اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب ..( فزع الحروف ) .. ( اذهبا إلى فرعون أنه طغى ) …( لاااااا للحرب ) !

 

الذي يمر على القرآن الكريم قد لا يلقي بالا لكثير من القصص منذ القرون الاولى ، ( قال فما بال القرون الأولى ) أصح الأقوال في معنى ذلك : أن فرعون لما أخبره موسى بأن ربه الذي أرسله هو الذي خلق ورزق وقدر فهدى ، شرع يحتج بالقرون الأولى ، أي : الذين لم يعبدوا الله ، أي : فما بالهم إذا كان الأمر كما تقول ، لم يعبدوا ربك بل عبدوا غيره ؟ والقصص كثيرة في حجج الطغاة الواهية حتى يبرروا طغيانهم ويقنعوا الآخرين ، وقد يلجأون للبطش والتنكيل واختلاق الأكاذيب وتلفيق التهم حتى يرغموك على ( الايمان بباطلهم) ، رغبة أو رهبة ، لكن السؤال الملح لماذا أورد الله قصص كثيرة للطغاة والمتجٌبرين وخاصة عندما تقرأ الآية الأخيرة في الجزء الأول من سورة البقرة يقول الله تعالى : ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) صدالله العظيم ، ولأن الإنسان أكثر شئ جدلا أيضا هنالك من يسأل ما دام غير مسؤل عن أفعال الأمم التي خلت لماذا اطلع عليها ليلا ونهارا بل واتعبد بها ؟! وهنا الراسخون في العلم أكثر فهما لهذا القران وتدبره ، لكن القرآن نزل لكافة الناس فهو منهج لحياة كافة الناس , الحاكم ومساعد الحاكم والخفير والوزير وعامة الناس ، كل مسؤل حسب تكليفه ،لكن بأقل نسبة تدبر ستدرك بأن هذا القرآن بجانب أنه أتى لكافة الناس جاء يحمل واحدة من سماته تساوى فيه العالم والجاهل في الحقوق والواجبات إبتداء من كيفية الاطلاع عليه وفهمه ( لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) إنتهاء بالقاعدة الذهبية ( كل ميسر لما خلق له ) .
السؤال المهم ما هي علاقة هذه المقدمة بالعنوان أعلاه ( اذهبا إلى فرعون أنه طغى وقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) “صدق الله العظيم” . لكن السؤال الأكثر إلحاحاً لماذا اللفة الطويلة هذه كلها ونحن في الألفية الثالثة هل بيننا موسى وهارون ؟ أو هنالك فرعون وهامان والسحرة ؟، في اعتقادي نعم أنا كمسلم كل هذه الصور مجسدة أمامي وإن اختلفت اشكال الطغاة وممارساتهم وكذلك اختلف استخدام السحرة ، أما الأنبياء سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم هو خاتم الأنبياء والرسل ولا نبي بعده لكن الذين آمنوا اي الذين آمنوا بهؤلاء الأنبياء والرسل هم ورثتهم ، ما دمت مؤمناً بالقران فأنا وريث كل الأنبياء والرسل إذن ما هي الورثة  و ما حقي فيها ؟ بالتأكيد الورثة هي الرسالة أو التكليف الذي وضعه رب العالمين على هؤلاء الأنبياء والرسل ونصيبي منها بأن أجتهد و أؤدي ما استطعت من هذه التكاليف حسب ما تيسر لي وهذا تيسير رباني ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )  “صدق الله العظيم ” ، مثل ما إذا والدي ترك لي أموالا كثيرة سآكل منها ما استطعت وأنفق منها ما استطعت .

إذن ما هو التطبيق على أرض الواقع ؟ اقول : وبكل ايمان ورثتي من هارون وموسى ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام قلت لفرعون ( لا للحرب ) ولقارون لا تفسد بالاموال الرزق الذي ساقه الله لك ، وقلت للسحرة هذا حرام ومنهي عنه وسيضعكم في مقعد واحد مع فرعون في الدرك الاسفل من النار .

هذا كل الذي استطعت فعله من ورثتي ثم جادلتهم بالحكمة والموعظة الحسنة . فهل استجابوا لا بل (استكبروا استكبارا ) .. ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)) سورة نوح , إذن ما هو فرعون هذا الزمان وهامان وقارون وسحرته ! . اقول منتشرين في كثير من بلدان العالم لكن نحن في السودان هذا النموذج الفرعوني مجسد عندنا بالكامل بشخوصه وطغيانه وآيات الله فيه حتما ستحل في وضعنا في السودان متى وكيف علمها عند الله .

وحتى اكون اكثر دقة فرعون حاكم شعبي بوضع اليد وهنالك من يشاركه الفرعنه وهامان ممثل في مساعديه وكذلك وزراءه الذين يصنعون له التماثيل ، وقارون هم الرأسمالية الذين يمولون له حروبه ونزواته وغزواته التآمرية ، إذن من هم السحرة ؟ بالتأكيد هم ( الأبواق ) من بعض العلماء والإعلاميين الذين يشرعنون له أفعاله ويزينونها له .

بل يتصدون إلى موسى وهارون في يوم الزينة يوم نصرهم الزائف الذي ينتظرونه . فيقولون له ستلقى عصاك أم نكون نحن اول الملقين فوجف في نفسه خيفة ( يا ناس هذا جيش الوطن وهؤلاء أصحاب رسالة الايمان (والعدل والمساواة ) ومن خرج عن هذا الخط اي هذه الثعابين التي ألقاها ( السحرة ) اي ( الأبواق ) ستلقغه ، ولكن رب العزة قال : ( ألق ما في يمينك يا موسى فالقاها فإذا هي حية تسعى وتلقف ما يأفكون ) ولم يكن خلف موسى وهارون جيش أو أموال أو حواريين ، ولكن نفذ الأمر الرباني و نصره الله وهنالك من آمن معه وهنالك من خسف الله به الارض مع فرعون .

انا العبد الفقير لله عندما ألقى أمراء حرب السودان عصاهم وخيل إلى أنها حية تسعى اي انتصروا في الحرب وستلقفني ولكن عندما القيت انا عصا موسى وقلت ( لا للحرب ) لقفت ما كانوا يأفكون وخسر السحرة الرهان مع فرعون أما الذين لقوا ربهم شهداء في هذه الحرب من كافة المقاتلين قوات نظامية ومدنين فإنهم هم الذين خروا ساجدين لإله موسى وهارون وبإذن الله سيكونون في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. وأما انا فما زلت انتظر ولم أبدل تبديلا ( لا للحرب لا للحرب لا للحرب ) وعلى ايمان تام بأن فرعون هذا الزمان ومعاونيه سيتحقق فيهم وعد الله حقا وقريبا جداً وإن طال الزمن ، كيف ومتى ؟ الله أعلم .. استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا او اخطأنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى