احداث ” الكنابي ” صدمة الضمير الانساني .. الجزيرة ( أرض المحنة) من يريد تحويلها لبؤرة (الفتنة الكبرى)؟!
إنتهاكات مروعة بحق المدنيين في كنابي الجزيرة: صرخة إنسانية وسط رماد الحرب
اجماع عالمي ومحلي على الإدانة .. والمدان يقول : هل من مزيد؟!
تقرير : الكاظم هـرون
تمر الحرب الدائرة في السودان بمنعطف خطيرة حيث نتائج خطاب الكراهية تحولت لافعال على الارض تمثلت في اخذ الناس بالشبهات والقتل على اساس الجهة او الاثنية، او القتل خارج القانون هي الكارثة المفزعة عقب استعادة مدينة ودمدني من قبض الدعم السريع. ولاية الجزيرة، التي تُعرف بأنها سلة غذاء السودان، وتضم كل اثنيات الشعب السوداني وعرفت بالتعايش السلمي سكان الكنابي اصلحوا جزء اساسي من هذا النسيج المتعايش بل لهم القدح المعلى في نجاحات لمشروع الجزيرة، هذه المميزات تحولت إلى مسرح لأحداث مأساوية عقب تحريرها مناطق الجزيرة بما فيها حاضرتها ود مدني من قوات الدعم السريع. الإنتهاكات المروعة التي شهدتها المنطقة تمثل صرخة في وجه الضمير السوداني والدولي، مع دخول القوات المسلحة السودانية مدينة مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، إثر تحريرها من قوات الدعم السريع، تفجرت إنتهاكات مروعة بحق المدنيين في كنابي المنطقة، ما أثار صدمة واسعة وطرح تساؤلات حول مستقبل الأمن والعدالة في السودان.
تكررت حوادث الذبح والتعذيب في هذه المناطق، حيث تشير روايات شهود عيان إلى تصرفات وحشية تجاه المدنيين، الاتهامات التي وُجهت لبعض سكان الكنابي بالتعاون مع قوات الدعم السريع كانت الذريعة وراء هذه الإنتهاكات، التي تضمنت عمليات تصفية جماعية وفردية في العلن، استناداً إلى معايير عنصرية تتعلق بـ “الوجوه الغربية”.
مآسي سكان الكنابي: شهادات حية عن الرعب
أهالي الكنابي فقدوا العشرات من أبنائهم خلال يومي الأثنين والثلاثاء، في عمليات وصفت بأنها إنتقامية، إحدى القصص التي تعكس حجم المأساة تعود لشاب من سكان كمبو خمسة، خرج إلى مدينة مدني لإستلام حوالة مالية من أخيه المقيم في ليبيا، لكن بدلاً من العودة إلى أسرته، اتفاجئت الأسرة بصورته منشورة في السوشيال ميديا مقتولاً على الأرض، مغطى بدمائه.
تقول أسرته إن الحادثة وقعت على يد كتائب البراء بن مالك، وهي إحدى الفصائل المرتبطة بالقوات المسلحة السودانية، التي تتهمها منظمات حقوقية بالضلوع في هذه الجرائم.
سياسات الكراهية وتأجيج الحرب
هذه الممارسات تبرز نتيجة مباشرة لخطاب الكراهية والتحريض الذي تبنته بعض الأطراف السياسية، وعلى رأسها تنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي، خطاب الكراهية هذا أدى إلى تصعيد الإنتهاكات ضد المدنيين، مستهدفاً فئات معينة بناءً على الهوية والانتماء.
ردود الأفعال: إدانات ودعوات للتحقيق
من جانبها، أصدرت قيادات سياسية ومنظمات مدنية تصريحات أدانت هذه الإنتهاكات.
مني أركو مناوي، حاكم اقليم دارفور، قال في مقابلة مع قناة الجزيرة الأخبارية:
” نرحب بموقف القوات المسلحة الذي عبرت عنه في بيانها حول أحداث ولاية الجزيرة، وندين بشدة أي انحرافات تُستغل لإلحاق الأذى بالمواطنين. علينا جميعاً العمل لبناء دولة القانون والحفاظ على النظام “.
حزب المؤتمر الشعبي أصدر بياناً جاء فيه: ” نحمّل السلطات السياسية والجنائية مسؤولية كل جريمة تُرتكب بحق سكان الكنابي. ما حدث في ولاية الجزيرة من إنتهاكات بشعة يتطلب تحقيقاً ومحاسبة عادلة ترد الحقوق للمظلومين “.
على وسائل التواصل الأجتماعي، علق القيادي بحزب المؤتمر السوداني “خالد عمر يوسف” قائلًا:
” لم يكد يمر يوم على دخول القوات المسلحة للجزيرة حتى بدأت حملة إنتقامية شملت تصفيات علنية، مما يعكس خطر خطاب الكراهية في تغذية هذه الجرائم “.
معاناة إنسانية لا تتوقف
في خضم هذه الأحداث، أصبحت ولاية الجزيرة شاهداً جديداً على المأساة السودانية، رسام الكاريكاتير عمر دفع الله أختصر بفرشاته هذه المأساة، مشيراً إلى أن المواطن السوداني يدفع الثمن في كل الأحوال، سواء في مناطق سيطرة الدعم السريع أو الجيش السوداني.
الحرب على الهوية: محرقة وطنية
إن الحرب الأهلية في السودان لم تعد مجرد نزاع بين قوات متناحرة؛ بل أصبحت محرقة لشعب بأسره. القتل على أساس الهوية والانتماء أصبح مشهداً مألوفاً، مدفوعاً بخطابات الكراهية التي تمزق النسيج الإجتماعي.
دعوات للمحاسبة وبناء السلام
الحل لا يكمن فقط في وقف القتال، بل في مواجهة الأسباب الجذرية التي أدت إلى هذه الكارثة، ينبغي إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة لتحديد المسؤولين عن الإنتهاكات، مع تعزيز خطاب التسامح والتعايش السلمي بين مكونات الشعب السوداني.
ما يحدث في كنابي ولاية الجزيرة يمثل صرخة إنسانية تستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع السوداني والدولي، حماية المدنيين ليست خياراً، بل واجبٌ أخلاقي وقانوني، إذا كان السودان يسعى نحو السلام والأستقرار، فإن أول خطوة يجب أن تكون ضمان العدالة لجميع مواطنيه دون إستثناء.