حصريا.. ل ( ترياق نيوز).. زهير عثمان.. يكتب.. تحليل شامل لاجتماعات نيروبي- فرص وتحديات توحيد القوى المدنية سياق الاجتماعات وأهميتها
شهدت العاصمة الكينية نيروبي في يناير 2025 اجتماعات تشاورية ضمت قوى سياسية ومدنية بارزة، منها رئيس الوزراء السوداني السابق الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، إلى جانب قوى من حزب البعث وممثلين عن منظمات مهنية ومدنية. جاءت الاجتماعات كاستجابة لنداءات أطلقتها حركة تحرير السودان منذ عدة أشهر لبناء جبهة مدنية موحدة لمواجهة الأزمات التي تعصف بالسودان.
هذه الاجتماعات اكتسبت أهمية بالغة في ظل استمرار الحرب، تفاقم الأزمة الإنسانية، وتفشي خطاب الكراهية، مما يجعلها محاولة حقيقية لرأب الصدع بين القوى المدنية وتوحيد الصفوف.
القضايا المطروحة في الاجتماعات
تشكيل الجبهة المدنية المحور الاهم هو النقاشات ركزت على وضع الأسس لتشكيل جبهة مدنية واسعة تضم القوى الرافضة للحرب، بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي والاستجابة الفعالة للأزمة السياسية.
مقترح حكومة مناطق سيطرة الدعم السريع:
وبرزت خلال الاجتماعات تسريبات حول مناقشة مقترح تشكيل حكومة مدنية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
موقف المعارضين: رفضت بعض القوى السياسية الفكرة، معتبرة أنها قد تُكرّس الانقسام الجغرافي والسياسي.
موقف المؤيدين: رأى البعض أن هذا الطرح قد يوفر فرصة لتحسين الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية في المناطق المتضررة.
الأزمة الإنسانية:
ناقش المشاركون كيفية الاستجابة للأزمة الإنسانية المتفاقمة، مع التركيز على حياد المساعدات الإنسانية ومنع استغلالها سياسيًا.
. التحديات الداخلية للجبهة المدنية:
أبرزت النقاشات التحديات المتعلقة بتحديد أولويات الجبهة وأجندتها، مما يعكس تعقيدات المشهد السياسي السوداني.
عوامل النجاح المحتملة
التمثيل الواسع – مشاركة شخصيات وقوى سياسية ومهنية مؤثرة يمنح الاجتماعات زخمًا كبيرًا.
التركيز على القضايا المشتركة -مثل الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، وهو ما يوفر أرضية للتعاون.
الضغط الشعبي والدولي -الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة، إلى جانب المطالب الدولية بوقف الحرب، تدفع الأطراف للتعامل بجدية.
التحديات التي تعرقل النجاح – اهم الملاحظات
التصورات المتباينة
تختلف الأولويات بين الأطراف، خاصةً بشأن قضايا مثل حكومة مناطق الدعم السريع.
غياب الثقة هذا التاريخ الطويل من الانقسامات يجعل بناء الثقة عملية معقدة.
دور الأطراف المسلحة ان الحديث عن وجود قوى عسكرية مهيمنة يعقّد الجهود المدنية، خاصة في ظل غياب توافق حول التعامل مع هذه القوى.
غياب رؤية موحدة هذا ما أدي الي عدم الاتفاق على آليات تنفيذية واضحة قد يؤدي إلى فشل الاجتماعات في تحقيق أهدافها.
تحليل احتمالات النجاح:
على المدى القصير وما سوف يحدث قد تحقق الاجتماعات تقدمًا نسبيًا يتمثل في إصدار بيانات مشتركة أو التوافق على مبادئ عامة لبناء الجبهة المدنية، لكنها لن تقدم حلولًا حاسمة في ظل التباينات الحالية.
وعلى المدى الطويل إذا تمكنت الأطراف من تجاوز خلافاتها ووضع رؤية موحدة مدعومة بخطط تنفيذية، فإن الاجتماعات قد تكون نقطة انطلاق نحو تحقيق السلام والاستقرار.
بناء الجبهة المدنية بين الفرص والتحديات
اجتماعات نيروبي تمثل خطوة محورية في محاولة توحيد القوى المدنية السودانية لمواجهة تداعيات الحرب وتعقيدات المشهد السياسي. ورغم التحديات الكبيرة، فإن النجاح يعتمد على قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها، بناء الثقة، والتركيز على القضايا المشتركة مثل الأزمة الإنسانية وإعادة الاستقرار.
هذه الاجتماعات ليست نهاية الطريق، لكنها تفتح بابًا للأمل في تحقيق رؤية مدنية موحدة يمكن أن تضع السودان على طريق السلام والتنمية.