حرب السودان بلا ذاكرة .. أسباب غياب الإعلام السوداني عن تغطية الحرب !

غياب الإعلام السوداني عن تغطية الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 يعود إلى عدة عوامل رئيسية، بعضها مرتبط بالبيئة السياسية والأمنية، وأخرى تتعلق بالواقع الإعلامي والتقني في البلاد.
أسباب غياب الإعلام السوداني عن تغطية الحرب
الاستهداف المباشر للمؤسسات الإعلامية من قبل قوات الدعم السريع
تعرضت العديد من القنوات والصحف السودانية للنهب والتدمير، مثلما حدث لمقرات قناة الحدث وسكاي نيوز عربية و الجزيرة و الشرق وقناة السودان الرسميةو قناة النيلين و النيل الازرق و سودانية 24في الخرطوم و جميع مقرات الصحف الورقية.
توقف البث التلفزيوني والإذاعي الرسمي و اصدار الصحف الورقية في بعض المناطق بسبب استيلاء قوات الدعم السريع على المرافق الإعلامية.
(صحف، إذاعات ،القنوات)
. الرقابة وقمع الصحفيين
اعتقالات وتهديدات و قتل و نهب تصفية حسابات شخصية طالت الصحفيين السودانيين، مما جعل التغطية من داخل البلاد شبه مستحيلة خاصةً المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.
فرض قيود و الرقابة علي المنصات الإعلامية و الإعلاميين على النشر ومنع تداول بعض الأخبار، خاصة من قبل القوات العسكرية المسيطرة على الأرض.
الانهيار التكنولوجي وصعوبة الإتصالات و انقطاع التيار الكهربائي
تضرر البنية التحتية للاتصالات والإنترنت، مما أعاق نقل الأخبار والتقارير الحية.
انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة حدّ من قدرة المؤسسات الإعلامية على العمل.
هجرة الصحفيين وإغلاق المكاتب الإعلاميةقصرياً نتيجة الحرب
بسبب الحرب، اضطر العديد من الصحفيين لمغادرة السودان،اخرين دون عمل بعد التدمير الشامل الذي لحقت القنوات الفضائية و الصحف الورقية المطبوعة وفقدت وسائل الإعلام المحلية كوادرها الأساسية.
المؤسسات الإعلامية التي كانت تعمل داخل السودان انتقلت إلى الخارج، مثل بعض القنوات التي تبث من القاهرة وأديس أبابا.
هيمنة الإعلام الخارجي
معظم الأخبار حول الحرب يتم نقلها عبر وسائل إعلام دولية مثل الجزيرةاصبح ناقل الحصري لحرب السودان و خاصةً برنامج المسائية، BBC، CNN، وفرانس 24،الشرق ،القاهرة الإخبارية مما أدى إلى تراجع التغطية المحلية.
ضعف الاستثمار في الإعلام المحلي و عدم انفاق الحكومة علي القناة الدولة الرسمية، خروج جميع الصحف المحلية بعد تدميرها من قبل قوات الدعم السريع و نهب مقراتها جعله غير قادر على منافسة الإعلام العالمي في تغطية الأحداث.
النتائج المترتبة على غياب الإعلام السوداني
انتشار المعلومات المغلوطة: غياب المصادر المحلية أدى إلى سيطرة الشائعات والأخبار غير الدقيقة على المشهد الإعلامي.
فقدان التأثير المحلي: أصبح السودانيون يعتمدون على مصادر خارجية لمعرفة ما يجري داخل بلدهم.
ضعف التوثيق التاريخي: غياب الإعلام السوداني يقلل من القدرة على توثيق هذه الفترة الحرجة من تاريخ السودان برؤية سودانية.
الحلول الممكنة
دعم منصات إعلامية مستقلة تبث من خارج السودان وتوفر تغطية حيادية دون املاءت حكومية و عدم تحديد المنصاتها والعاملين فيها.
تعزيز الصحافة الرقمية و تعامل المسؤولين في الحكومة مع الوسائل الإعلامية بكل شفافية بدل من الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي لنقل الأخبار.
تأمين بيئة عمل آمنة للصحفيين داخل السودان و عدم ملحقاتهم بدعوات سياسية و فتح مسارات آمنة لهم لنقل الحقيقة للشعب و العالم أجمع دون قيود، إن أمكن، من خلال مبادرات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.