اعمدة

السفير الصادق.. المقلي .. يكتب .. لا ينصلح حال الدبلوماسية بسياسة الإحلال و الإبدال في الأشخاص

 

 

 

 

كيف يا تري تعمل الدبلوماسية أيا كان على رأسها في ظل الحرب و عدم الاستقرار و تعدد قنوات اتخاذ القرار و التصريحات غير المتناغمة لقيادات حكومة الأمر الواقع التي تتقاطع و اهداف و خطط الدبلوماسية السودانية.

سبق للدكتور سليمان ابو صالح أن تحدث عن تعدد قنوات صنع القرار في السياسة الخارجية حين صرح، ،،
(( إن على سحلول عندما سلمنى وزارة الخارجية خاطبني قائلا..انا سلمتك مبانى وزارة الخارجية .
اما عمل وزارة الخارجية فعليك ان تذهب وتبحث عنه فى رئاسة الجمهورية وفى المجلس الوطنى وفى مجلس الصداقة الشعبية…الخ))

كيف تعمل الدبلوماسية في ظل العزلة الدولية و الإقليمية.. عزلة لم يستطع اي من
الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة منذ انقلاب اكتوبر 2021 في أحداث اي اختراق لكسرها او تجسيير العلاقات حتى مع الاتحاد الإفريقي و العمل على اسداء النصح لقيادة حكومة الأمر الواقع في بورسودان ان تعمل علي مخاطبة الأسباب الرئيسة في هذه العزلة.
. بل على العكس خلال تولي جميع الوزراء لمنصب وزير الخارجيه منذ انقلاب اكتوبر 2021.. ظهرت الخارجية من خلال تصريحاتوزرائها و الناطقين باسمها كأنها فرع من فروع القيادة العامة من حيث التحشيد و تشجيع استمرار الحرب بدلا من تفكير اي من الوزراء الثلاثة خارج الصندوق. بل في بعض الأحيان تاتي بيانات الخارجية أكثر تشددا و تحشيدا من بيانات الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة و بعض قيادات حكومة بورتسودان..

 

 

 

 

لعله من المعلوم أن الدبلوماسية في أبسط تعريفاتها هي فن الممكن، وتستخدم الدبلوماسية أدواتها لإطفاء وإخماد الأزمات ونزع فتيلها،، وليس إشعال جذوتها وإبقاءها متقدة؛

 

 

 

حتي العلاقة مع الايقاد ظلت مجمدة بسبب تجميد السودان لعلاقاته مع هذا التجمع الإقليمي الذي كان السودان من المؤسسين له منذ الثمانيات ناهيك عن استمرار حرمان السودان من اي فعاليه ينظمها الإتحاد الافريقي مثل القمم الإفريقية او كل الفعاليات التي أقيمت بدعوة من شركاء التنمية في المعسكر الغربي ذات الطابع الاقتصادي و الاستثماري و التي حرم السودان من المشاركة فيها بسبب تجميد مشاركاته في الاتحاد الافريقي او عدم اعتراف الدول الغربية الداعية او المستضيفة لهذه الفعاليات مثل القمم التي جمعت الإتحاد الإفريقي مع كل من الإتحاد الأوروبي… فرنسا. َامريكا.. إيطاليا و اليابان و قمة الفرنكوفونية التي عقدت خلال الفترة التي اعقبت انقلاب اكتوبر 2021….
حتي الايقاد لم يستطع اي من وزراء خارجية حكومة الأمر الواقع في استعادة علاقات السودان معها… فضلا عن اتخاذ سياسة المحاور بالاتجاه شرقا في ظل عدم اعتراف المعسكر الغربي بحكومة بورتسودان.. الأمر الذي تنظر اليه الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بعين الريبة و الشك و مخاوف إزاء تغلغل دول مثل روسيا و إيران في المنطقة و ما أثير من مخاوف تجاه نوايا روسيا إقامة قاعده عسكرية على البحر الأحمر.. الأمر الذي كان متذبذبا بين الشك و اليقين من خلال تصريحات وزراء الخارجية.. كما ان كل هؤلاء الوزراء الذين تعاقبوا على تولي رآس الدبلوماسية السودانية فشلوا. ايضا في أحداث اي اختراق في التوتر الذي حدث خلال الفتره الماضيه في عالاقات السودان مع بعض الدول الإفريقية مثل كينيا و دول مجاورة مثل إثيوبيا، إفريقيا الوسطى،، و ليبيا.. و تشاد. َ

 

 

 

 

 

 

 

كما يقال لا يستقيم الظل و العود اعوج.. فلا سبيل لأحداث اختراق في علاقاتنا الخارجية بسياسة الابدال و الاحلال في مناصب الوزراء.. طالما استدام هذا الاعوجاج في سياسة السودان الداخلية ، ،في ظل وجود حكومة من دون رئاسة،، الأمر الذي جعل الباب مواربا أمام تعول الجهاز السيادي الرئاسي على الجهاز التنفيذي و تعدد مصادر اتخاذ القرار حول السياسة الخارجية و عدم التناغم في سياسات الدولة خاصة في اي مقاربة في سبيل التسوية السلمية لهذه الحرب و من ثم استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية و فك طوق العزلة الدولية.. فلا فرق بين الدبلوماسية السودانية و قيادة الجيش فيما يتعلق بالجنوح الي التهدئة بدلا من التصعيد.. على خلاف ما كان مؤملا من الدبلوماسية السودانية ان تغادر هذا المربع من الحشد و التصعيد و كأنها فرع من أدارات اركان قيادة القوات المسلحة.

 

 

 

 

 

 

 

 

DEPARTURE FROM ESCALATION RHETORIC T0 APPEASEMENT ONE
. و تبقي الحقيقة… سوف لن تنصلح سياسة السودان الخارجية باحلال و ابدال الوزراء،،و إنما بأنهاء الحالة الإنقلابية و قف الحرب و من ثم استعادة مسار التحول الديمقراطي في سبيل فك طوق العزلة الدولية و الإقليمية و استعادة مكانة السودان الطبيعية بين الأمم َ..
هناك مقولة معبرة عن تداعيات السياسة الخارجية على الدبلوماسية. (( عندما تعطس السياسة الداخلية للدولة تصاب السياسة الخارجية بالز كام)) َ ولعل هذا ما عبر عنه مبارك الفاضل حين قال ،،،
(( السياسة الخارجية لأي بلد هي مرآة للوضع الداخلي للبلد ولذا لن ينجح اي وزير خارجية إلا إذا كان يمثل حكومة متصالحة مع شعبها ومع المجتمع الدولي والإقليمي ، حكومة سياساتها تحقق الاستقرار والتنمية في بلدها))
. ولعلي اتفق مع من ذهب إلى القول إن الأزمة ليست في الأفراد.. بل في غياب الرؤية…. تداول ستة وزراء خلال ست سنوات – لم يُكمل أيٌ منهم عاماً كاملاً سوى وزير واحد – يكشف عن أزمة بنيوية عميقة، لا تتعلق بالكفاءات، بل بغياب الرؤية الاستراتيجية. فالوزارة لا تعمل ضمن خطة واضحة، ولا تملك استراتيجية طويلة المدى، وإنما تُساق وفق مصالح ظرفية، أو قرارات فوقية، أو رغبات مؤسسات نافذة، تُحكم قبضتها على مفاصل القرار الخارجي بلا تنسيق ولا مسؤولية وطنية شاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى