دكتور إبراهيم الأمين “أزمة الهوية تهدد الوحدة الوطنية ويجب التصدي لها بالحوار البناء”
الجبهة الوطنية المدنية (ضد الحرب وضد التسوية) تطلق مبادرة لوقف الحرب
رفض التسوية وتوحيد الصفوف: مبادرة وطنية لتعزيز السلام والعدالة في السودان”
الشريف الصديق الهندي: “التسوية بين المتحاربين لن تجلب سوى مزيد من الحرب”
سارة نقد الله: “إعادة إعمار السودان تبدأ بوحدة جميع الأطياف الوطنية”
نفيسة حجر: “لا تسويات دون عدالة.. و مرتكبو جرائم الحرب لن يفلتوا من العقاب”
القاهرة :أفراح تاج الختم
د
دشنت الجبهة الوطنية المدنية (ضد الحرب ضد التسوية) إعلانها السياسي الذي وقع عليه أكثر من عشرين مكونا” يشمل أحزاب سياسية وقوى نقابية ومنظمات مدنية وشخصيات وطنية بالقاهرة بمقر المنتدى الثقافي المصري الأسبوع الماضي بالتعاون مع مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية وسط حضور مميز من قيادات من مختلف قطاعات المجتمع
وأعلنت الجبهة عن رؤيتها للمرحلة المقبلة مناشدة الشعب السوداني كافة بجميع أحزابه ونقاباتهم ولجان مقاومته وجماعاته وطوائفه بتصعيد نضاله السلمي ورص صفوفه لتكثيف فعاليات الاحتجاج الوطني ضد الحرب لإنهاء القتال وإيجاد الوسائل الناجعة الكفيلة بإيصال العون والإغاثة لكافة الذين يكابدون عناء الحرب
محاسبة المسؤولين
وعن بداية انطلاق الجبهة الوطنية المدنية يبتدر الحديث المهندس مستشار عبد الكريم محمد أحمد عضو الجبهة ويقول إنه تم في الأول من يناير 2025، تزامنًا مع الذكرى الـ69 لاستقلال السودان ،وتم الإعلان عنها من داخل السودان من مدينة أمدرمان ،وحدد الباشمهندس أحمد عدة أهداف أساسية للجبهة، أبرزها:الدعوة لتوحيد صفوف الشعب السوداني في الداخل والخارج
وإنزال الهزيمة على طرفي الحرب بالتصعيد ضدهم وداعميهما، مع التمسك بالسلمية التي اتسمت بها ثورة ديسمبر المجيدة وشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الحرب
وأعلن رفضهم لأي تسويات سياسية تُكرّس وجود طرفي الحرب وداعميهم في السلطة، لما في ذلك من انتقاص للسيادة الوطنية.
وكشف أحمد عن فتح أبواب الجبهة لكل من يؤمن بطرحها، ويرغب في التنسيق معها، شريطة الالتزام بسيادة السودان غير المنقوصة،ودعا لمراجعة الأخطاء التي قادت إلى هذه الحرب “اللعينة” حد وصفه ، وفتح حوار جادّ ومتجرد حولها ،ودعا لإعادة بناء جيش وطني مهني، وكذلك الشرطة، وفق مهام دستورية محددة.
إعادة إعمار السودان
وكشفت الأستاذة سارة نقد الله، عضو الجبهة الوطنية المدنية والقيادية بحزب الأمة القومي
أن الجبهة تضم أفرادًا من مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والإنساني، وتسعى لتحقيق هدف أساسي، وهو إعادة إعمار السودان، وبناء دولة تُكرّس السلام والعدالة، وتضمن حقوق جميع السودانيين والسودانيات.
وجهت الأستاذة سارة دعوة مفتوحة لجميع الشخصيات الوطنية والشعب السوداني للمشاركة في الجبهة، والمساهمة في إعادة إعمار وبناء السودان، مشددة على الترحيب بكل الجهود المخلصة في سبيل تحقيق هذه الأهداف.
التحذير من التسوية
رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المركز العام الشريف الصديق الهندي
أكد خلال حديثه في المؤتمر الصحفي أن الجبهة الوطنية المدنية ترفض التسوية بين الجانبين المتحاربين، مُعتبراً إياها تسويةً للمسلحين، ولن تُفضي إلا لمزيد من الحرب، ودعا إلى تكوين كتلة مدنية مُستقلة عن طرفي النزاع، تتولّى ترسيخ مبادئ الثورة، وتوجيه الشعب السوداني نحو العمل المدني كما نوّه إلى أهمية التركيز على اسم الجبهة “الوطنية المدنية”، مُشدّداً على رفض كل مظاهر العسكرة في السياسة السودانية، حاضراً ومستقبلاً.
حذّر الصديق الهندي من أيّ تسوياتٍ تُقسّم السودان، وتُعرّض مصالحه للخطر، مُشيراً إلى تدخل الأطراف الأجنبية والإقليمية والدولية، وهو أمرٌ غير مُستغرب في ظل الفراغ السياسي. واعتبر أن هذه التدخلات غالباً ما تكون بدافع اقتسام الغنائم، وليس بدافع الوساطة الحقيقية. وأشار الهندي إلى أهمية قيام المواطنين بدورهم في حماية مبادئ الثورة، وترسيخها، وحماية السودان من أيّ مُخططاتٍ تُقسّمه
أزمة الهوية
في كلمةٍ مُفعمة بالوطنية، دعا الدكتور إبراهيم الأمين عبر مكالمة هاتفية من مقر إقامته بدولة قطر دعا إلى وحدة الهدف والصفّ، مُشدّداً على أهمّية الحوار المسؤول كأسلوبٍ لبناء سودان جديد. وأكّد أنّ الوحدة المطلوبة ليست مجرّد شعار، بل هي وحدة برنامج يتمّ التوافق عليه والالتزام بتنفيذه.
وأشار الأمين إلى أنّ السودان يمرّ بمرحلةٍ عصيبة ومعقّدة، مُتطرّقاً إلى عددٍ من الأزمات الخطيرة، أبرزها أزمة الهوية، حيث تراجعت الهوية الجامعة للسودانيين لصالح هويات فرعية وجهوية
المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب
ترى المحامية نفيسة النور حجر عضو الجبهة الوطنية المدنية أن المبادرة تهدف إلى وقف الحرب الدائرة في البلاد، وإيجاد حلول مستدامة من خلال حوار داخلي شامل، يضمن محاسبة جميع مرتكبي جرائم الحرب دون استثناء.
وأكدت حجر أن الجبهة ترفض أي تسويات سياسية تتجاهل معاناة الشعب السوداني، وتطالب بمساءلة طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وضرورة عدم إفلات أي منهما من العقاب.
وشددت حجر على أن استدامة أي حلول لمشكلات السودان، تتطلب حوارًا سودانيًا – سودانيًا، قائمًا على مبدأ العدالة والمساءلة، وعدم الإفلات من العقاب.
ومن أبرز الموقعين على الإعلان السياسي للجبهة الوطنية المدنية على سبيل المثال : تضامن نقابات السودان ،مولانا محمد عبدالله أدوما ،الاستاذ المحامي علي قيلوب، السفير كمال محمد عبد الرحمن كبيدة.