بعد مهلة الــ ٤٨ ساعة: الفاشر تُعيد تعريف المعركة في دارفور
تقرير: الكاظم هـرون
شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، في تصعيد جديد يضاف إلى سلسلة الإشتباكات الدامية التي تشهدها ولايات دارفور، إندلعت المعارك في محاور متعددة من المدينة، حيث حاولت قوات الدعم السريع شن هجوم من ثلاثة محاور في محاولة لاختراق دفاعات الجيش والقوات المشتركة.
إستثنائية موقف الفاشر مقارنة بباقي ولايات دارفور
تمثل مدينة الفاشر نموذجاً إستثنائياً في الصمود مقارنة بباقي ولايات دارفور التي سقطت مؤخراً، يعود هذا التفوق إلى التنظيم والتعاون الوثيق بين الجيش والمجتمع المحلي، بما في ذلك الإدارات الأهلية ولجان الأحياء التي تم تنظيمها تحت لواء قوات الدفاع عن النفس، هذا التكاتف جعل من الفاشر أكثر حصانة مقارنة بالولايات الأخرى، التي عانت من عزلة قوات الجيش فيها عن الدعم المجتمعي.
مصادر ميدانية تؤكد: ” الجيش في الفاشر لم يقاتل وحده؛ بل إعتمد على إستراتيجية متكاملة شملت القوات المشتركة، المستنفرين، والطيران الحربي، في محاكاة لإستراتيجيات الدعم السريع ذاتها من حيث سرعة الحركة وكثافة النيران”.
الهجوم المضاد: الجيش والمجتمع في مواجهة الدعم السريع
وفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ” ترياق نيوز ” أن قوات الجيش والقوات المشتركة على أتم الجاهزية لصد الهجوم المفاجئ الذي شنته قوات الدعم السريع، الطيران الحربي لعب دوراً محورياً منذ الساعات الأولى للمعركة، مستهدفاً مواقع قوات الدعم السريع، ومساهماً بشكل كبير في إحباط محاولاتهم لإختراق المدينة.
وبعد ساعات من المعارك، تراجعت قوات الدعم السريع تحت وطأة القصف الجوي وصمود الدفاعات الأرضية، مصادر عسكرية أكدت أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مما دفعها إلى الإنسحاب من جميع المحاور.
الفاشر: مدينة عصية ومصدر إلهام للمقاومة
تثبت الفاشر مرة أخرى أنها ليست هدفاً سهلاً للدعم السريع ، تحول صمود المدينة إلى “عقدة نفسية” لقوات الدعم السريع، التي وجدت نفسها في كل مرة تعود من الفاشر بخسائر فادحة، بدلاً من تحقيق أي تقدم يُذكر.
حاكم إقليم دارفور يعلق: على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”
قال حاكم اقليم دارفور: إن ” تهديدات الدعم السريع لأهل الفاشر تصطدم هذا الصباح بصخرة الفاشر الصماء، لقد هاجمت المليشيات الفاشر من خمسة محاور في لحظة واحدة، ولكن قواتنا المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية لقنتهم درساً جعلهم يجرون ذيول الخيبة، قواتنا ترصد وتراقب كل تحركاتكم، وإن عدتم، فمرحباً بكم في مقبرتكم“.
تحليل: ما الذي يجعل الفاشر مختلفة؟
يرى مراقبون أن نجاح الجيش والقوات المشتركة في الفاشر يعود إلى عدة عوامل رئيسية:
– التعاون المجتمعي الفريد: تشكلت مقاومة شعبية قوية بقيادة الإدارات الأهلية ولجان الأحياء، مما وفر دعماً لوجستياً وميدانياً كبيراً للقوات المسلحة.
– تكتيكات متطورة: إعتمدت القوات المشتركة على إستراتيجيات قتال مرنة مستلهمة من تكتيكات الدعم السريع، بما في ذلك سرعة الحركة، كثافة النيران، والتنسيق الدقيق بين الوحدات.
– الطيران الحربي: لعب الطيران دوراً محورياً في المعركة، إذ وجه ضربات موجعة لقوات الدعم السريع وأجبرها على التراجع.
الفاشر تُعيد تعريف المعركة في دارفور
تُبرز معركة اليوم في الفاشر أهمية العمل الجماعي والتكامل بين الجيش والمجتمع المحلي، هذا النموذج قد يكون درساً لباقي ولايات دارفور، التي يمكنها استلهام تجربة الفاشر في مواجهة التحديات الأمنية، وفي ظل إستمرار الصراع، تبقى الفاشر قلعة الصمود وعنواناً للمقاومة في وجه التهديدات.