السعودية بيئة مثالية لتفعيل إمكانيات الذهب السوداني عبر:
• تأسيس شراكات سعودية – سودانية لتسويق وتصدير الذهب على مستوى عالمي
• استخدام المناطق الحرة في المملكة كمراكز انطلاق للذهب السوداني نحو الأسواق الدولية بإنشاء مصافي للذهب بشراكات سعودية
• تكامل بنية تحتية قانونية ومالية بين البلدين لدعم النمو في قطاع التعدين
إقامة مميزة وتمويل مضمون
المملكة قدمت الإقامة المميزة للمستثمرين، مما يسهل عليهم تأسيس الشركات والتوسع في الأنشطة الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، توفر المملكة تمويلات ميسرة عبر صناديق تنموية ودعوم حكومية، مما يفتح المجال لرجال الأعمال السودانيين للانطلاق بأعمالهم بحرية ودون تعقيدات.
تحديات مقبولة.. وحلول منطقية
على الرغم من الفرص المتاحة، لا يخلو الأمر من بعض التحديات مثل ضرورة توجيه رأس المال السوداني عبر قنوات قانونية آمنة، وتأهيل المؤسسات السودانية لتناسب البيئة الاستثمارية في المملكة. للتغلب على هذه التحديات، ينصح بالدخول في شراكات مع كيانات سعودية محلية أو استشارة مستشارين قانونيين لفهم أطر العمل التنظيمية
الخلاصة: السعودية بوابة الأمن والنماء
إن المملكة، بما تحققه اليوم من أمن واستقرار وتنمية شاملة، تمثل امتدادًا لدعوة إبراهيم عليه السلام، وخاتمة دعوات الرسل في بركة المدينة المنورة. فهي اليوم ليست فقط مقصدًا دينيًا، بل مركزًا اقتصاديًا متصاعدًا، يفتح أبوابه لكل من يسعى إلى بيئة استثمارية واعدة، وفي مقدمتهم رجال الأعمال السودانيون، الباحثون عن أرض جديدة تُثمر فيها طموحاتهم وتُصان فيها رؤوس أموالهم
