عبدالفتاح البرهان: بين مطرقة العقوبات الأمريكية وسندالة الإسلاميين
تقرير: الكاظم هـرون
في وقت سابق، حاول الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن يُقدّم نفسه كقائد عسكري قادر على قيادة السودان نحو مرحلة إنتقالية ديمقراطية، لكن المشهد اليوم أصبح أكثر تعقيداً، حيث يواجه عقوبات أمريكية وضغوطاً داخلية ودولية، في ظل إرتباطه المتزايد بالحركة الإسلامية التي حدّت من خياراته السياسية والعسكرية لإتخاذ أي قرارات فعلية تخدم مصلحة الوطن.
العقوبات الأمريكية: خطوة جديدة على رقعة الأزمة
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على البرهان وفقاً للأمر التنفيذي (EO14098)، مستهدفة أصوله وكيانات مرتبطة به، إن هذه العقوبات تُعد جزءاً من ضغوط دولية على الأطراف السودانية المتورطة في الحرب المستمرة منذ عامين وشهور.
إجراءات تصعيدية تزيد الضيق
تشمل العقوبات تجميد الأصول داخل الولايات المتحدة ومنع أي تعاملات مالية أو تجارية مع الكيانات والأفراد المشمولين. هذه الخطوة تمثل تحولاً في نهج الإدارة الأمريكية، التي قررت تحميل المسؤولية لكل أطراف النزاع بدلاً من التركيز على طرف بعينه.
خطاب التحدي: موقف البرهان أمام العقوبات
في أول رد فعل له، صرّح البرهان بأن الجيش مستعد لمواجهة أي عقوبات تُفرض عليه، البرهان ولغة التحدّي تعيد للأذهان تصريحات الرئيس السابق عمر البشير، الذي أستخدم نفس الأسلوب لمواجهة العزلة الدولية.
التباين بين مواقف البشير والبرهان، عمر البشير تمكن من إدارة أزماته في فترة أستقرار نسبي للدولة في ظل فساد بمؤسسات الدولة، في حين يواجه البرهان أزمات متشابكة على عدة أصعدة، من بينها الحرب الميدانية، الإنقسامات الداخلية، وضغوط الإسلاميين الذين يفرضون أجندتهم عليه بشكل متزايد، ومن جهة أخرى حركات دارفور بقيادة جبريل ومناوي علاوةً على درع السودان.