اعمدة

السفير الصادق المقلي.. يكتب.. الانتكاسة في مكتسبات الثورة. العزلة الدولية و الإقليمية ( ٤___٣)

 

 

 

    في 20 يناير 2024 بعث البرهان إسماعيل عمر قيلي رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية un للتنمية (إيقاد) أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة.
حيث لم يعد السودان عضوا في هذه المنظمة الإقليمية.. بالرغم من أن الحكومة السودانية، ،قبل و بعد الحرب، كانت تعول على الحل الإفريقي ،و تندد بما تسميه التدخل الأجنبي في الشأن السوداني..!!
و لا شك أن تجميد العضوية يحرم السودان من المشاركه في أي فعالية أو محفل دولي أو إقليمي ينعقد تحت مظلة هذه المنظمة الإقليمية أو بمبادرة منها ، فالسودان ليس فقط عضوا فيها أو من المؤسسين لها،،بل أن فكرة إنشاء هذه المنظمة في الأساس نبعت من السودان في ثمانينات القرن الماضى. و لا ننسى الدور الايجابي الايقاد في اتفاقيات السلام و في دعم الفترة الانتقالية.
بهذه الخطوة من قبل الدولة… بتعليقها للعضوية …سوف يتم حرمانها من المشاركة في أي فعالية اخري تنظم تحت رعاية الايقاد أو بمبادرة منها….بل من أي عون تنموي يقدم لهذه المنظمة سواء من شركاء التنمية دوليا و إقليميا او من المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف..و هذا ما حدث بالتحديد في أعقاب تعليق الاتحاد الافريقي لعضوية السودان في أعقاب الانقلاب…و الشاهد و الأمثلة على ذلك تتري….كما ذكرنا في الحلقه الثانيه من المقال.
الخارجية تعرف تماما أن الدولة معزولة دوليا و إقليميا فبدلا أن تعمل الدبلوماسية علي تجسير العلاقات و فك طوق هذه العزلة موقفها هذا يفاقم من هذه العزلة….فعليها أن تعمل على إعادة السودان الي محيطه الإفريقي .. سيما أن هناك ملفات اخري تهم السودان خاصة حوض النيل و منطقة البحيرات و القرن الافريقي و البحر الاحمر.. و ملف سد النهضة و مشكله ارض الصومال. سوف يفقد السودان فرصة ابداء مواقفه تجاه كل هذه القضايا..

و قد سبق ان صرح كل من موسي الفكي و بلعيش ان استعادة عضوية السودان في الإتحاد الافريقي رهينة باستعادة مسار التحويل الديمقراطي و الدولة المدنية في السودان.

من الانتكاسة في مكتسبات الثورة إعاقة جهود البعثة في جنيف في تحريك عضوية السودان في مننظمة التجارة العالمية و مساعي سفارة السودان في بروكسل لاستعادة مقعد السودان في منظومة ال EU-ACP.
فقد قامت البعثة الدائمة للسودان في الأمم المتحدة بجنيف،بعد الثورة بتحريك ملف انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية و الذي كان يصطدم باعتراض عدد من الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة، إبان نظام الإنقاذ ، إلا أن الانقلاب علق هذه الجهود، و ما برح السودان يسجل غيابا في منظمة التجارة العالمية..
مثلما علقت عضويته في مجموعة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و مجموعة الدول الأفريقية الكارببية الباسيقيكية المعروفة EU_ACP بسبب عدم تعاون السودان مع المحكمة الجنائية الدولية، و ذلك بامتناعه عن التوقيع على تعديلات اتفاقية كوتونو في اوقادوقو، بوركينا فاسو، في عام ٢٠١٠، حيث صادف هذا التاريخ مذكرة التوقيف الدولية في حق البشير. و قد اشتملت تعديلات اتفاقية كوتونو في اوقادوقو علي نص يلزم الدول الأعضاء بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية.. و تعني هذه المنظومة بدعم الإتحاد الأوروبي للدول الأعضاء في الاتفاقيه في مجالات التنميه المستدامة و محاربة الفقر و الحكم الراشد..
الجدير بالذكر أن السودان ظل عضوا في هذا التجمع الإقليمي الأوروبي الأفريقي منذ اتفاقية لومي عام 1975 و من بعدها اتفاقية كوتونو عام 2005 التي أحلت محل اتفاقية لومي.
ليس من دولة حتى الدول الصناعية الكبرى تعيش في جزر معزولة….و لنا عبرة في تداعيات الحرب العالمية الثانية…. فلولا خطة مارشال الأمريكية لما نهضت اوربا و استعادت عافيتها…بعد الحروب العالمية..
الحلقة الرابعة و الاخيرة تتناول تعليق العون الدولي و الإقليمي و مسار اعفاء ديون السودان. ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى