اعمدة

ايمن كمون .. يكتب .. (قرنفلات) .. إحساس الفنان !

 

 

 

 

 

 

مازالت الساحة الغنائية السودانية تتوشح بالرماد بعد رحيل الكبار وتوقف البقية عن الظهور، ولازالت البلاد في هذا الظرف الحرج من تاريخها تفتقد للفنان الملهم الذي يقود دفة الحراك الغنائي والموسيقى السودانية إلى بر الأمان ، ويساهم في ايقاف الحرب ورتق النسيج الاجتماعي وسط خطاب الكريهة وانتشاره والاستقطاب القبلث والعنصري الحاد.

 

 

 

 

 

ولازلنا كما نحن نتوقف عند محطة الراحل سيد خليفة في المشاركات الخارجية وبجاورها المجهودات الخارقة الشخصية التي يبذلها الفنان عبد القادر سالم ويبذل مثلها وأكثر يوميا” الفنان ( عمر إحساس) لتصدير الاغنيات للعالم وايصال صوتنا وملامحنا الخاصة والخالصة للناس في الكون من حولنا.
وكان حديثا” قد دار بيني والفنان عمر إحساس لامني فيه على عدم اطلاعي وامتلاك المعلومات الكافية عن مشاركاته الخارجية واوضح لي في رسائل خاصة تناقشنا فيها فيما بعد كل تفاصيل مشاركاته الخارجية التي مثل فيها البلاد وخاض غمارها مرات كثيرة لوحده وقليلة بمساعدة الدولة.

 

 

 

 

 

 

والرجل الذي لازلنا نصر كمؤسسات اعلامية أن نوصمه باتجاه جغرافي معين ونفرض على المتلقي ذلك لم يتوقف منذ سنوات خلت عن تقديم مشروعه الانساني خدمة” للوطن والناس والغناء لكامل الخارطة الجغرافية للسودان، وظل يقف على مسارح العالم يتغنى باسم البلاد ويقدم مالذ وطاب من جميل موروثاتنا وجليل منتج الغناء السوداني الجديد واعماله الخاصة.

 

 

 

 

 

 

 

وإحساس واحد من مثقفين ومغنين ومواطنيين كثر عانوا جدا” من انتقائية الاعلام السوداني وعنصريته ، الإعلام الذي لايستطيع أن يبعد تفكيره وبصره عن نمط معين من الموسيقى والاغنيات وظل يحتكر الغناء السوداني في مربع مايعرف بغناء الوسط (ولايات الخرطوم الجزيرة ونهر النيل) ، والتي هي بلا شك لا ولن تمثل إنسان السودان وثقافاته وتنوعه وجغرافيته ومزاجه الشخصي.
والفنان عمر إحساس الذي اجاز صوته في العام 1981، بعدد من اغنيات الحقيبة وتغنى بفرقة شبه شعبية ( رق، وايقاعات، وشيالين) ، أصبح مغنيا” محترفا” للغناء من يومها ، واستقر به المقام بالخرطوم منذ العام 1991م حين تم ادراجه ضمن مغني الدرجة الاولى بالإذاعة السودانية وانتظم في دراسة الموسيقى منذ ذلك الحين ، وبدأ اهتمامه الواضح بالتراث وتنوع الايقاعات والموسيقى السودانية.
أهتم إحساس بمشروع عالمية الاغنية السودانية مع التركيز ( في الفترة الاخيرة) على اغنية منطقة دار فور التي ترجع اصوله إليها مصطحبا” ، معه التنوع اللغوي السوداني الكبير ،

 

 

 

 

 

فقدم العديد من الاعمال بلهجات ولغات محلية مختلفة منها (لغة الزغاوة ولغة الفور وأيضا اللغة النوبية) وذلك في المشروع الذي عرفه في حوار اجرته معه صحيفة (الوطن) القطرية ب( الإنسان السوداني الجميل).

 

 

 

 

واستطاع إحساس أن يحقق في ذلك نجاحات عديدة وكبيرة على المستويين الداخلي والخارجي ، فشارك في عدد لايستهان به من المهرجانات العالمية وقدم مشروعه الموسيقي في عدة دول منها امريكا وكندا ودول آسيوية واوربية عديدة.

 

 

 

 

 

 

 

قدم أكثر من ثلاثين عملا” لدعم السلام، نذكر منها هنا على سبيل المثال(صرخة نازح للشاعر سعد الدين ابراهيم، وبكره نغني للشاعر محمد يوسف موسى، وأمي دارفور لجلال أحمدون وضد الحرب لخالد شنقوري ودارفور بلدنا وهي من كلماته والحانه).
وجه عمر إحساس جزء كبير من مجهوده الغنائي في السنوات الاخيرة لدعم السلام ورتق النسيج الاجتماعي واستطاع ان يحقق في هذا الجانب الكثير وفي تقديرنا انه حقق وما لم تستطيع تحقيقه كل الحكومات الوطنية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا في ما يخص مساندة المجتمع ومفايهم الوحدة المحتمعية ، وتغني لوقف الحرب ونبذ العنصرية والجهوية والقبلية وصار رمزا” للأغنية الرسالة الموجهة ،ويعد الآن سفير السودان الغنائي رقم واحد ، وذلك بسبب حضوره المتواصل والدائم في كل انحاء العالم ، وجماهيريته العالية في اوربا وافريقيا والتي يشكل فيها حضورا” واضح وبائن.

 

 

 

 

مشوار عمر إحساس الغنائي الآن يمثل جزء من مشروع موسيقي ورسالي نرى انه يسير على درب صناعة تجربة حقيقية وواعية وذات قيمة، وذات أبعاد انسانية وسياسية واجتماعية وعقدية عالية المرامي والأهداف وهو مشروع يستحق منا الاحتفاء والدعم والمساندة ،أو بأضعف الايمان ذكره والتحدث عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى